الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ * وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ
2 ضَرَبَ البَحرُ ذو العُبابِ حَوالَيـ * ـها سَماءً قَد أَكبَرَتها السَماءُ
3 وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَر * ضِ شِباكًا تَمُدُّها الدَأماءُ
4 وَجِبالاً مَوائِجًا في جِبالٍ * تَتَدَجّى كَأَنَّها الظَلماءُ
5 وَدَوِيًّا كَما تَأَهَّبَتِ الخَيـ * ـلُ وَهاجَت حُماتَها الهَيجاءُ
6 لُجَّةٌ عِندَ لُجَّةٍ عِندَ أُخرى * كَهِضابٍ ماجَت بِها البَيداءُ
7 وَسَفينٌ طَورًا تَلوحُ وَحينًا * يَتَوَلّى أَشباحَهُنَّ الخَفاءُ
8 نازِلاتٌ في سَيرِها صاعِداتٌ * كَالهَوادي يَهُزُّهُنَّ الحُداءُ
9 رَبِّ إِن شِئتَ فَالفَضاءُ مَضيقٌ * وَإِذا شِئتَ فَالمَضيقُ فَضاءُ
10 فَاِجعَلِ البَحرَ عِصمَةً وَاِبعَثِ الرَحـ * ـمَةَ فيها الرِياحُ وَالأَنواءُ
11 أَنتَ أُنسٌ لَنا إِذا بَعُدَ الإِنـ * ـسُ وَأَنتَ الحَياةُ وَالإِحياءُ
12 يَتَوَلّى البِحارَ مَهما اِدلَهَمَّت * مِنكَ في كُلِّ جانِبٍ لَألاءُ
13 وَإِذا ما عَلَت فَذاكَ قِيامٌ * وَإِذا ما رَغَت فَذاكَ دُعاءُ
14 فَإِذا راعَها جَلالُكَ خَرَّتْ * هَيبَةً فَهيَ وَالبِساطُ سَواءُ
15 وَالعَريضُ الطَويلُ مِنها كِتابٌ * لَكَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَثَناءُ
16 يا زَمانَ البِحارِ لَولاكَ لَم تُفـ * ـجَع بِنُعمى زَمانِها الوَجناءُ
17 فَقَديمًا عَن وَخدِها ضاقَ وَجهُ الـ * ـأَرضِ وَاِنقادَ بِالشِراعِ الماءُ
18 وَاِنتَهَت إِمرَةُ البِحارِ إِلى الشَر * قِ وَقامَ الوُجودُ فيما يَشاءُ
19 وَبَنَينا فَلَم نُخَلِّ لِبانٍ * وَعَلَونا فَلَم يَجُزنا عَلاءُ
20 وَمَلَكنا فَالمالِكونَ عَبيدٌ * وَالبَرايا بِأَسرِهِمْ أُسَراءُ
21 قُل لِبانٍ بَنى فَشادَ فَغالى * لَم يَجُز مِصرَ في الزَمانِ بِناءُ
22 لَيسَ في المُمكِناتِ أَن تُنقَلَ الأَجـ * ـبالُ شُمًّا وَأَن تُنالَ السَماءُ
23 أَجفَلَ الجِنُّ عَن عَزائِمَ فِرعَو * نَ وَدانَت لِبَأسِها الآناءُ
24 شادَ ما لَم يُشِد زَمانٌ وَلا أَنـ * ـشَأَ عَصرٌ وَلا بَنى بَنّاءُ
25 هَيكَلٌ تُنثَرُ الدِياناتُ فيهِ * فَهيَ وَالناسُ وَالقُرونُ هَباءُ
26 وَقُبورٌ تَحُطُّ فيها اللَيالي * وَيُوارى الإِصباحُ وَالإِمساءُ
27 تَشفَقُ الشَمسُ وَالكَواكِبُ مِنها * وَالجَديدانِ وَالبِلى وَالفَناءُ
28 زَعَموا أَنَّها دَعائِمُ شيدَت * بِيَدِ البَغيِ مِلؤُها ظَلماءُ
29 فَاِعذُرِ الحاسِدينَ فيها إِذا لا * موا فَصَعبٌ عَلى الحَسودِ الثَناءُ
30 دُمِّرَ الناسُ وَالرَعِيَّةُ في تَشـ * ـييدِها وَالخَلائِقُ الأُسَراءُ
31 أَينَ كانَ القَضاءُ وَالعَدلُ وَالحِكـ * ـمَةُ وَالرَأيُ وَالنُهى وَالذَكاءُ
32 وَبَنو الشَمسِ مِن أَعِزَّةِ مِصرٍ * وَالعُلومُ الَّتي بِها يُستَضاءُ
33 فَاِدَّعَوا ما اِدَّعى أَصاغِرُ آثيـ * ـنا وَدَعواهُمُ خَنًا وَاِفتِراءُ
34 وَرَأَوا لِلَّذينَ سادوا وَشادوا * سُبَّةً أَن تُسَخَّرَ الأَعداءُ
35 إِن يَكُن غَيرَ ما أَتَوهُ فَخارٌ * فَأَنا مِنكَ يا فَخارُ بَراءُ
36 لَيتَ شِعري وَالدَهرُ حَربُ بَنيهِ * وَأَياديهِ عِندَهُمْ أَفياءُ
37 ما الَّذي داخَلَ اللَيالِيَ مِنّا * في صِبانا وَلِلَّيالي دَهاءُ
38 فَعَلا الدَهرُ فَوقَ عَلياءِ فِرعَو * نَ وَهَمَّت بِمُلكِهِ الأَرزاءُ
39 أَعلَنَت أَمرَها الذِئابُ وَكانوا * في ثِيابِ الرُعاةِ مِن قَبلُ جاؤوا
40 وَأَتى كُلُّ شامِتٍ مِن عِدا المُلـ * ـكِ إِلَيهِم وَاِنضَمَّتِ الأَجزاءُ
41 وَمَضى المالِكونَ إِلّا بَقايا * لَهُمُ في ثَرى الصَعيدِ اِلتِجاءُ
42 فَعَلى دَولَةِ البُناةِ سَلامٌ * وَعَلى ما بَنى البُناةُ العَفاءُ
43 وَإِذا مِصرُ شاةُ خَيرٍ لِراعي السَـ * ـسوءِ تُؤذى في نَسلِها وَتُساءُ
44 قَد أَذَلَّ الرِجالَ فَهيَ عَبيدٌ * وَنُفوسَ الرِجالِ فَهيَ إِماءُ
45 فَإِذا شاءَ فَالرِقابُ فِداهُ * وَيَسيرٌ إِذا أَرادَ الدِماءُ
46 وَلِقَومٍ نَوالُهُ وَرِضاهُ * وَلِأَقوامِ القِلى وَالجَفاءُ
47 فَفَريقٌ مُمَتَّعونَ بِمِصرٍ * وَفَريقٍ في أَرضِهِم غُرَباءُ
48 إِن مَلَكتَ النُفوسَ فَاِبغِ رِضاها * فَلَها ثَورَةٌ وَفيها مَضاءُ
49 يَسكُنُ الوَحشُ لِلوُثوبِ مِنَ الأَسـ * ـرِ فَكَيفَ الخَلائِقُ العُقَلاءُ
50 يَحسَبُ الظالِمونَ أَن سَيَسودو * نَ وَأَن لَن يُؤَيَّدَ الضُعَفاءُ
51 وَاللَيالي جَوائِرٌ مِثلَما جا * روا وَلِلدَهرِ مِثلَهُم أَهواءُ
52 لَبِثَت مِصرُ في الظَلامِ إِلى أَن * قيلَ ماتَ الصَباحُ وَالأَضواءُ
53 لَم يَكُن ذاكَ مِن عَمىً كُلُّ عَينٍ * حَجَبَ اللَيلُ ضَوءَها عَمياءُ
54 ما نَراها دَعا الوَفاءُ بَنيها * وَأَتاهُم مِنَ القُبورِ النِداءُ
55 لِيُزيحوا عَنها العِدا فَأَزاحوا * وَأُزيحَت عَن جَفنِها الأَقذاءُ
56 وَأُعيدَ المَجدُ القَديمُ وَقامَت * في مَعالي آبائِها الأَبناءُ
57 وَأَتى الدَهرُ تائِبًا بِعَظيمٍ * مِن عَظيمٍ آباؤُهُ عُظَماءُ
58 مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثًا * وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ
59 بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي * يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ
60 وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَكـ * ـبَرِ وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ
61 جَلَّ سيزوستَريسُ عَهدًا وَجَلَّت * في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ
62 فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَعـ * ـفو وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ
63 وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً * وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ
64 وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي * لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ
65 يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضًّا * طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ
66 لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ * سٌ وَلا نالَهُ وَليدًا شَقاءُ
67 فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو * هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ
68 وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو * لِ تَراهُ مُستَعذَبًا وَهوَ داءُ
69 فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ * وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ
70 جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى * شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ
71 وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكانًا * لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ
72 وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكًا * وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ
73 وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ * ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ
74 وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُلـ * ـدُ لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ
75 وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا * هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ
76 إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ الـ * ـوَصفُ يَومًا أَو يَبلُغُ الإِطراءُ
77 كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُحـ * ـصي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ
78 لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَكـ * ـبُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ
79 وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا * مِصرَ وَالعَرشُ عالِيًا وَالرِداءُ
80 وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ * وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ
81 لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَبـ * ـلَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ
82 هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ * ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ
83 لا رَعاكَ التاريخُ يا يَومَ قَمبيـ * ـزَ وَلا طَنطَنَت بِكَ الأَنباءُ
84 دارَتِ الدائِراتُ فيكَ وَنالَت * هَذِهِ الأُمَّةَ اليَدُ العَسراءُ
85 فَمُبصِرٌ مِمّا جَنَيتَ لِمِصرٍ * أَيُّ داءٍ ما إِن إِلَيهِ دَواءُ
86 نَكَدٌ خالِدٌ وَبُؤسٌ مُقيمٌ * وَشَقاءٌ يَجُدُّ مِنهُ شَقاءُ
87 يَومَ مَنفيسَ وَالبِلادُ لِكِسرى * وَالمُلوكُ المُطاعَةُ الأَعداءُ
88 يَأمُرُ السَيفُ في الرِقابِ وَيَنهى * وَلِمِصرٍ عَلى القَذى إِغضاءُ
89 جيءَ بِالمالِكِ العَزيزِ ذَليلًا * لَم تُزَلزِل فُؤادَهُ البَأساءُ
90 يُبصِرُ الآلَ إِذ يُراحُ بِهِم في * مَوقِفِ الذُلِّ عَنوَةً وَيُجاءُ
91 بِنتُ فِرعَونَ في السَلاسِلِ تَمشي * أَزعَجَ الدَهرُ عُريُها وَالحَفاءُ
92 فَكَأَن لَم يَنهَض بِهَودَجِها الدَهـ * ـرُ وَلا سارَ خَلفَها الأُمَراءُ
93 وَأَبوها العَظيمُ يَنظُرُ لَمّا * رُدِّيَت مِثلَما تُرَدّى الإِماءُ
94 أُعطِيَت جَرَّةً وَقيلَ إِلَيكِ النـ * ـنَهر قومي كَما تَقومُ النِساءُ
95 فَمَشَت تُظهِرُ الإِباءَ وَتَحمي الدَمـ * ـعَ أَن تَستَرِقَّهُ الضَرّاءُ
96 وَالأَعادي شَواخِصٌ وَأَبوها * بِيَدِ الخَطبِ صَخرَةٌ صَمّاءُ
97 فَأَرادوا لِيَنظُروا دَمعَ فِرعَو * نَ وَفِرعَونُ دَمعُهُ العَنقاءُ
98 فَأَرَوهُ الصَديقَ في ثَوبِ فَقرٍ * يَسأَلُ الجَمعَ وَالسُؤالُ بَلاءُ
99 فَبَكى رَحمَةً وَما كانَ مَن يَبـ * ـكي وَلَكِنَّما أَرادَ الوَفاءُ
100 هَكَذا المُلكُ وَالمُلوكُ وَإِن جا * رَ زَمانٌ وَرَوَّعَت بَلواءُ
101 لا تَسَلني ما دَولَةُ الفُرسِ ساءَت * دَولَةُ الفُرسِ في البِلادِ وَساؤوا
102 أُمَّةٌ هَمُّها الخَرائِبُ تُبلي * ها وَحَقُّ الخَرائِبِ الإِعلاءُ
103 سَلَبَت مِصرَ عِزَّها وَكَسَتها * ذِلَّةً ما لَها الزَمانَ اِنقِضاءُ
104 وَاِرتَوى سَيفُها فَعاجَلَها الـ * ـلَهُ بِسَيفٍ ما إِن لَهُ إِرواءُ
105 طِلبَةٌ لِلعِبادِ كانَت لِإِسكَنـ * ـدَرَ في نَيلِها اليَدُ البَيضاءُ
106 شادَ إِسكَندَرٌ لِمِصرَ بِناءً * لَم تَشِدهُ المُلوكُ وَالأُمَراءُ
107 بَلَدًا يَرحَلُ الأَنامُ إِلَيهِ * وَيَحُجُّ الطُلّابُ وَالحُكَماءُ
108 عاشَ عُمرًا في البَحرِ ثَغرَ المَعالي * وَالمَنارَ الَّذي بِهِ الاِهتِداءُ
109 مُطمَئِنًّا مِنَ الكَتائِبِ وَالكُتـ * ـبِ بِما يَنتَهي إِلَيهِ العَلاءُ
110 يَبعَثُ الضَوءَ لِلبِلادِ فَتَسري * في سَناهُ الفُهومُ وَالفُهَماءُ
111 وَالجَواري في البَحرِ يُظهِرنَ عِزَّ الـ * ـمُلكِ وَالبَحرُ صَولَةٌ وَثَراءُ
112 وَالرَعايا في نِعمَةٍ وَلِبَطلَي * موسَ في الأَرضِ دَولَةٌ عَلياءُ
113 فَقَضى اللَهُ أَن تُضَيِّعَ هَذا الـ * ـمُلكَ أُنثى صَعبٌ عَلَيها الوَفاءُ
114 تَخِذَتها روما إِلى الشَرِّ تَمهيـ * ـدًا وَتَمهيدُهُ بِأُنثى بَلاءُ
115 فَتَناهى الفَسادُ في هَذِهِ الأَر * ضِ وَجازَ الأَبالِسَ الإِغواءُ
116 ضَيَّعَت قَيصَرَ البَرِيَّةِ أُنثى * يا لَرَبّي مِمّا تَجُرُّ النِساءُ
117 فَتَنَت مِنهُ كَهفَ روما المُرَجّى * وَالحُسامَ الَّذي بِهِ الاِتِّقاءُ
118 قاهِرَ الخَصمِ وَالجَحافِلِ مَهما * جَدَّ هَولُ الوَغى وَجَدَّ اللِقاءُ
119 فَأَتاها مَن لَيسَ تَملُكُهُ أُنـ * ـثى وَلا تَستَرِقُّهُ هَيفاءُ
120 بَطَلُ الدَولَتَينِ حامى حِمى رو * ما الَّذي لا تَقودُهُ الأَهواءُ
121 أَخَذَ المُلكَ وَهيَ في قَبضَةِ الأَفـ * ـعى عَنِ المُلكِ وَالهَوى عَمياءُ
122 سَلَبَتها الحَياةَ فَاِعجَب لِرَقطا * ءَ أَراحَت مِنها الوَرى رَقطاءُ
123 لَم تُصِب بِالخِداعِ نُجحًا وَلَكِن * خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ
124 قَتَلَت نَفسَها وَظَنَّت فِداءً * صَغُرَت نَفسُها وَقَلَّ الفِداءُ
125 سَل كِلوبَترَةَ المُكايِدِ هَلّا * صَدَّها عَن وَلاءِ روما الدَهاءُ
126 فَبِروما تَأَيَّدَت وَبِروما * هِيَ تَشقى وَهَكَذا الأَعداءُ
127 وَلِروما المُلكُ الَّذي طالَما وا * فاهُ في السِرِّ نُصحُها وَالوَلاءُ
128 وَتَوَلَّت مِصرًا يَمينٌ عَلى المِصـ * ـرِيِّ مِن دونِ ذا الوَرى عَسراءُ
129 تُسمِعُ الأَرضُ قَيصَرًا حينَ تَدعو * وَعَقيمٌ مِن أَهلِ مِصرَ الدُعاءُ
130 وَيُنيلُ الوَرى الحُقوقَ فَإِن نا * دَتهُ مِصرٌ فَأُذنُهُ صَمّاءُ
131 فَاِصبِري مِصرُ لِلبَلاءِ وَأَنّى * لَكِ وَالصَبرُ لِلبَلاءِ بَلاءُ
132 ذا الَّذي كُنتِ تَلتَجينَ إِلَيهِ * لَيسَ مِنهُ إِلى سِواهُ النَجاءُ
133 رَبِّ شُقتَ العِبادَ أَزمانَ لا كُتـ * ـبٌ بِها يُهتَدى وَلا أَنبِياءُ
134 ذَهَبوا في الهَوى مَذاهِبَ شَتّى * جَمَعَتها الحَقيقَةُ الزَهراءُ
135 فَإِذا لَقَّبوا قَوِيًّا إِلَها * فَلَهُ بِالقُوى إِلَيكِ اِنتِهاءُ
136 وَإِذا آثَروا جَميلًا بِتَنـزيـ * ـهٍ فَإِنَّ الجَمالَ مِنكِ حِباءُ
137 وَإِذا أَنشَئوا التَماثيلَ غُرًّا * فَإِلَيكِ الرُموزُ وَالإيماءُ
138 وَإِذا قَدَّروا الكَواكِبَ أَربا * بًا فَمِنكِ السَنا وَمِنكِ السَناءُ
139 وَإِذا أَلَّهوا النَباتَ فَمِن آ * ثارِ نُعماكِ حُسنُهُ وَالنَماءُ
140 وَإِذا يَمَّموا الجِبالَ سُجودًا * فَالمُرادُ الجَلالَةُ الشَمّاءُ
141 وَإِذا تُعبَدُ البِحارُ مَعَ الأَسـ * ـماكِ وَالعاصِفاتُ وَالأَنواءُ
142 وَسِباعُ السَماءِ وَالأَرضِ وَالأَر * حامُ وَالأُمَّهاتُ وَالآباءُ
143 لِعُلاكَ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ * خُضَّعٌ وَالمُؤَنَّثاتُ إِماءُ
144 جَمَعَ الخَلقَ وَالفَضيلَةَ سِرٌّ * شَفَّ عَنهُ الحِجابُ فَهوَ ضِياءُ
145 سَجَدَت مِصرُ في الزَمانِ لِإيزيـ * ـسَ النَدى مَن لَها اليَدُ البَيضاءُ
146 إِن تَلِ البَرَّ فَالبِلادُ نُضارٌ * أَو تَلِ البَحرَ فَالرِياحُ رُخاءُ
147 أَو تَلِ النَفسَ فَهيَ في كُلِّ عُضوٍ * أَو تَلِ الأُفقَ فَهيَ فيهِ ذُكاءُ
148 قيلَ إيزيسُ رَبَّةَ الكَونِ لَولا * أَن تَوَحَّدتِ لَم تَكُ الأَشياءُ
149 وَاِتَّخَذتِ الأَنوارَ حُجبًا فَلَم تُبـ * ـصِركِ أَرضٌ وَلا رَأَتكِ سَماءُ
150 أَنتِ ما أَظهَرَ الوُجودُ وَما أَخـ * ـفى وَأَنتِ الإِظهارُ وَالإِخفاءُ
151 لَكَ آبيسُ وَالمُحَبَّبُ أوزيـ * ـريسُ وَاِبناهُ كُلُّهُم أَولِياءُ
152 مُثِّلَت لِلعُيونِ ذاتُكِ وَالتَمـ * ـثيلُ يُدني مَن لا لَهُ إِدناءُ
153 وَاِدَّعاكِ اليونانُ مِن بَعدِ مِصرٍ * وَتَلاهُ في حُبِّكِ القُدَماءُ
154 فَإِذا قيلَ ما مَفاخِرَ مِصرٍ * قيلَ مِنها إيزيسُها الغَرّاءُ
155 رَبِّ هَذي عُقولُنا في صِباها * نالَها الخَوفُ وَاِستَباها الرَجاءُ
156 فعَشِقناكَ قَبلَ أَن تَأتِيَ الرُسـ * ـلُ وَقامَت بِحُبِّكَ الأَعضاءُ
157 وَوَصَلنا السُرى فَلَولا ظَلامُ الـ * ـجَهلِ لَم يَخطُنا إِلَيكِ اِهتِداءُ
158 وَاِتَّخَذنا الأَسماءَ شَتّى فَلَمّا * جاءَ موسى اِنتَهَت لَكَ الأَسماءُ
159 حَجَّنا في الزَمانِ سِحرًا بِسِحرٍ * وَاِطمَأَنَّت إِلى العَصا السُعَداءُ
160 وَيُريدُ الإِلَهُ أَن يُكرَمَ العَقـ * ـلُ وَأَلّا تُحَقَّرَ الآراءُ
161 ظَنَّ فِرعَونُ أَنَّ موسى لَهُ وا * فٍ وَعِندَ الكِرامِ يُرجى الوَفاءُ
162 لَم يَكُن في حِسابِهِ يَومَ رَبّى * أَن سَيَأتي ضِدَّ الجَزاءِ الجَزاءُ
163 فَرَأى اللَهُ أَن يَعِقَّ وَلِلَّـ * ـهِ تَفي لا لِغَيرِهِ الأَنبِياءُ
164 مِصرُ موسى عِندَ اِنتِماءٍ وَموسى * مِصرُ إِن كانَ نِسبَةٌ وَاِنتِماءُ
165 فَبِهِ فَخرُها المُؤَيَّدُ مَهما * هُزَّ بِالسَيِّدِ الكَليمِ اللِواءُ
166 إِن تَكُن قَد جَفَتهُ في ساعَةِ الشَكِّ * فَحَظُّ الكَبيرِ مِنها الجَفاءُ
167 خِلَّةٌ لِلبِلادِ يَشقى بِها النا * سُ وَتَشقى الدِيارُ وَالأَبناءُ
168 فَكَبيرٌ أَلّا يُصانَ كَبيرٌ * وَعَظيمٌ أَن يُنبَذَ العُظَماءُ
169 وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى * وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ
170 وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت * بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ
171 وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَسـ * ـري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ
172 تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نورًا * فَالثَرى مائِجٌ بَهًا وَضّاءُ
173 لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ * لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ
174 مَلَكٌ جاوَرَ التُرابَ فَلَمّا * مَلَّ نابَت عَنِ التُرابِ السَماءُ
175 وَأَطاعَتهُ في الإِلَهِ شُيوخٌ * خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ ضُعَفاءُ
176 أَذعَنَ الناسُ وَالمُلوكُ إِلى ما * رَسَموا وَالعُقولُ وَالعُقَلاءُ
177 فَلَهُم وَقفَةٌ عَلى كُلِّ أَرضٍ * وَعَلى كُلِّ شاطِئٍ إِرساءُ
178 دَخَلوا ثَيبَةً فَأَحسَنَ لُقيا * هُم رِجالٌ بِثيبَةٍ حُكَماءُ
179 فَهِموا السِرَّ حينَ ذاقوا وَسَهلٌ * أَن يَنالَ الحَقائِقَ الفُهَماءُ
180 فَإِذا الهَيكَلُ المُقَدَّسُ دَيرٌ * وَإِذا الدَيرُ رَونَقٌ وَبَهاءُ
181 وَإِذا ثَيبَةٌ لِعيسى وَمَنفيـ * ـسُ وَنَيلُ الثَراءِ وَالبَطحاءُ
182 إِنَّما الأَرضُ وَالفَضاءُ لِرَبّي * وَمُلوكُ الحَقيقَةِ الأَنبِياءُ
183 لَهُمُ الحُبُّ خالِصًا مِن رَعايا * هُم وَكُلُّ الهَوى لَهُم وَالوَلاءُ
184 إِنَّما يُنكِرُ الدِياناتِ قَومٌ * هُم بِما يُنكِرونَهُ أَشقِياءُ
185 هَرِمَت دَولَةُ القَياصِرِ وَالدَو * لاتُ كَالناسِ داؤُهُنَّ الفَناءُ
186 لَيسَ تُغني عَنها البِلادُ وَلا ما * لُ الأَقاليمِ إِن أَتاها النِداءُ
187 نالَ روما ما نالَ مِن قَبلُ آثيـ * ـنا وَسيمَتهُ ثَيبَةُ العَصماءُ
188 سُنَّةُ اللَهِ في المَمالِكِ مِن قَبـ * ـلُ وَمِن بَعدِ ما لِنُعمى بَقاءُ
189 أَظلَمَ الشَرقُ بَعدَ قَيصَرَ وَالغَر * بُ وَعَمَّ البَرِيَّةَ الإِدجاءُ
190 فَالوَرى في ضَلالِهِ مُتَمادٍ * يَفتُكُ الجَهلُ فيهِ وَالجُهَلاءُ
191 عَرَّفَ اللَهَ ضِلَّةً فَهوَ شَخصٌ * أَو شِهابٌ أَو صَخرَةٌ صَمّاءُ
192 وَتَوَلّى عَلى النُفوسِ هَوى الأَو * ثانِ حَتّى اِنتَهَت لَهُ الأَهواءُ
193 فَرَأى اللَهُ أَن تُطَهَّرَ بِالسَيـ * ـفِ وَأَن تَغسِلَ الخَطايا الدِماءُ
194 وَكَذاكَ النُفوسُ وَهيَ مِراضٌ * بَعضُ أَعضائِها لِبَعضٍ فِداءُ
195 لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن * شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ
196 وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت * فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ
197 أَشرَقَ النورُ في العَوالِمِ لَمّا * بَشَّرَتها بِأَحمَدَ الأَنباءُ
198 بِاليَتيمِ الأُمِّيِّ وَالبَشَرِ المو * حى إِلَيهِ العُلومُ وَالأَسماءُ
199 قُوَّةُ اللَهِ إِن تَوَلَّت ضَعيفًا * تَعِبَت في مِراسِهِ الأَقوِياءُ
200 أَشرَفُ المُرسَلينَ آيَتُهُ النُط * قُ مُبينًا وَقَومُهُ الفُصَحاءُ
201 لَم يَفُه بِالنَوابِغِ الغُرِّ حَتّى * سَبَقَ الخَلقَ نَحوَهُ البُلَغاءُ
202 وَأَتَتهُ العُقولُ مُنقادَةَ اللُبـ * ـبِ وَلَبّى الأَعوانُ وَالنُصَراءُ
203 جاءَ لِلناسِ وَالسَرائِرُ فَوضى * لَم يُؤَلِّف شَتاتُهُنّ لِواءُ
204 وَحِمى اللَهُ مُستَباحٌ وَشَرعُ الـ * ـلَهِ وَالحَقُّ وَالصَوابُ وَراءُ
205 فَلِجِبريلَ جَيئَةٌ وَرَواحٌ * وَهُبوطٌ إِلى الثَرى وَاِرتِقاءُ
206 يُحسَبُ الأُفقُ في جَناحَيهِ نورٌ * سُلِبَتهُ النُجومُ وَالجَوزاءُ
207 تِلكَ آيُ الفُرقانِ أَرسَلَها الـ * ـلَهُ ضِياءً يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ
208 نَسَخَت سُنَّةَ النَبِيّينَ وَالرُسـ * ـلِ كَما يَنسَخُ الضِياءَ الضِياءُ
209 وَحَماها غُرٌّ كِرامٌ أَشِدّا * ءُ عَلى الخَصمِ بَينَهُم رُحَماءُ
210 أُمَّةٌ يَنتَهي البَيانُ إِلَيها * وَتَؤولُ العُلومُ وَالعُلَماءُ
211 جازَتِ النَجمَ وَاِطمَأَنَّت بِأُفقٍ * مُطمَئِنٍّ بِهِ السَنا وَالسَناءُ
212 كُلَّما حَثَّتِ الرِكابَ لِأَرضٍ * جاوَرَ الرُشدُ أَهلَها وَالذَكاءُ
213 وَعَلا الحَقُّ بَينَهُم وَسَما الفَضـ * ـلُ وَنالَت حُقوقَها الضُعَفاءُ
214 تَحمِلُ النَجمَ وَالوَسيلَةَ وَالميـ * ـزانَ مِن دينِها إِلى مَن تَشاءُ
215 وَتُنيلُ الوُجودَ مِنهُ نِظامًا * هُوَ طِبُّ الوُجودِ وَهوَ الدَواءُ
216 يَرجِعُ الناسُ وَالعُصورُ إِلى ما * سَنَّ وَالجاحِدونَ وَالأَعداءُ
217 فيهِ ما تَشتَهي العَزائِمُ إِن هَمـ * ـمَ ذَووها وَيَشتَهي الأَذكِياءُ
218 فَلِمَن حاوَلَ النَعيمَ نَعيمٌ * وَلِمَن آثَرَ الشَقاءَ شَقاءُ
219 أَيَرى العُجمُ مِن بَني الظِلِّ وَالما * ءِ عَجيبًا أَن تُنجِبَ البَيداءُ
220 وَتُثيرُ الخِيامُ آسادَ هَيجا * ءَ تَراها آسادَها الهَيجاءُ
221 ما أَنافَت عَلى السَواعِدِ حَتّى الـ * ـأَرضُ طُرًّا في أَسرِها وَالفَضاءُ
222 تَشهَدُ الصينُ وَالبِحارُ وَبَغدا * دُ وَمِصرٌ وَالغَربُ وَالحَمراءُ
223 مَن كَعَمرِو البِلادِ وَالضادُ مِمّا * شادَ فيها وَالمِلَّةُ الغَرّاءُ
224 شادَ لِلمُسلِمينَ رُكنًا جَسامًا * ضافِيَ الظِلِّ دَأبُهُ الإيواءُ
225 طالَما قامَتِ الخِلافَةُ فيهِ * فَاِطمَأَنَّت وَقامَتِ الخُلَفاءُ
226 وَاِنتَهى الدينُ بِالرَجاءِ إِلَيهِ * وَبَنو الدينِ إِذ هُمُ ضُعَفاءُ
227 مَن يَصُنهُ يَصُن بَقِيَّةَ عِزٍّ * غَيَّضَ التُركُ صَفوَهُ وَالثَواءُ
228 فَاِبكِ عَمَرًا إِن كُنتَ مُنصِفَ عَمرو * إِنَّ عُمَرًا لَنَيِّرٌ وَضّاءُ
229 جادَ لِلمُسلِمينَ بِالنيلِ وَالنيـ * ـلُ لِمَن يَقتَنيهِ أَفريقاءُ
230 فَهيَ تَعلو شَأنًا إِذا حُرِّرَ النيـ * ـلُ وَفي رِقِّهِ لَها إِزراءُ
231 وَاِذكُرِ الغُرَّ آلَ أَيّوبَ وَاِمدَح * فَمِنَ المَدحِ لِلرِجالِ جَزاءُ
232 هُم حُماةُ الإِسلامِ وَالنَفَرُ البيـ * ـضُ المُلوكُ الأَعِزَّةُ الصُلَحاءُ
233 كُلَّ يَومٍ بِالصالِحِيَّةِ حِصنٌ * وَبِبُلبَيسَ قَلعَةٌ شَمّاءُ
234 وَبِمِصرٍ لِلعِلمِ دارٌ وَلِلضَيـ * ـفانِ نارٌ عَظيمَةٌ حَمراءُ
235 وَلِأَعداءِ آلِ أَيّوبَ قَتلٌ * وَلِأَسراهُمُ قِرىً وَثَواءُ
236 يَعرِفُ الدينُ مَن صَلاحٌ وَيَدري * مَن هُوَ المَسجِدانِ وَالإِسراءُ
237 إِنَّهُ حِصنُهُ الَّذي كانَ حِصنًا * وَحُماهُ الَّذي بِهِ الاِحتِماءُ
238 يَومَ سارَ الصَليبُ وَالحامِلوهُ * وَمَشى الغَربُ قَومُهُ وَالنِساءُ
239 بِنُفوسٍ تَجولُ فيها الأَماني * وَقُلوبٍ تَثورُ فيها الدِماءُ
240 يُضمِرونَ الدَمارَ لِلحَقِّ وَالنا * سِ وَدينِ الَّذينَ بِالحَقِّ جاؤوا
241 وَيَهُدّونَ بِالتِلاوَةِ وَالصُلـ * ـبانِ ما شادَ بِالقَنا البَنّاءُ
242 فَتَلَقَّتهُمُ عَزائِمُ صِدقٍ * نُصَّ لِلدينِ بَينَهُنَّ خِباءُ
243 مَزَّقَت جَمعَهُم عَلى كُلِّ أَرضٍ * مِثلَما مَزَّقَ الظَلامَ الضِياءُ
244 وَسَبَت أَمرَدَ المُلوكِ فَرَدَّتـ * ـهُ وَما فيهِ لِلرَعايا رَجاءُ
245 وَلَو أَنَّ المَليكَ هيبَ أَذاهُ * لَم يُخَلِّصهُ مِن أَذاها الفِداءُ
246 هَكَذا المُسلِمونَ وَالعَرَبُ الخا * لونَ لا ما يَقولُهُ الأَعداءُ
247 فَبِهِم في الزَمانِ نِلنا اللَيالي * وَبِهِم في الوَرى لَنا أَنباءُ
248 لَيسَ لِلذُلِّ حيلَةٌ في نُفوسٍ * يَستَوي المَوتُ عِندَها وَالبَقاءُ
249 وَاِذكُرِ التُركَ إِنَّهُم لَم يُطاعوا * فَيَرى الناسُ أَحسَنوا أَم أَساؤوا
250 حَكَمَت دَولَةُ الجَراكِسِ عَنهُمُ * وَهيَ في الدَهرِ دَولَةٌ عَسراءُ
251 وَاِستَبَدَّت بِالأَمرِ مِنهُم فَبا * شا التُركِ في مِصرَ آلَةٌ صَمّاءُ
252 يَأخُذُ المالَ مِن مَواعيدَ ما كا * نوا لَها مُنجِزينَ فَهيَ هَباءُ
253 وَيَسومونَهُ الرِضا بِأُمورٍ * لَيسَ يَرضى أَقَلَّهُنَّ الرَضاءُ
254 فَيُداري لِيَعصِمَ الغَدَ مِنهُم * وَالمُداراةُ حِكمَةٌ وَدَهاءُ
255 وَأَتى النَسرُ يَنهَبُ الأَرضَ نَهبًا * حَولَهُ قَومُهُ النُسورُ ظِماءُ
256 يَشتَهي النيلَ أَن يُشيدَ عَلَيهِ * دَولَةً عَرضُها الثَرى وَالسَماءُ
257 حَلُمَت رومَةٌ بِها في اللَيالي * وَرَآها القَياصِرُ الأَقوِياءُ
258 فَأَتَت مِصرَ رُسلُهُم تَتَوالى * وَتَرامَت سودانَها العُلَماءُ
259 وَلَوِ اِستَشهَدَ الفَرَنسيسُ روما * لَأَتَتهُم مِن رومَةَ الأَنباءُ
260 عَلِمَت كُلُّ دَولَةٍ قَد تَوَلَّت * أَنَّنا سُمُّها وَأَنّا الوَباءُ
261 قاهِرُ العَصرِ وَالمَمالِكِ نابِلـ * ـيونُ وَلَّت قُوّادُهُ الكُبَراءُ
262 جاءَ طَيشًا وَراحَ طَيشًا وَمِن قَبـ * ـلُ أَطاشَت أُناسَها العَلياءُ
263 سَكَتَت عَنهُ يَومَ عَيَّرَها الأَهـ * ـرامُ لَكِن سُكوتُها اِستِهزاءُ
264 فَهيَ توحي إِلَيهِ أَن تِلكَ واتِر * لو فَأَينَ الجُيوشُ أَينَ اللِواءُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

ألقاها في المؤتمر الشرقي الدولي في جنيف في ايلول 1894، وكان منتدبا من قبل الحكومة المصرية إليه.

الصفحات

1 - الأبيات (1-10) في صفحة (17)،
2 - الأبيات (11-30) في صفحة (18)،
3 - الأبيات (31-49) في صفحة (19)،
4 - الأبيات (50-67) في صفحة (20)،
5 - الأبيات (68-83) في صفحة (21)،
6 - الأبيات (84-100) في صفحة (22)،
7 - الأبيات (101-117) في صفحة (23)،
8 - البيات (118-135) في صفحة (24)،
9 - الأبيات (136-151) في صفحة (25)،
10 - الأبيات (152-168) في صفحة (26)،
11 - الأبيات (169-187) في صفحة (27)،
12 - الأبيات (188-207) في صفحة (28)،
13 - الأبيات (208-227) في صفحة (29)،
14 - الأبيات (228-244) في صفحة (30)،
15 - الأبيات (245-262) في صفحة (31)،
16 - البيتان (263-264) في صفحة (32)،

الرابط المختصر