الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لا يُحزِنُ اللَهُ الأَميرَ فَإِنَّني * لآخُذُ مِن حالاتِهِ بِنَصيبِ
2 وَمَن سَرَّ أَهلَ الأَرضِ ثُمَّ بَكى أَسىً * بَكى بِعُيونٍ سَرَّها وَقُلوبِ
3 وَإِنّي وَإِن كانَ الدَفينُ حَبيبَهُ * حَبيبٌ إِلى قَلبي حَبيبُ حَبيبي
4 وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا * وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
5 سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها * مُنِعنا بِها مِن جَيئةٍ وَذُهُوبِ
6 تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ * وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ
7 وَلا فَضلَ فيها لِلشَجاعَةِ وَالنَدى * وَصَبرِ الفَتى لَولا لِقاءُ شَعُوبِ
8 وَأَوفى حَياةِ الغابِرينَ لِصاحِبٍ * حَياةُ امرِئٍ خانَتهُ بَعدَ مَشيبِ
9 لَأَبْقَى يَماكٌ في حَشايَ صَبابَةً * إِلى كُلِّ تُركِيِّ النِجارِ جَليبِ
10 وَما كُلُّ وَجهٍ أَبيَضٍ بِمُبارَكٍ * وَلا كُلُّ جَفنٍ ضَيِّقٍ بِنَجيبِ
11 لَئِن ظَهَرَت فينا عَلَيهِ كَآبَةٌ * لَقَد ظَهَرَت في حَدِّ كُلِّ قَضيبِ
12 وَفي كُلِّ قَوسٍ كُلَّ يَومِ تَناضُلٍ * وَفي كُلِّ طِرفٍ كُلَّ يَومِ رُكوبِ
13 يَعِزُّ عَلَيهِ أَن يُخِلَّ بِعادَةٍ * وَتَدعو لِأَمرٍ وَهوَ غَيرُ مُجيبِ
14 وَكُنتُ إِذا أَبصَرتُهُ لَكَ قائِمًا * نَظَرتُ إِلى ذي لِبدَتَينِ أَديبِ
15 فَإِن يَكُنِ العِلقَ النَفيسَ فَقَدتَهُ * فَمِن كَفِّ مِتلافٍ أَغَرَّ وَهوبِ
16 كَأَنَّ الرَدى عادٍ عَلى كُلِّ ماجِدٍ * إِذا لَم يُعَوِّذ مَجدَهُ بِعُيوبِ
17 وَلَولا أَيادي الدَهرِ في الجَمعِ بَينَنا * غَفَلنا فَلَم نَشعُر لَهُ بِذُنوبِ
18 وَلِلتَركُ لِلإِحسانِ خَيرٌ لِمُحسِنٍ * إِذا جَعَلَ الإِحسانَ غَيرَ رَبيبِ
19 وَإِنَّ الَّذي أَمسَت نِزارٌ عَبيدَهُ * غَنِيٌّ عَنِ استِعبادِهِ لِغَريبِ
20 كَفى بِصَفاءِ الوَدِّ رِقًّا لِمِثلِهِ * وَبِالقُربِ مِنهُ مَفخَرًا لِلَبيبِ
21 فَعُوِّضَ سَيفُ الدَولَةِ الأَجرُ إِنَّهُ * أَجَلُّ مُثابٍ مِن أَجَلِّ مُثيبِ
22 فَتى الخَيلِ قَد بَلَّ النَجيعُ نَحورَها * يُطاعِنُ في ضَنكِ المُقامِ عَصيبِ
23 يَعافُ خِيامَ الرَيطِ في غَزَواتِهِ * فَما خَيمُهُ إِلّا غُبارُ حُروبِ
24 عَلَينا لَكَ الإِسعادُ إِن كانَ نافِعًا * بِشَقِّ قُلوبٍ لا بِشَقِّ جُيوبِ
25 فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ * وَرُبَّ كَثيرِ الدَمعِ غَيرُ كَئيبِ
26 تَسَلَّ بِفِكرٍ في أَبيكَ فَإِنَّما * بَكَيتَ فَكانَ الضِحكُ بَعدَ قَريبِ
27 إِذا استَقبَلَت نَفسُ الكَريمِ مُصابَها * بِخُبثٍ ثَنَت فَاستَدبَرَتهُ بِطيبِ
28 وَلِلواجِدِ المَكروبِ مِن زَفَراتِهِ * سُكونُ عَزاءٍ أَو سُكونُ لُغوبِ
29 وَكَم لَكَ جَدًّا لَم تَرَ العَينُ وَجهَهُ * فَلَم تَجرِ في آثارِهِ بِغُروبِ
30 فَدَتكَ نُفوسُ الحاسِدينَ فَإِنَّها * مُعَذَّبَةٌ في حَضرَةٍ وَمَغيبِ
31 وَفي تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نورَها * وَيَجهَدُ أَن يَأتي لَها بِضَريبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يعزيه عن عبده يماك التركي، وقد مات بحلب سنة أربعين وثلاثمئة

الصفحات

1- الأبيات (1-4) في صفحة (49)،
2 - الأبيات (5-9) في صفحة (50)،
3 - الأبيات (10-14) في صفحة (51)،
4 - الأبيات (15-17) في صفحة (52)،
5 - الأبيات (18-22) في صفحة (53)،
6 - الأبيات (23-26) في صفحة (54)،
7- الأبيات (27-29) في صفحة (55)،
8 - البيتان (30-31) في صفحة (56)،

الرابط المختصر