الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 فَدَيناكَ مِن رَبعٍ وَإِن زِدتَنا كَربا * فَإِنَّكَ كُنتَ الشَرقَ لِلشَمسِ وَالغَربا
2 وَكَيفَ عَرَفنا رَسمَ مَن لَم يَدَع لَنا * فُؤادًا لِعِرفانِ الرُسومِ وَلا لُبّا
3 نَزَلنا عَنِ الأَكوارِ نَمشي كَرامَةً * لِمَن بانَ عَنهُ أَن نُلِمَّ بِهِ رَكبا
4 نَذُمُّ السَحابَ الغُرَّ في فِعلِها بِهِ * وَنُعرِضُ عَنها كُلَّما طَلَعَت عَتبا
5 وَمَن صَحِبَ الدُنيا طَويلًا تَقَلَّبَت * عَلى عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها كِذبا
6 وَكَيفَ التِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى * إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا
7 ذَكَرتُ بِهِ وَصلًا كَأَنْ لَم أَفُز بِهِ * وَعَيشًا كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا
8 وَفَتّانَةَ العَينَينِ قَتّالَةَ الهَوى * إِذا نَفَحَت شَيخًا رَوائِحُها شَبّا
9 لَها بَشَرُ الدُرِّ الَّذي قُلِّدَت بِهِ * وَلَم أَرَ بَدرًا قَبلَها قُلِّدَ الشُهبا
10 فَيا شَوقِ ما أَبقى وَيالي مِنَ النَوى * وَيا دَمعِ ما أَجرى وَيا قَلبِ ما أَصبى
11 لَقَد لَعِبَ البَينُ المُشِتُّ بِها وَبي * وَزَوَّدَني في السَيرِ ما زَوَّدَ الضِبّا
12 وَمَن تَكُنِ الأُسدُ الضَواري جُدودَهُ * يَكُن لَيلُهُ صُبحًا وَمَطعَمُهُ غَصبا
13 وَلَستُ أُبالي بَعدَ إِدراكِيَ العُلا * أَكانَ تُراثًا ما تَناوَلتُ أَم كَسبا
14 فَرُبَّ غُلامٍ عَلَّمَ المَجدَ نَفسَهُ * كَتَعليمِ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنَ وَالضَربا
15 إِذا الدَولَةُ استَكفَت بِهِ في مُلِمَّةٍ * كَفاها فَكانَ السَيفَ وَالكَفَّ وَالقَلبا
16 تُهابُ سُيوفُ الهِندِ وَهيَ حَدائِدٌ * فَكَيفَ إِذا كانَت نِزارِيَّةً عُربا
17 وَيُرهَبُ نابُ اللَيثِ وَاللَيثُ وَحدَهُ * فَكَيفَ إِذا كانَ اللُيوثُ لَهُ صَحبا
18 وَيُخشى عُبابُ البَحرِ وَهوَ مَكانَهُ * فَكَيفَ بِمَن يَغشى البِلادَ إِذا عَبّا
19 عَليمٌ بِأَسرارِ الدِياناتِ وَاللُغى * لَهُ خَطَراتٌ تَفضَحُ الناسَ وَالكُتبا
20 فَبورِكتَ مِن غَيثٍ كَأَنَّ جُلودَنا * بِهِ تُنبِتُ الديباجَ وَالوَشيَ وَالعَصبا
21 وَمِن واهِبٍ جَزلًا وَمِن زاجِرٍ هَلًا * وَمِن هاتِكٍ دِرعًا وَمِن ناثِرٍ قُصبا
22 هَنيئًا لِأَهلِ الثَغرِ رَأيُكَ فيهِمُ * وَأَنَّكَ حِزبَ اللهِ صِرتَ لَهُمْ حِزبا
23 وَأَنَّكَ رُعتَ الدَهرَ فيها وَرَيبَهُ * فَإِن شَكَّ فَليُحدِث بِساحَتِها خَطبا
24 فَيَومًا بِخَيلٍ تَطرُدُ الرومَ عَنهُمُ * وَيَومًا بِجودٍ يَطرُدُ الفَقرَ وَالجَدبا
25 سَراياكَ تَترى وَالدُمُستُقُ هارِبٌ * وَأَصحابُهُ قَتلى وَأَموالُهُ نُهبى
26 أَرى مَرعَشًا يَستَقرِبُ البُعدَ مُقبِلًا * وَأَدبَرَ إِذ أَقبَلتَ يَستَبعِدُ القُربا
27 كَذا يَترُكُ الأَعداءَ مَن يَكرَهُ القَنا * وَيَقفُلُ مَن كانَت غَنيمَتُهُ رُعبا
28 وَهَل رَدَّ عَنهُ بِاللُقانِ وُقوفُهُ * صُدورَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القُبّا
29 مَضى بَعدَما التَفَّ الرِماحانِ ساعَةً * كَما يَتَلَقّى الهُدبُ في الرَقدَةِ الهُدبا
30 وَلَكِنَّهُ وَلّى وَلِلطَعنِ سَورَةٌ * إِذا ذَكَرَتها نَفسُهُ لَمَسَ الجُنبا
31 وَخَلّى العَذارى وَالبَطاريقَ وَالقُرى * وَشُعثَ النَصارى وَالقَرابينَ وَالصُلبا
32 أَرى كُلَّنا يَبغي الحَياةَ لِنَفسِهِ * حَريصًا عَلَيها مُستَهامًا بِها صَبّا
33 فَحُبُّ الجَبانِ النَفسَ أَورَدَهُ التُقى * وَحُبُّ الشُجاعِ النَفسَ أَورَدَهُ الحَربا
34 وَيَختَلِفُ الرِزقانِ وَالفِعلُ واحِدٌ * إِلى أَن يُرى إِحسانُ هَذا لِذا ذَنبا
35 فَأَضحَت كَأَنَّ السورَ مِن فَوقِ بَدئِهِ * إِلى الأَرضِ قَد شَقَّ الكَواكِبَ وَالتُربا
36 تَصُدُّ الرِياحُ الهوجُ عَنها مَخافَةً * وَتَفزَعُ مِنها الطَيرُ أَن تَلقُطَ الحَبّا
37 وَتَردي الجِيادُ الجُردُ فَوقَ جِبالِها * وَقَد نَدَفَ الصِنَّبْرُ في طُرقِها العُطبا
38 كَفى عَجَبًا أَن يَعجَبَ الناسُ أَنَّهُ * بَنى مَرعَشًا تَبًّا لِآرائِهِمْ تَبّا
39 وَما الفَرقُ ما بَينَ الأَنامِ وَبَينَهُ * إِذا حَذِرَ المَحذورَ وَاستَصعَبَ الصَعبا
40 لِأَمرٍ أَعَدَّتهُ الخِلافَةُ لِلعِدا * وَسَمَّتهُ دونَ العالَمِ الصارِمَ العَضبا
41 وَلَم تَفتَرِق عَنهُ الأَسِنَّةُ رَحمَةً * وَلَم يَترُكِ الشامَ الأَعادي لَهُ حُبّا
42 وَلَكِن نَفاها عَنهُ غَيرَ كَريمَةٍ * كَريمُ الثَنا ما سُبَّ قَطُّ وَلا سَبّا
43 وَجَيشٌ يُثَنّي كُلَّ طَودٍ كَأَنَّهُ * خَريقُ رِياحٍ واجَهَت غُصُنًا رَطبا
44 كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ خافَت مُغارَهُ * فَمَدَّت عَلَيها مِن عَجاجَتِهِ حُجبا
45 فَمَن كانَ يُرضي اللُؤمَ وَالكُفرَ مُلكُهُ * فَهَذا الَّذي يُرضي المَكارِمَ وَالرَبّا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة ويذكر بناء مرعش سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (56)،
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (57)،
3 - البيت (7) في صفحة (58)،
4 - الأبيات (8-10) في صفحة (59)،
5 - الأبيات (11-13) في صفحة (60)،
6 - الأبيات (14-18) في صفحة (61)،
7 - الأبيات (19-23) في صفحة (62)،
8 - الأبيات (24-27) في صفحة (63)،
9 - الأبيات (28-31) في صفحة (64)،
10 - الأبيات (32-34) في صفحة (65)،
11 - البيت (35) في صفحة (66)،
12 - الأبيات (36-38) في صفحة (67)،
13 - الأبيات (39-42) في صفحة (68)،
14 - الأبيات (43-45) في صفحة (69)،

الرابط المختصر