الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ * كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ
2 أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسمى مُؤَبَّنَةً * وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ
3 لا يَملِكُ الطَرِبُ المَحزونُ مَنطِقَهُ * وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ
4 غَدَرتَ يا مَوتُ كَمْ أَفنَيتَ مِن عَدَدِ * بِمَن أَصَبتَ وَكَمْ أَسكَتَّ مِن لَجَبِ
5 وَكَمْ صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ * وَكَمْ سَأَلتَ فَلَم يَبخَلْ وَلَم تَخِبِ
6 طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ * فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِبِ
7 حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلًا * شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي
8 تَعَثَّرَتْ بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها * وَالبُرْدُ في الطُرْقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ
9 كَأَنَّ فَعلَةَ لَم تَملَء مَواكِبُها * دِيارَ بَكرٍ وَلَم تَخلَع وَلَم تَهِبِ
10 وَلَم تَرُدَّ حَياةً بَعدَ تَولِيَةٍ * وَلَم تُغِث داعِيًا بِالوَيلِ وَالحَرَبِ
11 أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَتْ * فَكَيفَ لَيلُ فَتى الفِتيانِ في حَلَبِ
12 يَظُنُّ أَنَّ فُؤادي غَيرَ مُلتَهِبٍ * وَأَنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِ
13 بَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَةً * لِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ
14 وَمَن مَضَت غَيرَ مَوروثٍ خَلائِقُها * وَإِن مَضَت يَدُها مَوروثَةَ النَشَبِ
15 وَهَمُّها في العُلا وَالمَجدِ ناشِئَةً * وَهَمُّ أَترابِها في اللَهوِ وَاللَعِبِ
16 يَعلَمنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها * وَلَيسَ يَعلَمُ إِلّا اللَهُ بِالشَنَبِ
17 مَسَرَّةٌ في قُلوبِ الطيبِ مَفرِقُها * وَحَسرَةٌ في قُلوبِ البَيضِ وَاليَلَبِ
18 إِذا رَأى وَرَآها رَأسَ لابِسِهِ * رَأى المَقانِعَ أَعلى مِنهُ في الرُتَبِ
19 وَإِن تَكُن خُلِقَت أُنثى لَقَد خُلِقَت * كَريمَةً غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسَبِ
20 وَإِن تَكُن تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرُها * فَإِنَّ في الخَمرِ مَعنى لَيسَ في العِنَبِ
21 فَلَيتَ طالِعَةَ الشَمسَينِ غائِبَةٌ * وَلَيتَ غائِبَةَ الشَمسَينِ لَم تَغِبِ
22 وَلَيتَ عَينَ الَّتي آبَ النَهارُ بِها * فِداءُ عَينِ الَّتي زالَت وَلَم تَؤُبِ
23 فَما تَقَلَّدَ بِالياقوتِ مُشبِهُها * وَلا تَقَلَّدَ بِالهِندِيَّةِ القُضُبِ
24 وَلا ذَكَرتُ جَميلًا مِن صَنائِعِها * إِلّا بَكَيتُ وَلا وُدٌّ بِلا سَبَبِ
25 قَد كانَ كُلُّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتِها * فَما قَنِعتِ لَها يا أَرضُ بِالحُجُبِ
26 وَلا رَأَيتِ عُيونَ الإِنسِ تُدرِكُها * فَهَل حَسَدتِ عَلَيها أَعيُنَ الشُهُبِ
27 وَهَل سَمِعتِ سَلامًا لي أَلَمَّ بِها * فَقَد أَطَلتُ وَما سَلَّمتُ مِن كَثَبِ
28 وَكَيفَ يَبلُغُ مَوتانا الَّتي دُفِنَت * وَقَد يُقَصِّرُ عَن أَحيائِنا الغَيَبِ
29 يا أَحسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها * وَقُل لِصاحِبِهِ يا أَنفَعَ السُحُبِ
30 وَأَكرَمَ الناسِ لا مُستَثنِيًا أَحَدًا * مِنَ الكِرامِ سِوى آبائِكَ النُجُبِ
31 قَد كانَ قاسَمَكَ الشَخصَينِ دَهرُهُما * وَعاشَ دُرُّهُما المَفديُّ بِالذَهَبِ
32 وَعادَ في طَلَبِ المَتروكِ تارِكُهُ * إِنّا لَنَغفُلُ وَالأَيّامُ في الطَلَبِ
33 ماكانَ أَقصَرَ وَقتًا كانَ بَينَهُما * كَأَنَّهُ الوَقتُ بَينَ الوِردِ وَالقَرَبِ
34 جَزاكَ رَبُّكَ بِالأَحزانِ مَغفِرَةً * فَحُزنُ كُلِّ أَخي حُزنٍ أَخو الغَضَبِ
35 وَأَنتُمُ نَفَرٌ تَسخو نُفوسُكُمُ * بِما يَهَبنَ وَلا يَسخونَ بِالسَلَبِ
36 حَلَلتُمُ مِن مُلوكِ الناسِ كُلِّهِمُ * مَحَلَّ سُمرِ القَنا مِن سائِرِ القَصَبِ
37 فَلا تَنَلكَ اللَيالي إِنَّ أَيدِيَها * إِذا ضَرَبنَ كَسَرنَ النَبعَ بِالغَرَبِ
38 وَلا يُعِنَّ عَدُوًّا أَنتَ قاهِرُهُ * فَإِنَّهُنَّ يَصِدنَ الصَقرَ بِالخَرَبِ
39 وَإِن سَرَرنَ بِمَحبوبٍ فَجَعنَ بِهِ * وَقَد أَتَينَكَ في الحالَينِ بِالعَجَبِ
40 وَرُبَّما احتَسَبَ الإِنسانُ غايَتَها * وَفاجَأَتهُ بِأَمرٍ غَيرِ مُحتَسَبِ
41 وَما قَضى أَحَدٌ مِنها لُبانَتَهُ * وَلا انتَهى أَرَبٌ إِلّا إِلى أَرَبِ
42 تَخالَفَ الناسُ حَتّى لا اتِّفاقَ لَهُم * إِلّا عَلى شَجَبٍ وَالخُلفُ في الشَجَبِ
43 فَقيلَ تَخلُصُ نَفسُ المَرءِ سالِمَةً * وَقيلَ تَشرَكُ جِسمَ المَرءِ في العَطَبِ
44 وَمَن تَفَكَّرَ في الدُنيا وَمُهجَتِهِ * أَقامَهُ الفِكرُ بَينَ العَجزِ وَالتَعَبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يرثي أخت سيف الدولة، وقد توفيت بميافارقين سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئة

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (86)،
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (87)،
3 - الأبيات (7-11) في صفحة (88)،
4 - الأبيات (12-16) في صفحة (89)،
5 - البيت (17) في صفحة (90)،
6 - الأبيات (18-22) في صفحة (91)،
7 - الأبيات (23-28) في صفحة (92)،
8 - الأبيات (29-33) في صفحة (93)،
9 - الأبيات (34-37) في صفحة (94)،
10 - الأبيات (38-42) في صفحة (95)،
11 - البيتان (43-44) في صفحة (96)،

الرابط المختصر