الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 فَهِمتُ الكِتابَ أَبَرَّ الكُتُب * فَسَمعًا لِأَمرِ أَميرِ العَرَبْ
2 وَطَوعًا لَهُ وَابتِهاجًا بِهِ * وَإِن قَصَّرَ الفِعلُ عَمّا وَجَبْ
3 وَما عاقَني غَيرُ خَوفِ الوُشاةِ * وَإِنَّ الوِشاياتِ طُرقُ الكَذِبْ
4 وَتَكثيرِ قَومٍ وَتَقليلِهِمْ * وَتَقريبِهِمْ بَينَنا وَالخَبَبْ
5 وَقَد كانَ يَنصُرُهُمْ سَمعُهُ * وَيَنصُرُني قَلبُهُ وَالحَسَبْ
6 وَما قُلتُ لِلبَدرِ أَنتَ اللُجَينُ * وَلا قُلتُ لِلشَمسِ أَنتِ الذَهَبْ
7 فَيَقلَقَ مِنهُ البَعيدُ الأَناةِ * وَيَغضَبَ مِنهُ البَطيءُ الغَضَبْ
8 وَما لاقَني بَلَدٌ بَعدَكُمْ * وَلا اعتَضتُ مِن رَبِّ نُعمايَ رَبْ
9 وَمَن رَكِبَ الثَورَ بَعدَ الجَوا * دِ أَنكَرَ أَظلافَهُ وَالغَبَبْ
10 وَما قِستُ كُلَّ مُلوكِ البِلادِ * فَدَع ذِكرَ بَعضٍ بِمَن في حَلَبْ
11 وَلَو كُنتُ سَمَّيتُهُمْ بِاسمِهِ * لَكانَ الحَديدَ وَكانوا الخَشَبْ
12 أَفي الرَأيِ يُشبَهُ أَم في السَخا * ءِ أَم في الشَجاعَةِ أَم في الأَدَب
13 مُبارَكُ الاسمِ أَغَرُّ اللَقَبْ * كَريمُ الجِرِشّى شَريفُ النَسَبْ
14 أَخو الحَربِ يُخدِمُ مِمّا سَبى * قَناهُ وَيَخلَعُ مِمّا سَلَبْ
15 إِذا حازَ مالًا فَقَد حازَهُ * فَتىً لا يُسَرُّ بِما لا يَهَبْ
16 وَإِنّي لَأُتبِعُ تَذكارَهُ * صَلاةَ الإِلَهِ وَسَقيَ السُحُبْ
17 وَأُثني عَلَيهِ بِآلائِهِ * وَأَقرُبُ مِنهُ نَأى أَو قَرُبْ
18 وَإِن فارَقَتنِيَ أَمطارُهُ * فَأَكثَرُ غُدرانِها ما نَضَبْ
19 أَيا سَيفَ رَبِّكَ لا خَلقِهِ * وَيا ذا المَكارِمِ لاذا الشُطَبْ
20 وَأَبعَدَ ذي هِمَّةٍ هِمَّةً * وَأَعرَفَ ذي رُتبَةٍ بِالرُتَبْ
21 وَأَطعَنَ مَن مَسَّ خَطِّيَّةً * وَأَضرَبَ مَن بِحُسامٍ ضَرَبْ
22 بِذا اللَفظِ ناداكَ أَهلُ الثُغورِ * فَلَبَّيتَ وَالهامُ تَحتَ القُضُبْ
23 وَقَد يَئِسوا مِن لَذيذِ الحَياةِ * فَعَينٌ تَغورُ وَقَلبٌ يَجِبْ
24 وَغَرَّ الدُمُستُقَ قَولُ العُدا * ةِ أَنَّ عَلِيًّا ثَقيلًا وَصِب
25 وَقَد عَلِمَتْ خَيلَهُ أَنَّهُ * إِذا هَمَّ وَهوَ عَليلٌ رَكِبْ
26 أَتاهُمْ بِأَوسَعَ مِن أَرضِهِمْ * طِوالَ السَبيبِ قِصارَ العُسُبْ
27 تَغيبُ الشَواهِقُ في جَيشِهِ * وَتَبدو صِغارًا إِذا لَم تَغِبْ
28 وَلا تَعبُرُ الريحُ في جَوِّهِ * إِذا لَم تَخَطَّ القَنا أَو تَثِبْ
29 فَغَرَّقَ مُدنَهُمُ بِالجُيوشِ * وَأَخفَتَ أَصواتَهُمْ بِاللَجَبْ
30 فَأَخبِثْ بِهِ طالِبًا قَهرَهُمْ * وَأَخبِثْ بِهِ تارِكًا ما طَلَبْ
31 نَأَيتَ فَقاتَلَهُم بِاللِقاءِ * وَجِئتَ فَقاتَلَهُم بِالهَرَب
32 وَكانوا لَهُ الفَخرَ لَمّا أَتى * وَكُنتَ لَهُ العُذرَ لَمّا ذَهَبْ
33 سَبَقتَ إِلَيهِم مَناياهُمُ * وَمَنفَعَةُ الغَوثِ قَبلَ العَطَب
34 فَخَرّوا لِخالِقِهِمْ سُجَّدًا * وَلَو لَم تُغِث سَجَدوا لِلصُلُبْ
35 وَكَم ذَدتَ عَنهُمْ رَدىً بِالرَدى * وَكَشَّفتَ مِن كُرَبٍ بِالكُرَبْ
36 وَقَد زَعَموا أَنَّهُ إِن يَعُد * يَعُد مَعَهُ المَلِكُ المُعتَصِبْ
37 وَيَستَنصِرانِ الَّذي يَعبُدانِ * وَعِندَهُما أَنَّهُ قَد صُلِبْ
38 لِيَدفَعَ ما نالَهُ عَنهُما * فَيا لَلرِجالِ لِهَذا العَجَبْ
39 أَرى المُسلِمينَ مَعَ المُشرِكيـ * ـنَ إِمّا لِعَجزٍ وَإِمّا رَهَبْ
40 وَأَنتَ مَعَ اللهِ في جانِبٍ * قَليلُ الرُقادِ كَثيرُ التَعَبْ
41 كَأَنَّكَ وَحدَكَ وَحَّدتَهُ * وَدانَ البَرِيَّةُ بِابنِ وَأَبْ
42 فَلَيتَ سُيوفَكَ في حاسِدٍ * إِذا ما ظَهَرْتَ عَلَيهِمْ كَئِبْ
43 وَلَيتَ شَكاتَكَ في جِسمِهِ * وَلَيتَكَ تَجزي بِبُغضٍ وَحُبْ
44 فَلَو كُنتَ تَجزي بِهِ نِلتُ مِنـ * ـكَ أَضعَفَ حَظٍّ بِأَقوى سَبَب

بيانات القصيدة

ملحوظة

وكتب إليه سيف الدولة يستدعيه، فقال:

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (96)،
2 - الأبيات (3-7) في صفحة (97)،
3 - الأبيات (8-10) في صفحة (98)،
4 - الأبيات (11-16) في صفحة (99)،
5 - الأبيات (17-20) في صفحة (100)،
6 - الأبيات (21-26) في صفحة (101)،
7 - الأبيات (27-33) في صفحة (102)،
8 - الأبيات (34-37) في صفحة (103)،
9 - الأبيات (38-43) في صفحة (104)،
10 - البيت (44) في صفحة (105)،

الرابط المختصر