1 |
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ما وَجَبا |
* |
لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا |
2 |
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا |
* |
مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الذي ذَهَبا |
3 |
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَرًا |
* |
سَوائِلًا مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا |
4 |
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني |
* |
لَيلًا فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا |
5 |
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى |
* |
جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى |
6 |
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَتْ |
* |
بَيتًا مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا |
7 |
مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُنًا |
* |
مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا |
8 |
بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها |
* |
وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوبًا إِذا طُلِبا |
9 |
كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ |
* |
شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا |
10 |
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها |
* |
مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا |
11 |
فَاستَضحَكَتْ ثُمَّ قالَتْ كَالمُغيثِ يُرى |
* |
لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا انتَسَبا |
12 |
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن |
* |
أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا |
13 |
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى |
* |
أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا |
14 |
إِذا بَدا حَجَبَتْ عَينَيكَ هَيبَتُهُ |
* |
وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا احتَجَبا |
15 |
بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً |
* |
وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا |
16 |
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ |
* |
رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَامورِ مُختَضِبا |
17 |
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ |
* |
أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا |
18 |
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ |
* |
فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا |
19 |
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا |
* |
حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا |
20 |
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ |
* |
وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا |
21 |
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ |
* |
عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا |
22 |
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ |
* |
في مُلكِهِ افتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا |
23 |
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ |
* |
فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا |
24 |
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ |
* |
وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا |
25 |
لا يُقنِعُ ابنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ |
* |
يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا |
26 |
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا |
* |
رَأسًا لَهُمْ وَغَدا كُلٌّ لَهُمْ ذَنَبا |
27 |
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها |
* |
وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا |
28 |
مُبَرقِعي خَيلِهِمْ بِالبيضِ مُتَّخِذي |
* |
هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِمْ عَذَبا |
29 |
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَتْ |
* |
خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا |
30 |
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها |
* |
فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا |
31 |
مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها |
* |
فَآلَ ما امتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا |
32 |
مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها |
* |
مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا |
33 |
لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اختَلَفَتْ |
* |
إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا |
34 |
فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ |
* |
أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا |
35 |
أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها |
* |
لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَانتَحَبا |
36 |
وَإِن عَمِرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً |
* |
وَالسَمهَرِيَّ أَخًا وَالمَشرَفِيَّ أَبا |
37 |
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِمًا |
* |
حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا |
38 |
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ |
* |
عَن سَرجِهِ مَرَحًا بِالغَزوِ أَو طَرَبا |
39 |
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي |
* |
وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا |