الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ما وَجَبا * لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
2 عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا * مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الذي ذَهَبا
3 سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَرًا * سَوائِلًا مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
4 دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني * لَيلًا فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
5 ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى * جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
6 هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَتْ * بَيتًا مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
7 مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُنًا * مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا
8 بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها * وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوبًا إِذا طُلِبا
9 كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ * شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
10 مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها * مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
11 فَاستَضحَكَتْ ثُمَّ قالَتْ كَالمُغيثِ يُرى * لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا انتَسَبا
12 جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن * أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا
13 لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى * أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
14 إِذا بَدا حَجَبَتْ عَينَيكَ هَيبَتُهُ * وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا احتَجَبا
15 بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً * وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا
16 وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ * رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَامورِ مُختَضِبا
17 عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ * أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا
18 تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ * فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا
19 تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا * حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا
20 وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ * وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا
21 وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ * عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا
22 وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ * في مُلكِهِ افتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا
23 مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ * فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا
24 بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ * وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
25 لا يُقنِعُ ابنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ * يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا
26 هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا * رَأسًا لَهُمْ وَغَدا كُلٌّ لَهُمْ ذَنَبا
27 التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها * وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا
28 مُبَرقِعي خَيلِهِمْ بِالبيضِ مُتَّخِذي * هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِمْ عَذَبا
29 إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَتْ * خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا
30 مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها * فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
31 مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها * فَآلَ ما امتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا
32 مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها * مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا
33 لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اختَلَفَتْ * إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا
34 فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ * أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا
35 أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها * لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَانتَحَبا
36 وَإِن عَمِرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً * وَالسَمهَرِيَّ أَخًا وَالمَشرَفِيَّ أَبا
37 بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِمًا * حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
38 قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ * عَن سَرجِهِ مَرَحًا بِالغَزوِ أَو طَرَبا
39 فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي * وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المغيث بن علي بن بشر العجلي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (109)،
2 - الأبيات (2-5) في صفحة (110)،
3 - الأبيات (6-9) في صفحة (111)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (112)،
5 - الأبيات (14-16) في صفحة (113)،
6 -البيتان (17-18) في صفحة (114)،
7 - البيتان (19-20) في صفحة (115)،
8 - البيتان (21-22) في صفحة (116)،
9 - البيت (23) في صفحة (117)،
10 - الأبيات (24-28) في صفحة (118)،
11 - الأبيات (29-31) في صفحة (119)،
12 - الأبيات (32-36) في صفحة (120)،
13 - الأبيات (37-39) في صفحة (121)،

الرابط المختصر