الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بِأَبي الشُموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا * اللابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
2 المَنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا * وَجَناتِهِنَّ الناهِباتِ الناهِبا
3 الناعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا * تُ المُبدِياتُ مِنَ الدَلالِ غَرائِبا
4 حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِبًا * فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنَّ فَوقَ تَرائِبا
5 وَبَسَمنَ عَن بَرَدٍ خَشيتُ أُذيبَهُ * مِن حَرِّ أَنفاسي فَكُنتُ الذائِبا
6 يا حَبَّذا المُتَحَمَّلونَ وَحَبَّذا * وادٍ لَثَمتُ بِهِ الغَزالَةَ كاعِبا
7 كَيفَ الرَجاءُ مِنَ الخُطوبِ تَخَلُّصًا * مِن بَعدِ ما أَنشَبنَ فِيَّ مَخالِبا
8 أَوحَدنَني وَوَجَدنَ حُزنًا واحِدًا * مُتَناهِيًا فَجَعَلنَهُ لي صاحِبا
9 وَنَصَبنَني غَرَضَ الرُماةِ تُصيبُني * مِحَنٌ أَحَدُّ مِنَ السُيوفِ مَضارِبا
10 أَظمَتنِيَ الدُنيا فَلَمّا جِئتُها * مُستَسقِيًا مَطَرَتْ عَلَيَّ مَصائِبا
11 وَحُبِيتُ مِن خوصِ الرِكابِ بِأَسوَدٍ * مِن دارِشٍ فَغَدَوتُ أَمشي راكِبا
12 حالاً مَتى عَلِمَ ابنُ مَنصورٍ بِها * جاءَ الزَمانُ إِلَيَّ مِنها تائِبا
13 مَلِكٌ سِنانُ قَناتِهِ وَبَنانُهُ * يَتَبارَيانِ دَمًا وَعُرفًا ساكِبا
14 يَستَصغِرُ الخَطَرَ الكَبيرَ لِوَفدِهِ * وَيَظُنُّ دِجلَةَ لَيسَ تَكفي شارِبا
15 كَرَمًا فَلَو حَدَّثتَهُ عَن نَفسِهِ * بِعَظيمِ ما صَنَعَت لَظَنَّكَ كاذِبا
16 سَل عَن شَجاعَتِهِ وَزُرهُ مُسالِمًا * وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ مِنهُ مُحارِبا
17 فَالمَوتُ تُعرَفُ بِالصِفاتِ طِباعُهُ * لَم تَلقَ خَلقًا ذاقَ مَوتًا آيِبا
18 إِن تَلقَهُ لا تَلقَ إِلّا قَسطَلًا * أَو جَحفَلًا أَو طاعِنًا أَو ضارِبا
19 أَو هارِبًا أَو طالِبًا أَو راغِبًا * أَو راهِبًا أَو هالِكًا أَو نادِبا
20 وَإِذا نَظَرتَ إِلى الجِبالِ رَأَيتَها * فَوقَ السُهولِ عَواسِلًا وَقَواضِبا
21 وَإِذا نَظَرتَ إِلى السُهولِ رَأَيتَها * تَحتَ الجِبالِ فَوارِسًا وَجَنائِبا
22 وَعَجاجَةً تَرَكَ الحَديدُ سَوادَها * زَنجًا تَبَسَّمُ أَو قَذالًا شائِبا
23 فَكَأَنَّما كُسِيَ النَهارُ بِها دُجى * لَيلٍ وَأَطلَعَتِ الرِماحُ كَواكِبا
24 قَد عَسكَرَت مَعَها الرَزايا عَسكَرًا * وَتَكَتَّبَت فيها الرِجالُ كَتائِبا
25 أُسُدٌ فَرائِسُها الأُسودُ يَقودُها * أَسَدٌ تَصيرُ لَهُ الأُسودُ ثَعالِبا
26 في رُتبَةٍ حَجَبَ الوَرى عَن نَيلِها * وَعَلا فَسَمَّوهُ عَلِيَّ الحاجِبا
27 وَدَعَوهُ مِن فَرطِ السَخاءِ مُبَذِّرًا * وَدَعَوهُ مِن غَصبِ النُفوسِ الغاصِبا
28 هَذا الَّذي أَفنى النُضارَ مَواهِبًا * وَعِداهُ قَتلًا وَالزَمانَ تَجارِبا
29 وَمُخَيِّبُ العُذّالِ فيما أَمَّلوا * مِنهُ وَلَيسَ يَرُدُّ كَفًّا خائِبا
30 هَذا الَّذي أَبصَرتَ مِنهُ حاضِرًا * مِثلُ الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ غائِبا
31 كَالبَدرِ مِن حَيثُ التَفَتَّ رَأَيتَهُ * يُهدي إِلى عَينَيكَ نورًا ثاقِبا
32 كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِرًا * جودًا وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا
33 كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها * يَغشى البِلادَ مَشارِقًا وَمَغارِبا
34 أَمُهَجِّنَ الكُرَماءِ وَالمُزري بِهِمْ * وَتَروكَ كُلِّ كَريمِ قَومٍ عاتِبا
35 شادوا مَناقِبَهُمْ وَشِدتَ مَناقِبًا * وُجِدَت مَناقِبُهُمْ بِهِنَّ مَثالِبا
36 لَبَّيكَ غَيظَ الحاسِدينَ الراتِبا * إِنّا لَنَخبُرُ مِن يَدَيكَ عَجائِبا
37 تَدبيرُ ذي حُنَكٍ يُفَكِّرُ في غَدٍ * وَهُجومُ غِرٍّ لا يَخافُ عَواقِبا
38 وَعَطاءُ مالٍ لَو عَداهُ طالِبٌ * أَنفَقتَهُ في أَن تُلاقِيَ طالِبا
39 خُذ مِن ثَنايَ عَلَيكَ ما أَسطيعُهُ * لا تُلزِمَنّي في الثَناءِ الواجِبا
40 فَلَقَد دَهِشتُ لِما فَعَلتَ وَدونَهُ * ما يُدهِشُ المَلَكَ الحَفيظَ الكاتِبا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن منصور الحاجب

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (122)،
2 - الأبيات (3-5) في صفحة (123)،
3 - الأبيات (6-10) في صفحة (124)،
4 - الأبيات (11-14) في صفحة (125)،
5 - الأبيات (15-18) في صفحة (126)،
6 - الأبيات (19-22) في صفحة (127)،
7 - الأبيات (23-26) في صفحة (128)،
8 - الأبيات (27-30) في صفحة (129)،
9 - الأبيات (31-34) في صفحة (130)،
10 - البيت (35) في صفحة (131)،
11 - الأبيات (36-39) في صفحة (132)،
12 - البيت (40) في صفحة (133)،

الرابط المختصر