1 |
ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا |
* |
فَأَعذَرُهُمْ أَشَفُّهُمُ حَبيبًا |
2 |
وَما سَكَني سِوى قَتلِ الأَعادي |
* |
فَهَل مِن زَورَةٍ تَشفي القُلوبا |
3 |
تَظَلُّ الطَيرُ مِنها في حَديثٍ |
* |
تَرُدُّ بِهِ الصَراصِرَ وَالنَعيبا |
4 |
وَقَد لَبِسَت دِمائَهُمُ عَلَيهِمْ |
* |
حِدادًا لَم تَشُقَّ لَها جُيوبًا |
5 |
أَدَمنا طَعنَهُمْ وَالقَتلَ حَتّى |
* |
خَلَطنا في عِظامِهِمُ الكُعوبا |
6 |
كَأَنَّ خُيولَنا كانَت قَديمًا |
* |
تُسَقّى في قُحوفِهِمُ الحَليبًا |
7 |
فَمَرَّت غَيرَ نافِرَةٍ عَلَيهِمْ |
* |
تَدوسُ بِنا الجَماجِمَ وَالتَريبا |
8 |
يُقَدِّمُها وَقَد خُضِبَت شَواها |
* |
فَتىً تَرمي الحُروبُ بِهِ الحُروبا |
9 |
شَديدُ الخُنزُوانَةِ لا يُبالي |
* |
أَصابَ إِذا تَنَمَّرَ أَم أُصيبا |
10 |
أَعَزمي طالَ هَذا اللَيلُ فَانظُر |
* |
أَمِنكَ الصُبحُ يَفرَقُ أَن يَؤوبا |
11 |
كَأَنَّ الفَجرَ حِبٌّ مُستَزارٌ |
* |
يُراعي مِن دُجُنَّتِهِ رَقيبا |
12 |
كَأَنَّ نُجومَهُ حَليٌ عَلَيهِ |
* |
وَقَد حُذِيَت قَوائِمُهُ الجُبوبا |
13 |
كَأَنَّ الجَوَّ قاسى ما أُقاسي |
* |
فَصارَ سَوادُهُ فيهِ شُحوبا |
14 |
كَأَنَّ دُجاهُ يَجذِبُها سُهادي |
* |
فَلَيسَ تَغيبُ إِلّا أَن يَغيبا |
15 |
أُقَلِّبُ فيهِ أَجفاني كَأَنّي |
* |
أَعُدُّ بِهِ عَلى الدَهرِ الذُنوبا |
16 |
وَما لَيلٌ بِأَطوَلَ مِن نَهارٍ |
* |
يَظَلُّ بِلَحظِ حُسّادي مَشوبا |
17 |
وَما مَوتٌ بِأَبغَضَ مِن حَياةٍ |
* |
أَرى لَهُمُ مَعي فيها نَصيبا |
18 |
عَرَفتُ نَوائِبَ الحَدَثانِ حَتّى |
* |
لَوِ انتَسَبَت لَكُنتُ لَها نَقيبا |
19 |
وَلَمّا قَلَّتِ الإِبلُ امتَطينا |
* |
إِلى ابنِ أَبي سُلَيمانَ الخُطوبا |
20 |
مَطايا لا تَذِلُّ لِمَن عَلَيها |
* |
وَلا يَبغي لَها أَحَدٌ رُكوبا |
21 |
وَتَرتَعُ دونَ نَبتِ الأَرضِ فينا |
* |
فَما فارَقتُها إِلّا جَديبا |
22 |
إِلى ذي شيمَةٍ شَعَفَت فُؤادي |
* |
فَلَولاهُ لَقُلتُ بِها النَسيبا |
23 |
تُنازِعُني هَواها كُلُّ نَفسٍ |
* |
وَإِن لَم تُشبِهِ الرَشَأَ الرَبيبا |
24 |
عَجيبٌ في الزَمانِ وَما عَجيبٌ |
* |
أَتى مِن آلِ سَيّارٍ عَجيبا |
25 |
وَشَيخٌ في الشَبابِ وَلَيسَ شَيخًا |
* |
يُسَمّى كُلُّ مَن بَلَغَ المَشيبا |
26 |
قَسا فَالأُسدُ تَفزَعُ مِن قُواهُ |
* |
وَرَقَّ فَنَحنُ نَفزَعُ أَن يَذوبا |
27 |
أَشَدُّ مِنَ الرِياحِ الهوجِ بَطشًا |
* |
وَأَسرَعُ في النَدى مِنها هُبوبا |
28 |
وَقالوا ذاكَ أَرمى مَن رَأَينا |
* |
فَقُلتُ رَأَيتُمُ الغَرَضَ القَريبا |
29 |
وَهَل يُخطي بِأَسهُمِهِ الرَمايا |
* |
وَما يُخطي بِما ظَنَّ الغُيوبا |
30 |
إِذا نُكِبَت كِنانَتُهُ استَبَنّا |
* |
بِأَنصُلِها لِأَنصُلِها نُدوبا |
31 |
يُصيبُ بِبَعضِها أَفواقَ بَعضٍ |
* |
فَلَولا الكَسرُ لَاتَصَلَت قَضيبا |
32 |
بِكُلِّ مُقَوَّمٍ لَم يَعصِ أَمرًا |
* |
لَهُ حَتّى ظَنَنّاهُ لَبيبا |
33 |
يُريكَ النَزعُ بَينَ القَوسِ مِنهُ |
* |
وَبَينَ رَمِيِّهِ الهَدَفَ المَهيبا |
34 |
أَلَستَ ابنَ الأُلى سَعِدوا وَسادوا |
* |
وَلَم يَلِدوا امرَءًا إِلّا نَجيبا |
35 |
وَنالوا ما اشتَهَوا بِالحَزمِ هَونًا |
* |
وَصادَ الوَحشَ نَملُهُمُ دَبيبا |
36 |
وَما ريحُ الرِياضِ لَها وَلَكِن |
* |
كَساها دَفنُهُمْ في التُربِ طيبا |
37 |
أَيا مَن عادَ روحُ المَجدِ فيهِ |
* |
وَعادَ زَمانُهُ التالي قَشيبا |
38 |
تَيَمَّمَني وَكيلُكَ مادِحًا لي |
* |
وَأَنشَدَني مِنَ الشِعرِ الغَريبا |
39 |
فَآجَرَكَ الإِلَهُ عَلى عَليلٍ |
* |
بَعَثتَ إِلى المَسيحِ بِهِ طَبيبا |
40 |
وَلَستُ بِمُنكِرٍ مِنكَ الهَدايا |
* |
وَلَكِن زِدتَني فيها أَديبا |
41 |
فَلا زالَت دِيارُكَ مُشرِقاتٍ |
* |
وَلا دانَيتَ يا شَمسُ الغُروبا |
42 |
لِأَصبِحَ آمِنًا فيكَ الرَزايا |
* |
كَما أَنا آمِنٌ فيكَ العُيوبا |