1 |
مَنِ الجَآذِرُ في زِيِّ الأَعاريبِ |
* |
حُمرَ الحُلى وَالمَطايا وَالجَلابيبِ |
2 |
إِن كُنتَ تَسأَلُ شَكًّا في مَعارِفِها |
* |
فَمَن بَلاكَ بِتَسهيدٍ وَتَعذيبِ |
3 |
لا تَجزِني بِضَنًا بي بَعدَها بَقَرٌ |
* |
تَجزي دُموعِيَ مَسكوبًا بِمَسكوبِ |
4 |
سَوائِرٌ رُبَّما سارَتْ هَوادِجُها |
* |
مَنيعَةً بَينَ مَطعونٍ وَمَضروبِ |
5 |
وَرُبَّما وَخَدَتْ أَيدي المَطيِّ بِها |
* |
عَلى نَجيعٍ مِنَ الفُرسانِ مَصبوبِ |
6 |
كَم زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ |
* |
أَدهى وَقَد رَقَدُوا مِن زَورَةِ الذيبِ |
7 |
أَزورُهُمْ وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ لي |
* |
وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي |
8 |
قَد وافَقوا الوَحشَ في سُكنى مَراتِعِها |
* |
وَخالَفوها بِتَقويضٍ وَتَطنيبِ |
9 |
جِيرانُها وَهُمُ شَرُّ الجِوارِ لَها |
* |
وَصَحبُها وَهُمُ شَرُّ الأَصاحيبِ |
10 |
فُؤادُ كُلِّ مُحِبٍّ في بُيوتِهِمُ |
* |
وَمالُ كُلِّ أَخيذِ المالِ مَحروبِ |
11 |
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ |
* |
كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ |
12 |
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ |
* |
وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ |
13 |
أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً |
* |
وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ |
14 |
أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها |
* |
مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ |
15 |
وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً |
* |
أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ |
16 |
وَمِن هَوى كُلِّ مَن لَيسَت مُمَوَّهَةً |
* |
تَرَكتُ لَونَ مَشيبي غَيرَ مَخضوبِ |
17 |
وَمِن هَوى الصِدقِ في قَولي وَعادَتِهِ |
* |
رَغِبتُ عَن شَعَرٍ في الوجه مَكذوبِ |
18 |
لَيتَ الحَوادِثَ باعَتني الَّذي أَخَذَتْ |
* |
مِنّي بِحِلمي الَّذي أَعطَت وَتَجريبي |
19 |
فَما الحَداثَةُ مِن حِلمٍ بِمانِعَةٍ |
* |
قَد يوجَدُ الحِلمُ في الشُبّانِ وَالشيبِ |
20 |
تَرَعرَعَ المَلِكُ الأُستاذُ مُكتَهِلًا |
* |
قَبلَ اكتِهالٍ أَديبًا قَبلَ تَأديبِ |
21 |
مُجَرَّبًا فَهِمًا مِن قَبلِ تَجرِبَةٍ |
* |
مُهَذَّبًا كَرَمًا مِن غَيرِ تَهذيبِ |
22 |
حَتّى أَصابَ مِنَ الدُنيا نِهايَتَها |
* |
وَهَمُّهُ في ابتِداءاتٍ وَتَشبيبِ |
23 |
يُدَبِّرُ المُلكَ مِن مِصرٍ إِلى عَدَنٍ |
* |
إِلى العِراقِ فَأَرضِ الرومِ فَالنُوَبِ |
24 |
إِذا أَتَتها الرِياحُ النُكبُ مِن بَلَدٍ |
* |
فَما تَهُبُّ بِها إِلّا بِتَرتيبِ |
25 |
وَلا تُجاوِزُها شَمسٌ إِذا شَرَقَت |
* |
إِلّا وَمِنهُ لَها إِذنٌ بِتَغريبِ |
26 |
يُصَرِّفُ الأَمرَ فيها طينُ خاتِمِهِ |
* |
وَلَو تَطَلَّسَ مِنهُ كُلُّ مَكتوبِ |
27 |
يَحِطَّ كُلَّ طَويلِ الرُمحِ حامِلُهُ |
* |
مِن سَرجِ كُلِّ طَويلِ الباعِ يَعبوبِ |
28 |
كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسامِعِهِ |
* |
قَميصُ يوسُفَ في أَجفانِ يَعقوبِ |
29 |
إِذا غَزَتهُ أَعاديهِ بِمَسأَلَةٍ |
* |
فَقَد غَزَتهُ بِجَيشٍ غَيرِ مَغلوبِ |
30 |
أَو حارَبَتهُ فَما تَنجو بِتَقدِمَةٍ |
* |
مِمّا أَرادَ وَلا تَنجو بِتَجبيبِ |
31 |
أَضرَت شَجاعَتُهُ أَقصى كَتائِبِهِ |
* |
عَلى الحِمامِ فَما مَوتٌ بِمَرهوبِ |
32 |
قالوا هَجَرتَ إِلَيهِ الغَيثَ قُلتُ لَهُمْ |
* |
إِلى غُيوثِ يَدَيهِ وَالشَآبيبِ |
33 |
إِلى الَّذي تَهَبُ الدَولاتِ راحَتُهُ |
* |
وَلا يَمُنُّ عَلى آثارِ مَوهوبِ |
34 |
وَلا يَروعُ بِمَغدورٍ بِهِ أَحَدًا |
* |
وَلا يُفَزِّعُ مَوفورًا بِمَنكوبِ |
35 |
بَلى يَروعُ بِذي جَيشٍ يُجَدِّلُهُ |
* |
ذا مِثلِهِ في أَحَمِّ النَقعِ غِربيبِ |
36 |
وَجَدتُ أَنفَعَ مالٍ كُنتُ أَذخَرُهُ |
* |
ما في السَوابِقِ مِن جَريٍ وَتَقريبِ |
37 |
لَمّا رَأَينَ صُروفَ الدَهرِ تَغدِرُ بي |
* |
وَفَينَ لي وَوَفَت صُمُّ الأَنابيبِ |
38 |
فُتْنَ المَهالِكِ حَتّى قالَ قائِلُها |
* |
ماذا لَقينا مِنَ الجُردِ السَراحيبِ |
39 |
تَهوي بِمُنجَرِدٍ لَيسَت مَذاهِبُهُ |
* |
لِلُبسِ ثَوبٍ وَمَأكولٍ وَمَشروبِ |
40 |
يَرى النُجومَ بِعَينَي مَن يُحاوِلُها |
* |
كَأَنَّها سَلَبٌ في عَينِ مَسلوبِ |
41 |
حَتّى وَصَلتُ إِلى نَفسٍ مُحَجَّبَةٍ |
* |
تَلقى النُفوسَ بِفَضلٍ غَيرِ مَحجوبِ |
42 |
في جِسمِ أَروَعَ صافي العَقلِ تُضحِكُهُ |
* |
خَلائِقُ الناسِ إِضحاكَ الأَعاجيبِ |
43 |
فَالحَمدُ قَبلُ لَهُ وَالحَمدُ بَعدُ لَها |
* |
وَلِلقَنا وَلِإِدلاجي وَتَؤويبي |
44 |
وَكَيفَ أَكفُرُ يا كافورُ نِعمَتَها |
* |
وَقَد بَلَغنَكَ بي يا كُلَّ مَطلوبي |
45 |
يا أَيُّها المَلِكُ الغاني بِتَسمِيَةٍ |
* |
في الشَرقِ وَالغَربِ عَن وَصفٍ وَتَلقيبِ |
46 |
أَنتَ الحَبيبُ وَلَكِنّي أَعوذُ بِهِ |
* |
مِن أَن أَكونَ مُحِبًّا غَيرَ مَحبوبِ |