الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ * وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
٢ أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى * بَغيضًا تُنائي أَو حَبيبًا تُقَرِّبُ
٣ وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَئِيَّةً * عَشِيَّةَ شَرقِيِّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
٤ عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ * وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
٥ وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ * تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
٦ وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري عليهِمُ * وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
٧ وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ * أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
٨ وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ * مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
٩ لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ * تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
١٠ شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ * فَيَطغى وَأُرخيهِ مِرارًا فَيَلعَبُ
١١ وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ * وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ
١٢ وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ * وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
١٣ إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها * وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
١٤ لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ * فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
١٥ أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً * فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
١٦ وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ * وَلَكِنَّ قَلبي يا ابنَةَ القَومِ قُلَّبُ
١٧ وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ * وَإِن لَم أَشَأ تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
١٨ إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلًا وَرائَهُ * وَيَمَّمَ كافورًا فَما يَتَغَرَّبُ
١٩ فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأيًا وَحِكمَةً * وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
٢٠ إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ * تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
٢١ تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً * وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ
٢٢ أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ * فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ
٢٣ وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا * وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
٢٤ إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً * فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ
٢٥ يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ * حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
٢٦ أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُمْ * وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
٢٧ فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ * فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ
٢٨ وَكُلُّ امرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ * وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
٢٩ يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللهُ دافِعٌ * وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ
٣٠ وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا * إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
٣١ إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا * وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
٣٢ وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها * وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
٣٣ وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِدًا * لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ
٣٤ وَأَنتَ الَّذي رَبَّيتَ ذا المُلكِ مُرضِعًا * وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أَبُ
٣٥ وَكُنتَ لَهُ لَيثَ العَرينِ لِشِبلِهِ * وَما لَكَ إِلّا الهِندُوانِيَّ مِخلَبُ
٣٦ لَقيتَ القَنا عَنهُ بِنَفسٍ كَريمَةٍ * إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ
٣٧ وَقَد يَترَكُ النَفسَ الَّتي لا تَهابُهُ * وَيَختَرِمُ النَفسَ الَّتي تَتَهَيَّبُ
٣٨ وَما عَدِمَ اللاقوكَ بَأسًا وَشِدَّةً * وَلَكِنَّ مَن لاقَوا أَشَدُّ وَأَنجَبُ
٣٩ ثَناهُمْ وَبَرقُ البيضِ في البيضِ صادِقٌ * عَلَيهِمْ وَبَرقُ البَيضِ في البيضِ خُلَّبُ
٤٠ سَلَلتَ سُيوفًا عَلَّمَت كُلَّ خاطِبٍ * عَلى كُلِّ عودٍ كَيفَ يَدعو وَيَخطُبُ
٤١ وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ الناسُ أَنَّهُ * إِلَيكَ تَناهى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
٤٢ وَأَيُّ قَبيلٍ يَستَحِقُّكَ قَدرُهُ * مَعَدُّ بنُ عَدنانٍ فِداكَ وَيَعرُبُ
٤٣ وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً * لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
٤٤ وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي * كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
٤٥ وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل * أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
٤٦ فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ * وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ
٤٧ إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ * جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح كافورا وقد حمل إليه ستمئة دينار

الصفحات

١ - البيت (١) في صفحة (١٧٦)،
٢ - البيتان (٢-٣) في صفحة (١٧٧)،
٣ - البيتان (٤-٥) في صفحة (١٧٨)،
٤ - الأبيات (٦-١٠) في صفحة (١٧٩)،
٥ - الأبيات (١١-١٤) في صفحة (١٨٠)،
٦ - الأبيات (١٥-١٨) في صفحة (١٨١)،
٧ - الأبيات (١٩-٢٤) في صفحة (١٨٢)،
٨ - الأبيات (٢٥-٢٨) في صفحة (١٨٣)،
٩ - الأبيات (٢٩-٣٢) في صفحة (١٨٤)،
١٠ - الأبيات (٢٣-٣٨) في صفحة (١٨٥)،
١١ - الأبيات (٣٩-٤٣) في صفحة (١٨٦)،
١٢ - الأبيات (٤٤-٤٧) في صفحة (١٨٧)،

الرابط المختصر