الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ * فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ
2 لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ * وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ
3 فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي * وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ
4 جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ * كَما انجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ
5 وَفي الجِسمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بِشَيبِهِ * وَلَو أَنَّ ما في الوَجهِ مِنهُ حِرابُ
6 لَها ظُفُرٌ إِنْ كَلَّ ظُفرٌ أُعِدُّهُ * وَنابٌ إِذا لَم يَبقَ في الفَمِ نابُ
7 يُغَيِّرُ مِنّي الدَهرُ ما شاءَ غَيرَها * وَأَبلُغُ أَقصى العُمرِ وَهِيَ كَعابُ
8 وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي * إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ
9 غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني * إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ
10 وَعَن ذَمَلانِ العيسِ إِنْ سامَحَتْ بِهِ * وَإِلّا فَفي أَكوارِهِنَّ عُقابُ
11 وَأَصدى فَلا أُبدي إِلى الماءِ حاجَةً * وَلِلشَمسِ فَوقَ اليَعمُلاتِ لُعابُ
12 وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ * نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ
13 وَلِلخَودِ مِنّي ساعَةٌ ثُمَّ بَينَنا * فَلاةٌ إِلى غَيرِ اللِقاءِ تُجابُ
14 وَما العِشقُ إِلّا غِرَّةٌ وَطَماعَةٌ * يُعَرِّضُ قَلبٌ نَفسَهُ فَيُصابُ
15 وَغَيرُ فُؤادي لِلغَواني رَمِيَّةٌ * وَغَيرُ بَناني لِلزُجاجِ رِكابُ
16 تَرَكنا لِأَطرافِ القَنا كُلَّ شَهوَةٍ * فَلَيسَ لَنا إِلّا بِهِنَّ لِعابُ
17 نُصَرِّفُهُ لِلطَعنِ فَوقَ حَواذرٍ * قَدِ انقَصَفَت فيهِنَّ مِنهُ كِعابُ
18 أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ * وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ
19 وَبَحرٌ أَبو المِسكِ الخِضَمُّ الَّذي لَهُ * عَلى كُلِّ بَحرٍ زَخرَةٌ وَعُبابُ
20 تَجاوَزَ قَدرَ المَدحِ حَتّى كَأَنَّهُ * بِأَحسَنِ ما يُثنى عَلَيهِ يُعابُ
21 وَغالَبَهُ الأَعداءُ ثُمَّ عَنَوا لَهُ * كَما غالَبَت بيضَ السُيوفِ رِقابُ
22 وَأَكثَرُ ما تَلقى أَبا المِسكِ بِذلَةً * إِذا لَم تَصُن إِلّا الحَديدَ ثِيابُ
23 وَأَوسَعُ ما تَلقاهُ صَدرًا وَخَلفَهُ * رِماءٌ وَطَعنٌ وَالأَمامَ ضِرابُ
24 وَأَنفَذُ ما تَلقاهُ حُكمًا إِذا قَضى * قَضاءً مُلوكُ الأَرضِ مِنهُ غِضابُ
25 يَقودُ إِلَيهِ طاعَةَ الناسِ فَضلُهُ * وَلَو لَم يَقُدها نائِلٌ وَعِقابُ
26 أَيا أَسَدًا في جِسمِهِ روحُ ضَيغَمٍ * وَكَم أُسُدٍ أَرواحُهُنَّ كِلابُ
27 وَيا آخِذًا مِن دَهرِهِ حَقَّ نَفسِهِ * وَمِثلُكَ يُعطى حَقَّهُ وَيُهابُ
28 لَنا عِندَ هَذا الدَهرِ حَقٌّ يَلُطُّهُ * وَقَد قَلَّ إِعتابٌ وَطالَ عِتابُ
29 وَقَد تُحدِثُ الأَيّامُ عِندَكَ شيمَةً * وَتَنعَمِرُ الأَوقاتُ وَهِيَ يَبابُ
30 وَلا مُلكَ إِلّا أَنتَ وَالمُلكُ فَضلَةٌ * كَأَنَّكَ نَصْلٌ فيهِ وَهُوَ قِرابُ
31 أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَينًا قَريرَةً * وَإِن كانَ قُربًا بِالبِعادِ يُشابُ
32 وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا * وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ
33 أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ * وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ
34 وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ * سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ
35 وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً * ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ
36 وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي * عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ
37 وَأُعلِمَ قَومًا خالَفوني فَشَرَّقوا * وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا
38 جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ * وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ
39 وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ * ذِئابًا وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ
40 وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ * وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ
41 إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ * وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ
42 وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِرًا * لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ
43 وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً * فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح كافورا ولم يلقه بعدها

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (188)،
2 - البيتان (2-3) في صفحة (189)،
3 - الأبيات (4-7) في صفحة (190)،
4 - الأبيات (8-11) في صفحة (191)،
5 - الأبيات (12-15) في صفحة (192)،
6 - الأبيات (16-18) في صفحة (193)،
7 - الأبيات (19-22) في صفحة (194)،
8 - الأبيات (23-25) في صفحة (195)،
9 - البيت (26) في صفحة (196)،
10 - الأبيات (27-30) في صفحة (197)،
11 - الأبيات (31-34) في صفحة (198)،
12 - الأبيات (35-39) في صفحة (199)،
13 - الأبيات (40-42) في صفحة (200)،
14 - البيت (43) في صفحة (201)،

الرابط المختصر