الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 آخِرُ ما المَلكُ مُعَزّى بِهِ * هَذا الَّذي أَثَّرَ في قَلبِهِ
2 لا جَزَعًا بَل أَنَفًا شابَهُ * أَن يَقدِرَ الدَهرُ عَلى غَصبِهِ
3 لَو دَرَتِ الدُنيا بِما عِندَهُ * لَاستَحيَتِ الأَيّامُ مِن عَتبِهِ
4 لَعَلَّها تَحسَبُ أَنَّ الَّذي * لَيسَ لَدَيهِ لَيسَ مِن حِزبِهِ
5 وَأَنَّ مَن بَغدادُ دارٌ لَهُ * لَيسَ مُقيمًا في ذَرى عَضبِهِ
6 وَأَنَّ جَدَّ المَرءِ أَوطانُهُ * مَن لَيسَ مِنها لَيسَ مِن صُلبِهِ
7 أَخافُ أَن تَفطُنَ أَعداؤُهُ * فَيُجفِلوا خَوفًا إِلى قُربِهِ
8 لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن ضَجعَةٍ * لا تَقلِبُ المُضجَعَ عَن جَنبِهِ
9 يَنسى بِها ما كانَ مِن عُجبِهِ * وَما أَذاقَ المَوتُ مِن كَربِهِ
10 نَحنُ بَنو المَوتى فَما بالُنا * نَعافُ ما لا بُدَّ مِن شُربِهِ
11 تَبخَلُ أَيدينا بِأَرواحِنا * عَلى زَمانٍ هِيَ مِن كَسبِهِ
12 فَهَذِهِ الأَرواحُ مِن جَوِّهِ * وَهَذِهِ الأَجسامُ مِن تُربِهِ
13 لَو فَكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى * حُسنِ الَّذي يَسبيهِ لَم يَسبِهِ
14 لَم يُرَ قَرنُ الشَمسِ في شَرقِهِ * فَشَكَّتِ الأَنفُسُ في غَربِهِ
15 يَموتُ راعي الضَأنِ في جَهلِهِ * مَوتَةَ جالينوسَ في طِبِّهِ
16 وَرُبَّما زادَ عَلى عُمرِهِ * وَزادَ في الأَمنِ عَلى سِربِهِ
17 وَغايَةُ المُفرِطِ في سِلمِهِ * كَغايَةِ المُفرِطِ في حَربِهِ
18 فَلا قَضى حاجَتَهُ طالِبٌ * فُؤادُهُ يَخفِقُ مِن رُعبِهِ
19 أَستَغفِرُ اللهَ لِشَخصٍ مَضى * كانَ نَداهُ مُنتَهى ذَنبِهِ
20 وَكانَ مَن عَدَّدَ إِحسانَهُ * كَأَنَّهُ أَفرَطَ في سَبِّهِ
21 يُريدُ مِن حُبِّ العُلا عَيشَهُ * وَلا يُريدُ العَيشَ مِن حُبِّهِ
22 يَحسَبُهُ دافِنُهُ وَحدَهُ * وَمَجدُهُ في القَبرِ مِن صَحبِهِ
23 وَيُظهَرُ التَذكيرُ في ذِكرِهِ * وَيُستَرُ التَأنيثُ في حُجبِهِ
24 أُختُ أَبي خَيرٍ أَميرٍ دَعا * فَقالَ جَيشٌ لِلقَنا لَبِّهِ
25 يا عَضُدَ الدَولَةِ مَن رُكنُها * أَبوهُ وَالقَلبُ أَبو لُبِّهِ
26 وَمَن بَنوهُ زَينُ آبائِهِ * كَأَنَّها النورُ عَلى قُضبِهِ
27 فَخرًا لِدَهرٍ أَنتَ مِن أَهلِهِ * وَمُنجِبٍ أَصبَحتَ مِن عَقبِهِ
28 إِنَّ الأَسى القِرنُ فَلا تُحيِهِ * وَسَيفُكَ الصَبرُ فَلا تُنبِهِ
29 ما كانَ عِندي أَنَّ بَدرَ الدُجى * يوحِشُهُ المَفقودُ مِن شُهبِهِ
30 حاشاكَ أَن تَضعُفَ عَن حَملِ ما * تَحَمَّلَ السائِرُ في كُتبِهِ
31 وَقَد حَمَلتَ الثِقلَ مِن قَبلِهِ * فَأَغنَتِ الشِدَّةُ عَن سَحبِهِ
32 يَدخُلُ صَبرُ المَرءِ في مَدحِهِ * وَيَدخُلُ الإِشفاقُ في ثَلبِهِ
33 مِثلُكَ يَثني الحُزنَ عَن صَوبِهِ * وَيَستَرِدُّ الدَمعَ عَن غَربِهِ
34 إيما لِإِبقاءٍ عَلى فَضلِهِ * إيما لِتَسليمٍ إِلى رَبِّهِ
35 وَلَم أَقُل مِثلُكَ أَعني بِهِ * سِواكَ يا فَردًا بِلا مُشبِهِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يعزي أبا شجاع عضد الدولة (وقد ماتت عمته)

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (210)،
2 - الأبيات (7-10) في صفحة (211)،
3 - البيات (11-14) في صفحة (212)،
4 - الأبيات (15-19) في صفحة (213)،
5 - الأبيات (20-25) في صفحة (214)،
6 -الأبيات (26-29) في صفحة (215)،
7 - الأبيات (30-33) في صفحة (216)،
8 - البيتان (34-35) في صفحة (217)،

الرابط المختصر