الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ * وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
2 الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ * لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
3 وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي * وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
4 وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا * بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
5 وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ * وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
6 نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ * في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
7 اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ * أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
8 يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً * مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
9 بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي * إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
10 خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ * دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
11 هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت * فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
12 خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها * إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
13 بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت * وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ
14 وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ * حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ
15 وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ * وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
16 أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ * وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
17 يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ * وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
18 الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ * في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
19 ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت * وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ
20 وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ * خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ
21 وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ * جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ
22 نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ * وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ
23 في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ * وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ
24 بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم * يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
25 يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا * مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
26 لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها * دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ
27 زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ * يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ
28 أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ * وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ
29 وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ * ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ
30 فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى * وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ
31 وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا * لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
32 وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ * هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ
33 وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ * في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
34 وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ * وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
35 وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ * تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ
36 وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما * جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
37 وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو * أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
38 وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم * يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
39 وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها * وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ
40 وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً * وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ
41 وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا * في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ
42 وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ * فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
43 وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ * وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ
44 وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا * حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
45 في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ * وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ
46 وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ * كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ
47 يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً * في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ
48 الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي * فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
49 صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى * وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ
50 نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ * وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ
51 لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ * فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ
52 أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ * وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
53 حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ * وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ
54 قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى * ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ
55 أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ * وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ
56 يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ * مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ
57 دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ * لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ
58 الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا * وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ
59 أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ * وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ
60 هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ * وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ
61 جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى * مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ
62 في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى * أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ
63 أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم * تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ
64 بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ * بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ
65 بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ * نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ
66 وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها * كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ
67 وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها * كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ
68 إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت * أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ
69 لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ * وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ
70 أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ * وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ
71 وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ * وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ
72 داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم * يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ
73 فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً * لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ
74 اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ * وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ
75 وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ * وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ
76 الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ * لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ
77 داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً * وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ
78 الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ * وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ
79 وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ * لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ
80 جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ * حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ
81 أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى * فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ
82 فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً * ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ
83 يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى * ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ
84 يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ * بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ
85 بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما * نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ
86 فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ * وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ
87 تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما * طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ
88 في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها * نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ
89 أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى * وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ
90 اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ * نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ
91 العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا * وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ
92 وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ * حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ
93 الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا * وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ
94 شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ * إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ
95 وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ * أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ
96 وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ * قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ
97 مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ * فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ
98 ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن * أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ
99 إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ * ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ
100 وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا * فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ
101 وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا * وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ
102 كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ * فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ
103 كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ * في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ
104 ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها * فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ
105 دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما * حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ
106 الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ * بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ
107 هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ * إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ
108 فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ * مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ
109 رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى * ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ
110 وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى * بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ
111 نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ * وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ
112 يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً * وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ
113 حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها * لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ
114 يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ * وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ
115 عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ * وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ
116 تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ * وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ
117 أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى * وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ
118 لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ * تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ
119 هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا * فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ
120 أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ * ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ
121 المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا * هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ
122 ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا * وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ
123 أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ * في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ
124 أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ * رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ
125 مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ * ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ
126 رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ * وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ
127 ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها * ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ
128 مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى * في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ
129 صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى * حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ
130 وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ * بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ
131 خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى * سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-11) في صفحة (32)،
2 - الأبيات (12-32) في صفحة (33)،
3 - الأبيات (33-49) في صفحة (34)،
4 - الأبيات (50-66) في صفحة (35)،
5 - الأبيات (67-84) في صفحة (36)،
6 - الأبيات (85-105) في صفحة (37)،
7 - الأبيات (106-126) في صفحة (38)،
8 - الأبيات (127-131) في صفحة (39)،

الرابط المختصر