1 |
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ |
* |
فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدُّ مَغلوبِ |
2 |
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى |
* |
وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ |
3 |
تَذَكَّرتُهُمْ ما إِنْ تَجِفُّ مَدامِعي |
* |
كَأَنْ جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ |
4 |
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ |
* |
تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ |
5 |
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها |
* |
تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ |
6 |
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ |
* |
حِباءٌ لِمَن يَنتابُهُمْ غَيرُ مَحجوبِ |
7 |
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقًا |
* |
مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ |
8 |
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى |
* |
فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ |
9 |
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ |
* |
بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ |
10 |
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ |
* |
مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ |
11 |
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها |
* |
بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ |
12 |
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى |
* |
مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ |
13 |
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ |
* |
تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ |
14 |
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ |
* |
إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ |
15 |
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ |
* |
وَإِن زُجِرَت يَومًا فَلَيسَت بِرُعبوبِ |
16 |
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها |
* |
وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ |