الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ * تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ
2 لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها * وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ
3 وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ * كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ
4 تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى * وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ
5 وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها * وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ
6 فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقمًا يَعودُهُ * عِيادًا كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ
7 غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما * تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ
8 وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ * أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِي
9 فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها * إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي
10 إِذا كُنتَ لَم تَعبأ بِرَأيٍ وَلَم تُطِع * لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ
11 فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها * وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ
12 وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها * وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ
13 وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ * يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ
14 فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى * بِذي سؤدَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ
15 لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي * عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ
16 وَلا أَبتَغي وُدَّ امرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ * وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ
17 وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها * وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ
18 فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها * إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ
19 وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني * فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي
20 وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما * تَوَقَّصَ حينًا مِن شَواهِقِ صِندِدِ
21 وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ * وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي
22 إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً * فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ
23 وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى * وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي
24 وَلا تُظهِرَن حُبَّ امرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ * وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاذمُم أَوِ احمَدِ
25 وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ * وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاقتَدِ
26 وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ * لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَازهَدِ
27 وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً * فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَازدَدِ
28 تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعًا فَإِنَّهُ * عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ
29 تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت * فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
30 لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي * سَفاهًا وَجُبنًا أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
31 فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري * وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي
32 وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت * حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ
33 مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ * مُلاقاتُها يَومًا عَلى غَيرِ مَوعِدِ
34 فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ * سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ
35 فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى * تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ
36 فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي * يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (52)،
2 - الأبايت (3-9) في صفحة (53)،
3 - الأبيات (10-15) في صفحة (54)،
4 - الأبيات (16-23) في صفحة (55)،
5 - الأبيات (24-31) في صفحة (56)،
6 - الأبيات (32-36) في صفحة (57)،

الرابط المختصر