الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِكُلِّ امرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا * وَعادَاتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
2 وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ * وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
3 وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ * وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى
4 وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللهَ ساعَةً * رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
5 هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ راكدًا * عَلى الدُرِّ وَاحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
6 فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى * وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
7 تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ * تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
8 وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا * وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
9 ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ * يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا
10 وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ * فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
11 لِذَلِكَ سَمّى ابنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ * مَماتًا وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
12 سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ * ثَلاثًا لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
13 فَوَلّى وَأَعطاكَ ابنَهُ وَجُيوشَهُ * جَميعًا وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
14 عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ * وَأَبصَرَ سَيفَ اللهِ مِنكَ مُجَرَّدا
15 وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ * وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
16 فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً * وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
17 وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِبًا * وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
18 وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ * جَريحًا وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
19 فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ * تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
20 وَكُلُّ امرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها * يُعِدُّ لَهُ ثَوبًا مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
21 هَنيئًا لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ * وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
22 وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ * تُسَلِّمُ مَخروقًا وَتُعطي مُجَدَّدا
23 فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى * كَما كُنتَ فيهِم أَوحَدًا كانَ أَوحَدَ
24 هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها * وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا
25 فَيا عَجَبًا مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ * أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا
26 وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازًا لِصَيدِهِ * يُصَيِّرُهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
27 رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ * وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
28 وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ * وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
29 إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ * وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
30 وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا * مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
31 وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأيًا وَحِكمَةً * كَما فُقتَهُم حالًا وَنَفسًا وَمَحتِدا
32 يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ * فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا
33 أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِمْ * فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُمْ لِيَ حُسَّدا
34 إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ * ضَرَبتُ بِنَصْلٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا
35 وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ * فَزَيَّنَ مَعروضًا وَراعَ مُسَدَّدا
36 وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي * إِذا قُلتُ شِعرًا أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدًا
37 فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا * وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
38 أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعرًا فَإِنَّما * بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
39 وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني * أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
40 تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ * وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
41 وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً * وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيدًا تَقَيَّدا
42 إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى * وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة ويهنئه بعيد الأضحى

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (281)،
2 - الأبيات (5-9) في صفحة (282)،
3 - الأبيات (10-13) في صفحة (283)،
4 - الأبيات (14-18) في صفحة (284)،
5 - الأبيات (19-22) في صفحة (285)،
6 - البيتان (23-24) في صفحة (286)،
7 - البيتان (25-26) في صفحة (287)،
8 - الأبيات (27-30) في صفحة (288)،
9 - الأبيات (31-33) في صفحة (289)،
10 - الأبيات (34-36) في صفحة (290)،
11 - الأبيات (37-40) في صفحة (291)،
12 - البيتان (41-42) في صفحة (292)،

الرابط المختصر