1 |
اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ |
* |
هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ |
2 |
المَوتُ أَقرَبُ مِخلَبًا مِن بَينِكُمْ |
* |
وَالعَيشُ أَبعَدُ مِنكُمُ لا تَبعُدوا |
3 |
إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها |
* |
لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ |
4 |
قالَت وَقَد رَأَتِ اصفِرارِيَ مَن بِهِ |
* |
وَتَنَهَّدَتْ فَأَجَيتُها المُتَنَهِّدُ |
5 |
فَمَضَتْ وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها |
* |
لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ |
6 |
فَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في قَمَرِ الدُجى |
* |
مُتَأَوِّدًا غُصنٌ بِهِ يَتَأَوَّدُ |
7 |
عَدَوِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ مِن دونِها |
* |
سَلْبُ النُفوسِ وَنارُ حَربٍ توقَدُ |
8 |
وَهَواجِلٌ وَصَواهِلٌ وَمَناصِلٌ |
* |
وَذَوابِلٌ وَتَوَعُّدٌ وَتَهَدُّدُ |
9 |
أَبلَتْ مَوَدَّتَها اللَيالي بَعدَنا |
* |
وَمَشى عَلَيها الدَهرُ وَهوَ مُقَيَّدُ |
10 |
أبرَحتَ يا مَرَضَ الجُفونِ بِمُمرَضٍ |
* |
مَرِضَ الطَبيبُ لَهُ وَعيدَ العُوَّدُ |
11 |
فَلَهُ بَنو عَبدِ العَزيزِ بنِ الرِضا |
* |
وَلِكُلِّ رَكبٍ عيسُهُمْ وَالفَدفَدُ |
12 |
مَن في الأَنامِ مِنَ الكِرامِ وَلا تَقُل |
* |
مَن فيكِ شَأمُ سِوى شُجاعٍ يُقصَدُ |
13 |
أَعطى فَقُلتُ لِجودِهِ ما يُقتَنى |
* |
وَسَطا فَقُلتُ لِسَيفِهِ ما يولَدُ |
14 |
وَتَحَيَّرَت فيهِ الصِفاتُ لِأَنَّها |
* |
أَلفَت طَرائِقَهُ عَلَيها تَبعُدُ |
15 |
في كُلِّ مُعتَرَكٍ كُلًى مَفرِيَّةٌ |
* |
يَذمُمنَ مِنهُ ما الأَسِنَّةُ تَحمَدُ |
16 |
نِقَمٌ عَلى نِقَمِ الزَمانِ يَصُبُّها |
* |
نِعَمٌ عَلى النِعَمِ الَّتي لا تُجحَدُ |
17 |
في شأنِهِ وَلِسانِهِ وَبَنانِهِ |
* |
وَجَنانِهِ عَجَبٌ لِمَن يَتَفَقَّدُ |
18 |
أَسَدٌ دَمُ الأَسَدِ الهِزَبرِ خِضابُهُ |
* |
مَوتٌ فَريصُ المَوتِ مِنهُ تُرعَدُ |
19 |
ما مَنبِجٌ مُذ غِبتَ إِلّا مُقلَةٌ |
* |
سَهِدَت وَوَجهُكَ نَومُها وَالإِثمِدُ |
20 |
فَاللَيلُ حينَ قَدِمتَ فيها أَبيَضٌ |
* |
وَالصُبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنها أَسوَدُ |
21 |
ما زِلتَ تَدنو وَهيَ تَعلو عِزَّةً |
* |
حَتّى تَوارى في ثَراها الفَرقَدُ |
22 |
أَرضٌ لَها شَرَفٌ سِواها مِثلُها |
* |
لَو كانَ مِثلُكَ في سِواها يُوجَدُ |
23 |
أَبدى العُداةُ بِكَ السُرورَ كَأَنَّهُمْ |
* |
فَرِحوا وَعِندَهُمُ المُقيمُ المُقعِدُ |
24 |
قَطَّعتَهُمْ حَسَدًا أَراهُمْ ما بِهِمْ |
* |
فَتَقَطَّعوا حَسَدًا لِمَن لا يَحسُدُ |
25 |
حَتّى انثَنوا وَلَوَ انَّ حَرَّ قُلوبِهِمْ |
* |
في قَلبِ هاجِرَةٍ لَذابَ الجَلمَدُ |
26 |
نَظَرَ العُلوجُ فَلَمْ يَرَوا مَن حَولَهُمْ |
* |
لَمّا رَأَوكَ وَقيلَ هَذا السَيِّدُ |
27 |
بَقِيَت جُموعُهُمُ كَأَنَّكَ كُلُّها |
* |
وَبَقيتَ بَينَهُمُ كَأَنَّكَ مُفرَدُ |
28 |
لَهْفانَ يَستَوبي بِكَ الغَضَبَ الوَرى |
* |
لَو لَم يُنَهنِهكَ الحِجى وَالسُؤدُدُ |
29 |
كُن حَيثُ شِئتَ تَسِر إِلَيكَ رِكابُنا |
* |
فَالأَرضُ واحِدَةٌ وَأَنتَ الأَوحَدُ |
30 |
وَصُنِ الحُسامَ وَلا تُذِلهُ فَإِنَّهُ |
* |
يَشكو يَمينَكَ وَالجَماجِمُ تَشهَدُ |
31 |
يَبِسَ النَجيعُ عَلَيهِ وَهوَ مُجَرَّدٌ |
* |
مِن غِمدِهِ وَكَأَنَّما هُوَ مُغمَدُ |
32 |
رَيّانَ لَو قَذَفَ الَّذي أَسقَيتَهُ |
* |
لَجَرى مِنَ المُهَجاتِ بَحرٌ مُزبِدُ |
33 |
ما شارَكَتهُ مَنِيَّةٌ في مُهجَةٍ |
* |
إِلّا وَشَفرَتُهُ عَلى يَدِها يَدُ |
34 |
إِنَّ الرَزايا وَالعَطايا وَالقَنا |
* |
حُلَفاءُ طَيٍّ غَوَّروا أَو أَنجَدوا |
35 |
صِح يا لَجُلهُمَةٍ تُجِبكَ وَإِنَّما |
* |
أَشفارُ عَينِكَ ذابِلٌ وَمُهَنَّدُ |
36 |
مِن كُلِّ أَكبَرَ مِن جِبالِ تِهامَةٍ |
* |
قَلبًا وَمِن جَودِ الغَوادي أَجوَدُ |
37 |
يَلقاكَ مُرتَدِيًا بِأَحمَرَ مِن دَمٍ |
* |
ذَهَبَت بِخُضرَتِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ |
38 |
حَتّى يُشارَ إِلَيكَ ذا مَولاهُمُ |
* |
وَهُمُ المَوالي وَالخَليقَةُ أَعبُدُ |
39 |
أَنّى يَكونُ أَبا البَرِيَّةِ آدَمٌ |
* |
وَأَبوكَ وَالثَقلانِ أَنتَ مُحَمَّدُ |
40 |
يَفنى الكَلامُ وَلا يُحيطُ بِوَصفِكُم |
* |
أَيُحيطُ ما يَفنى بِما لا يَنفَدُ |