الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ * لُيَيلَتُنا المَنوطَةُ بِالتَنادِ
2 كَأَنَّ بَناتِ نَعشٍ في دُجاها * خَرائِدُ سافِراتٌ في حِدادِ
3 أُفَكِّرُ في مُعاقَرَةِ المَنايا * وَقوْدِ الخَيلِ مُشرِفَةَ الهَوادي
4 زَعيمٌ لِلقَنا الخَطِّيِّ عَزمي * بِسَفكِ دَمِ الحَواضِرِ وَالبَوادي
5 إِلى كَمْ ذا التَخَلُّفُ وَالتَواني * وَكَمْ هَذا التَمادي في التَمادي
6 وَشُغلُ النَفسِ عَن طَلَبِ المَعالي * بِبَيعِ الشِعرِ في سوقِ الكَسادِ
7 وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ * وَلا يَومٌ يَمُرُّ بِمُستَعادِ
8 مَتى لَحَظَتْ بَياضَ الشَيبِ عَيني * فَقَد وَجَدَتهُ مِنها في السَوادِ
9 مَتى ما ازدَدتُ مِن بَعدِ التَناهي * فَقَد وَقَعَ انتِقاصي في ازدِيادي
10 أَأَرضى أَن أَعيشَ وَلا أُكافي * عَلى ما لِلأَميرِ مِنَ الأَيادي
11 جَزى اللهُ المَسيرَ إِلَيهِ خَيرًا * وَإِنْ تَرَكَ المَطايا كَالمَزادِ
12 فَلَم تَلقَ ابنَ إِبراهيمَ عَنسي * وَفيها قُوتُ يَومٍ لِلقُرادِ
13 أَلَم يَكُ بَينَنا بَلَدٌ بَعيدٌ * فَصَيَّرَ طولَهُ عَرضَ النِجادِ
14 وَأَبعَدَ بُعدَنا بُعدَ التَداني * وَقَرَّبَ قُربَنا قُربَ البِعادِ
15 فَلَمّا جِئتُهُ أَعلى مَحَلّي * وَأَجلَسَني عَلى السَبعِ الشِدادِ
16 تَهَلَّلَ قَبلَ تَسليمي عَلَيهِ * وَأَلقى مالَهُ قَبلَ الوِسادِ
17 نَلومُكَ يا عَلِيُّ لِغَيرِ ذَنبٍ * لِأَنَّكَ قَد زَرَيتَ عَلى العِبادِ
18 وَأَنَّكَ لا تَجودُ عَلى جَوادٍ * هِباتُكَ أَن يُلَقَّبَ بِالجَوادِ
19 كَأَنَّ سَخاءَكَ الإِسلامُ تَخشى * إِذا ما حُلتَ عاقِبَةَ ارتِدادِ
20 كَأَنَّ الهامَ في الهَيجا عُيونٌ * وَقَد طُبِعَت سُيوفُكَ مِن رُقادِ
21 وَقَد صُغتَ الأَسِنَّةَ مِن هُمومٍ * فَما يَخطُرنَ إِلّا في فُؤادِ
22 وَيَومَ جَلَبتَها شُعثَ النَواصي * مُعَقَّدَةَ السَبائِبِ لِلطِرادِ
23 وَحامَ بِها الهَلاكُ عَلى أُناسِ * لَهُمْ بِاللاذِقِيَّةِ بَغيُ عادِ
24 فَكانَ الغَربُ بَحرًا مِن مِياهٍ * وَكانَ الشَرقُ بَحرًا مِن جِيادِ
25 وَقَد خَفَقَت لَكَ الراياتُ فيهِ * فَظَلَّ يَموجُ بِالبيضِ الحِدادِ
26 لَقوكَ بِأَكبُدِ الإِبلِ الأَبايا * فَسُقتَهُمُ وَحَدُّ السَيفِ حادِ
27 وَقَد مَزَّقتَ ثَوبَ الغَيِّ عَنهُمْ * وَقَد أَلبَستُهُمْ ثَوبَ الرَشادِ
28 فَما تَرَكوا الإِمارَةَ لِاختِيارٍ * وَلا انتَحَلوا وِدادَكَ مِن وِدادِ
29 وَلا استَفَلوا لِزُهدٍ في التَعالي * وَلا انقادوا سُرورًا بِانقِيادِ
30 وَلَكِن هَبَّ خَوفُكَ في حَشاهُمْ * هُبوبَ الريحِ في رِجلِ الجَرادِ
31 وَماتوا قَبلَ مَوتِهِمُ فَلَمّا * مَنَنتَ أَعَدتَهُمْ قَبلَ المَعادِ
32 غَمَدتَ صَوارِمًا لَو لَم يَتوبوا * مَحَوتَهُمُ بِها مَحوَ المِدادِ
33 وَما الغَضَبُ الطَريفُ وَإِن تَقَوّى * بِمُنتَصِفٍ مِنَ الكَرَمِ التِلادِ
34 فَلا تَغرُركَ أَلسِنَةٌ مَوالٍ * تُقَلِّبُهُنَّ أَفئدَةٌ أَعادي
35 وَكُن كَالمَوتِ لا يَرثي لِباكٍ * بَكى مِنهُ لَيَرْوَى وَهوَ صادِ
36 فَإِنَّ الجُرحَ يَنفِرُ بَعدَ حينٍ * إِذا كانَ البِناءُ عَلى فَسادِ
37 وَإِنَّ الماءَ يَجري مِن جَمادٍ * وَإِنَّ النارَ تَخرُجُ مِن زِنادِ
38 وَكَيفَ يَبيتُ مُضطَجِعًا جَبانٌ * فَرَشتَ لِجِنبِهِ شَوكَ القَتادِ
39 يَرى في النَومِ رُمحَكَ في كُلاهُ * وَيَخشى أَن يَراهُ في السُهادِ
40 أَشَرتَ أَبا الحُسَينِ بِمَدحِ قَومٍ * نَزَلتُ بِهِمْ فَسِرتُ بِغَيرِ زادِ
41 وَظَنّوني مَدَحتُهُم قَديمًا * وَأَنتَ بِما مَدَحتُهُمُ مُرادي
42 وَإِنّي عَنكَ بَعدَ غَدٍ لَغادِ * وَقَلبي عَن فِنائِكَ غَيرُ غادِ
43 مُحِبُّكَ حَيثُما اتَّجَهَت رِكابي * وَضَيفُكَ حَيثُ كُنتُ مِنَ البِلادِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عليّ بن إبراهيم التنوخي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (353)،
2 - البيت (2) في صفحة (354)،
3 - الأبيات (3-6) في صفحة (355)،
4 - الأبيات (7-9) في صفحة (356)،
5 - الأبيات (10-12) في صفحة (357)،
6 - الأبيات (13-16) في صفحة (358)،
7 - الأبيات (17-19) في صفحة (359)،
8 - البيتان (20-21) في صفحة (360)،
9 - الأبيات (22-25) في صفحة (361)،
10 - الأبيات (26-30) في صفحة (362)،
11 - الأبيات (31-36) في صفحة (363)،
12 - الأبيات (37-40) في صفحة (364)،
13 - الأبيات (41-43) في صفحة (365)،

الرابط المختصر