1 |
يا دارَ هِندٍ عَفاها كُلُّ هَطّالِ |
* |
بِالجَوِّ مِثلَ سَحيقِ اليُمنَةِ البالي |
2 |
جَرَت عَلَيها رِياحُ الصَيفِ فَاطَّرَقتْ |
* |
وَالريحُ فيها تُعَفّيها بِأَذيالِ |
3 |
حَبَستُ فيها صِحابي كَي أُسائِلَها |
* |
وَالدَمعُ قَد بَلَّ مِنّي جَيبَ سِربالي |
4 |
شَوقًا إِلى الحَيِّ أَيّامَ الجَميعُ بِها |
* |
وَكَيفَ يَطرَبُ أَو يَشتاقُ أَمثالي |
5 |
وَقَد عَلا لِمَّتي شَيبٌ فَوَدَّعَني |
* |
مِنها الغَواني وَداعَ الصارِمِ القالي |
6 |
وَقَد أُسَلّي هُمومي حينَ تَحضُرُني |
* |
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِملالِ |
7 |
زَيّافَةٍ بِقُتودِ الرَحلِ ناجِيَةٍ |
* |
تَفري الهَجيرَ بِتَبغيلٍ وَإِرقالِ |
8 |
مَقذوفَةٍ بِلَكيكِ اللَحمِ عَن عُرُضٍ |
* |
كَمُفرَدٍ وَحَدٍ بِالجَوِّ ذَيّالِ |
9 |
هَذا وَرُبَّتَ حَربٍ قَد سَمَوتُ لَها |
* |
حَتّى شَبَبتُ لَها نارًا بِإِشعالِ |
10 |
تَحتي مُضَبَّرَةٌ جَرداءُ عِجلِزَةٌ |
* |
كَالسَهمِ أَرسَلَهُ مِن كَفِّهِ الغالي |
11 |
وَكَبشِ مَلمومَةٍ بادٍ نَواجِذُهُ |
* |
شَهباءَ ذاتِ سَرابيلٍ وَأَبطالِ |
12 |
أَوجَرتُ جُفرَتَهُ خُرصًا فَمالَ بِهِ |
* |
كَما انثَنى مُخضَدٌ مِن ناعِمِ الضالِ |
13 |
وَلَهوَةٍ كَرُضابِ المِسكِ طالَ بِها |
* |
في دَنِّها كَرُّ حَولٍ بَعدَ أَحوالِ |
14 |
باكَرتُها قَبلَ ما بَدا الصَباحُ لَنا |
* |
في بَيتِ مُنهَمِرِ الكَفَّينِ مِفضالِ |
15 |
وَعَبلَةٍ كَمَهاةِ الجَوِّ ناعِمَةٍ |
* |
كَأَنَّ ريقَتَها شيبَت بِسَلسالِ |
16 |
قَد بِتُّ أُلعِبُها وَهنًا وَتُلعِبُني |
* |
ثُمَّ انصَرَفتُ وَهِي مِنّي عَلى بالِ |
17 |
بانَ الشَبابُ فَآلى لا يُلِمُّ بِنا |
* |
وَاحتَلَّ بي مِن مُلِمِّ الشَيبِ مِحلالِ |
18 |
وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن أرسى بساحَتِهُ |
* |
للهِ دَرُّ سَوادِ اللِّمَّةِ الخالي |