الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ ما لا تَوَدُّهُ * وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
2 يُباعِدنَ حِبًّا يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ * فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
3 أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيبًا تُديمُهُ * فَما طَلَبي مِنها حَبيبًا تَرُدُّهُ
4 وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّرًا * تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
5 رَعى اللهُ عيسًا فارَقَتنا وَفَوقَها * مَهًا كُلُّها يُولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ
6 بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ * وَقَد رَحَلوا جِيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ
7 إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ * تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ
8 وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها * وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ
9 وَأَتعَبُ خَلقِ اللهِ مَن زادَ هَمُّهُ * وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
10 فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ * فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ
11 وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ * إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ
12 فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ * وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
13 وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ * وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
14 وَلَكِنَّ قَلبًا بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ * مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ
15 يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفًا تَرُبُّهُ * فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعًا تَهُدُّهُ
16 يُكَلِّفُني التَهجيرَ في كُلِّ مَهمَهٍ * عَليقي مَراعيهِ وَزادِيَ رُبدُهُ
17 وَأَمضى سِلاحٍ قَلَّدَ المَرءُ نَفسَهُ * رَجاءُ أَبي المِسكِ الكَريمِ وَقَصدُهُ
18 هُما ناصِرا مَن خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ * وَأُسرَةُ مَن لَم يُكثِرِ النَسلَ جَدُّهُ
19 أَنا اليَومَ مِن غِلمانِهِ في عَشيرَةٍ * لَنا والِدٌ مِنهُ يُفَدّيهِ وُلدُهُ
20 فَمِن مالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفسُهُ * وَمِن مالِهِ دَرُّ الصَغيرِ وَمَهدُهُ
21 نَجُرُّ القَنا الخَطِيَّ حَولَ قِبابِهِ * وَتَردي بِنا قُبُّ الرِباطِ وَجُردُهُ
22 وَنَمتَحِنُ النُشّابَ في كُلِّ وابِلٍ * دَوِيُّ القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ رَعدُهُ
23 فَإِلّا تَكُن مِصرُ الشَرى أَو عَرينُهُ * فَإِنَّ الَّذي فيها مِنَ الناسِ أُسدُهُ
24 سَبائِكُ كافورٍ وَعِقيانُهُ الَّذي * بِصُمِّ القَنا لا بِالأَصابِعِ نَقدُهُ
25 بَلاها حَوالَيهِ العَدُوُّ وَغَيرُهُ * وَجَرَّبَها هَزلُ الطِرادِ وَجِدُّهُ
26 أَبو المِسكِ لا يَفنى بِذَنبِكَ عَفوُهُ * وَلَكِنَّهُ يَفنى بِعُذرِكَ حِقدُهُ
27 فَيا أَيُّها المَنصورُ بِالجَدِّ سَعيُهُ * وَيا أَيُّها المَنصورُ بِالسَعيِ جَدُّهُ
28 تَوَلّى الصِبا عَنّي فَأَخلَفتُ طيبَهُ * وَما ضَرَّني لَمّا رَأَيتُكَ فَقدُهُ
29 لَقَد شَبَّ في هَذا الزَمانِ كُهولُهُ * لَدَيكَ وَشابَت عِندَ غَيرِكَ مُردُهُ
30 أَلا لَيتَ يَومَ السَيرِ يُخبِرُ حَرُّهُ * فَتَسأَلَهُ وَاللَيلَ يُخبِرُ بَردُهُ
31 وَلَيتَكَ تَرعاني وَحَيرانُ مُعرِضٌ * فَتَعلَمَ أَنّي مِن حُسامِكَ حَدُّهُ
32 وَأَنّي إِذا باشَرتُ أَمرًا أُريدُهُ * تَدانَت أَقاصيهِ وَهانَ أَشَدُّهُ
33 وَما زالَ أَهلُ الدَهرِ يَشتَبِهونَ لي * إِلَيكَ فَلَمّا لُحتَ لي لاحَ فَردُهُ
34 يُقالُ إِذا أَبصَرتُ جَيشًا وَرَبُّهُ * أَمامَكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجَيشِ عَبدُهُ
35 وَأَلقى الفَمَ الضَحّاكَ أَعلَمُ أَنَّهُ * قَريبٌ بِذي الكَفِّ المُفَدّاةِ عَهدُهُ
36 فَزارَكَ مِنّي مَن إِلَيكَ اشتِياقُهُ * وَفي الناسِ إِلّا فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ
37 يُخَلِّفُ مَن لَم يَأتِ دارَكَ غايَةً * وَيَأتي فَيَدري أَنَّ ذَلِكَ جُهدُهُ
38 فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنكَ فَرُبَّما * شَرِبتُ بِماءٍ يَعجِزُ الطَيرَ وِردُهُ
39 وَوَعدُكَ فِعلٌ قَبلَ وَعدٍ لِأَنَّهُ * نَظيرُ فَعالِ الصادِقِ القَولِ وَعدُهُ
40 فَكُن في اصطِناعي مُحسِنًا كَمُجَرِّبٍ * يَبِن لَكَ تَقريبُ الجَوادِ وَشَدُّهُ
41 إِذا كُنتَ في شَكٍّ مِنَ السَيفِ فَابلُهُ * فَإِمّا تُنَفّيهِ وَإِمّا تُعِدُّهُ
42 وَما الصارِمُ الهِندِيُّ إِلّا كَغَيرِهِ * إِذا لَم يُفارِقهُ النِجادُ وَغِمدُهُ
43 وَإِنَّكَ لَلمَشكورُ في كُلِّ حالَةٍ * وَلَو لَم يَكُن إِلّا البَشاشَةَ رِفدُهُ
44 فَكُلُّ نَوالٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ * فَلَحظَةُ طَرفٍ مِنكَ عِندِيَ نِدُّهُ
45 وَإِنّي لَفي بَحرٍ مِنَ الخَيرِ أَصلُهُ * عَطاياكَ أَرجو مَدَّها وَهيَ مَدُّهُ
46 وَما رَغبَتي في عَسجَدٍ أَستَفيدُهُ * وَلَكِنَّها في مَفخَرٍ أَستَجِدُّهُ
47 يَجودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ * وَيَحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحَمدَ حَمدُهُ
48 فَإِنَّكَ ما مَرَّ النُحوسُ بِكَوكَبٍ * وَقابَلتَهُ إِلّا وَوَجهُكَ سَعدُهُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح كافورا سنة ست وأربعين وثلاثمئة

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (19)،
2 - الأبيات (5-7) في صفحة (20)،
3 - البيت (8) في صفحة (21)،
4 - الأبيات (9-11) في صفحة (22)،
5 - الأبيات (12-17) في صفحة (23)،
6 - الأبيات (18-21) في صفحة (24)،
7 - الأبيات (22-25) في صفحة (25)،
8 - الأبيات (26-30) في صفحة (26)،
9 - الأبيات (31-34) في صفحة (27)،
10 - الأبيات (35-39) في صفحة (28)،
11 - الأبيات (40-44) في صفحة (29)،
12 - الأبيات (45-48) في صفحة (30)،

الرابط المختصر