1 |
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ ما لا تَوَدُّهُ |
* |
وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ |
2 |
يُباعِدنَ حِبًّا يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ |
* |
فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ |
3 |
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيبًا تُديمُهُ |
* |
فَما طَلَبي مِنها حَبيبًا تَرُدُّهُ |
4 |
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّرًا |
* |
تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ |
5 |
رَعى اللهُ عيسًا فارَقَتنا وَفَوقَها |
* |
مَهًا كُلُّها يُولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ |
6 |
بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ |
* |
وَقَد رَحَلوا جِيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ |
7 |
إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ |
* |
تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ |
8 |
وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها |
* |
وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ |
9 |
وَأَتعَبُ خَلقِ اللهِ مَن زادَ هَمُّهُ |
* |
وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ |
10 |
فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ |
* |
فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ |
11 |
وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ |
* |
إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ |
12 |
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ |
* |
وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ |
13 |
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ |
* |
وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ |
14 |
وَلَكِنَّ قَلبًا بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ |
* |
مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ |
15 |
يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفًا تَرُبُّهُ |
* |
فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعًا تَهُدُّهُ |
16 |
يُكَلِّفُني التَهجيرَ في كُلِّ مَهمَهٍ |
* |
عَليقي مَراعيهِ وَزادِيَ رُبدُهُ |
17 |
وَأَمضى سِلاحٍ قَلَّدَ المَرءُ نَفسَهُ |
* |
رَجاءُ أَبي المِسكِ الكَريمِ وَقَصدُهُ |
18 |
هُما ناصِرا مَن خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ |
* |
وَأُسرَةُ مَن لَم يُكثِرِ النَسلَ جَدُّهُ |
19 |
أَنا اليَومَ مِن غِلمانِهِ في عَشيرَةٍ |
* |
لَنا والِدٌ مِنهُ يُفَدّيهِ وُلدُهُ |
20 |
فَمِن مالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفسُهُ |
* |
وَمِن مالِهِ دَرُّ الصَغيرِ وَمَهدُهُ |
21 |
نَجُرُّ القَنا الخَطِيَّ حَولَ قِبابِهِ |
* |
وَتَردي بِنا قُبُّ الرِباطِ وَجُردُهُ |
22 |
وَنَمتَحِنُ النُشّابَ في كُلِّ وابِلٍ |
* |
دَوِيُّ القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ رَعدُهُ |
23 |
فَإِلّا تَكُن مِصرُ الشَرى أَو عَرينُهُ |
* |
فَإِنَّ الَّذي فيها مِنَ الناسِ أُسدُهُ |
24 |
سَبائِكُ كافورٍ وَعِقيانُهُ الَّذي |
* |
بِصُمِّ القَنا لا بِالأَصابِعِ نَقدُهُ |
25 |
بَلاها حَوالَيهِ العَدُوُّ وَغَيرُهُ |
* |
وَجَرَّبَها هَزلُ الطِرادِ وَجِدُّهُ |
26 |
أَبو المِسكِ لا يَفنى بِذَنبِكَ عَفوُهُ |
* |
وَلَكِنَّهُ يَفنى بِعُذرِكَ حِقدُهُ |
27 |
فَيا أَيُّها المَنصورُ بِالجَدِّ سَعيُهُ |
* |
وَيا أَيُّها المَنصورُ بِالسَعيِ جَدُّهُ |
28 |
تَوَلّى الصِبا عَنّي فَأَخلَفتُ طيبَهُ |
* |
وَما ضَرَّني لَمّا رَأَيتُكَ فَقدُهُ |
29 |
لَقَد شَبَّ في هَذا الزَمانِ كُهولُهُ |
* |
لَدَيكَ وَشابَت عِندَ غَيرِكَ مُردُهُ |
30 |
أَلا لَيتَ يَومَ السَيرِ يُخبِرُ حَرُّهُ |
* |
فَتَسأَلَهُ وَاللَيلَ يُخبِرُ بَردُهُ |
31 |
وَلَيتَكَ تَرعاني وَحَيرانُ مُعرِضٌ |
* |
فَتَعلَمَ أَنّي مِن حُسامِكَ حَدُّهُ |
32 |
وَأَنّي إِذا باشَرتُ أَمرًا أُريدُهُ |
* |
تَدانَت أَقاصيهِ وَهانَ أَشَدُّهُ |
33 |
وَما زالَ أَهلُ الدَهرِ يَشتَبِهونَ لي |
* |
إِلَيكَ فَلَمّا لُحتَ لي لاحَ فَردُهُ |
34 |
يُقالُ إِذا أَبصَرتُ جَيشًا وَرَبُّهُ |
* |
أَمامَكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجَيشِ عَبدُهُ |
35 |
وَأَلقى الفَمَ الضَحّاكَ أَعلَمُ أَنَّهُ |
* |
قَريبٌ بِذي الكَفِّ المُفَدّاةِ عَهدُهُ |
36 |
فَزارَكَ مِنّي مَن إِلَيكَ اشتِياقُهُ |
* |
وَفي الناسِ إِلّا فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ |
37 |
يُخَلِّفُ مَن لَم يَأتِ دارَكَ غايَةً |
* |
وَيَأتي فَيَدري أَنَّ ذَلِكَ جُهدُهُ |
38 |
فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنكَ فَرُبَّما |
* |
شَرِبتُ بِماءٍ يَعجِزُ الطَيرَ وِردُهُ |
39 |
وَوَعدُكَ فِعلٌ قَبلَ وَعدٍ لِأَنَّهُ |
* |
نَظيرُ فَعالِ الصادِقِ القَولِ وَعدُهُ |
40 |
فَكُن في اصطِناعي مُحسِنًا كَمُجَرِّبٍ |
* |
يَبِن لَكَ تَقريبُ الجَوادِ وَشَدُّهُ |
41 |
إِذا كُنتَ في شَكٍّ مِنَ السَيفِ فَابلُهُ |
* |
فَإِمّا تُنَفّيهِ وَإِمّا تُعِدُّهُ |
42 |
وَما الصارِمُ الهِندِيُّ إِلّا كَغَيرِهِ |
* |
إِذا لَم يُفارِقهُ النِجادُ وَغِمدُهُ |
43 |
وَإِنَّكَ لَلمَشكورُ في كُلِّ حالَةٍ |
* |
وَلَو لَم يَكُن إِلّا البَشاشَةَ رِفدُهُ |
44 |
فَكُلُّ نَوالٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ |
* |
فَلَحظَةُ طَرفٍ مِنكَ عِندِيَ نِدُّهُ |
45 |
وَإِنّي لَفي بَحرٍ مِنَ الخَيرِ أَصلُهُ |
* |
عَطاياكَ أَرجو مَدَّها وَهيَ مَدُّهُ |
46 |
وَما رَغبَتي في عَسجَدٍ أَستَفيدُهُ |
* |
وَلَكِنَّها في مَفخَرٍ أَستَجِدُّهُ |
47 |
يَجودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ |
* |
وَيَحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحَمدَ حَمدُهُ |
48 |
فَإِنَّكَ ما مَرَّ النُحوسُ بِكَوكَبٍ |
* |
وَقابَلتَهُ إِلّا وَوَجهُكَ سَعدُهُ |