الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حَسَمَ الصُلحُ ما اشتَهَتهُ الأَعادي * وَأَذاعَتهُ أَلسُنُ الحُسّادِ
2 وَأَرادَتهُ أَنفُسٌ حالَ تَدبيـ * ـرُكَ ما بَينَها وَبَينَ المُرادِ
3 صارَ ما أَوضَعَ المُخِبّونَ فيهِ * مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ
4 وَكَلامُ الوُشاةِ لَيسَ عَلى الأَحـ * ـبابِ سُلطانُهُ عَلى الأَضدادِ
5 إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَر * ءِ إِذا صادَفَت هَوىً في الفُؤادِ
6 وَلَعَمري لَقَد هُزِزتَ بِما قيـ * ـلَ فَأُلفيتَ أَوثَقَ الأَطوادِ
7 وَأَشارَت بِما أَبَيتَ رِجالٌ * كُنتَ أَهدى مِنها إِلى الإِرشادِ
8 قَد يُصيبُ الفَتى المُشيرُ وَلَم يَجـ * ـهَد وَيُشوي الصَوابَ بَعدَ اجتِهادِ
9 نِلتَ ما لا يُنالُ بِالبيضِ وَالسُمـ * ـرِ وَصُنتَ الأَرواحَ في الأَجسادِ
10 وَقَنا الخَطِّ في مَراكِزِها حَو * لَكَ وَالمُرهَفاتُ في الأَغمادِ
11 ما دَرَوا إِذ رَأَوا فُؤادَكَ فيهِمْ * ساكِنًا أَنَّ رَأيَهُ في الطِرادِ
12 فَفَدى رَأيَكَ الَّذي لَم تُفَدهُ * كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُستَفادِ
13 وَإِذا الحِلمُ لَم يَكُن في طِباعِ * لَم يُحَلِّم تَقادُمُ الميلادِ
14 فَبِهَذا وَمِثلِهِ سُدتَ يا كا * فورُ وَاقتَدتَ كُلَّ صَعبِ القِيادِ
15 وَأَطاعَ الَّذي أَطاعَكَ وَالطا * عَةُ لَيسَت خَلائِقُ الآسادِ
16 إِنَّما أَنتَ والِدٌ وَالأَبُ القا * طِعُ أَحنى مِن واصِلِ الأَولادِ
17 لا عَدا الشَرُّ مَن بَغى لَكُما الشَر * رَ وَخَصَّ الفَسادُ أَهلَ الفَسادِ
18 أَنتُما ما اتَّفَقتُما الجِسمُ وَالرو * حُ فَلا احتَجتُما إِلى العُوّادِ
19 وَإِذا كانَ في الأَنابيبِ خُلفٌ * وَقَعَ الطَيشُ في صُدورِ الصِعادِ
20 أَشمَتَ الخُلفُ بِالشَراةِ عِداها * وَشَفى رَبَّ فارِسٍ مِن إِيادِ
21 وَتَوَلّى بَني اليَزيدِيِّ بِالبَصـ * ـرَةِ حَتّى تَمَزَّقوا في البِلادِ
22 وَمُلوكًا كَأَمسِ في القُربِ مِنّا * وَكَطَسمٍ وَأُختِها في البِعادِ
23 بِكُما بِتُّ عائِذًا فيكُما مِنـ * ـهُ وَمِن كَيدِ كُلِّ باغٍ وَعادِ
24 وَبِلُبَّيكُما الأَصيلَينِ أَن تَفـ * ـرُقَ صُمُّ الرِماحِ بَينَ الجِيادِ
25 أَو يَكونَ الوَلِيُّ أَشقى عَدُوٍّ * بِالَّذي تَذخُرانِهِ مِن عَتادِ
26 هَل يَسُرَّنَّ باقِيًا بَعدَ ماضٍ * ما تَقولُ العُداةُ في كُلِّ نادِ
27 مَنَعَ الوُدُّ وَالرِعايَةُ وَالسُؤ * دُدُ أَن تَبلُغا إِلى الأَحقادِ
28 وَحُقوقٌ تُرَقِّقُ القَلبَ لِلقَلـ * ـبِ وَلَو ضُمِّنَت قُلوبَ الجَمادِ
29 فَغَدا المُلكُ باهِرًا مَن رَآهُ * شاكِرًا ما أَتَيتُما مِن سَدادِ
30 فيهِ أَيديكُما عَلى الظَفَرِ الحُلـ * ـوِ وَأَيدي قَومٍ عَلى الأَكبادِ
31 هَذِهِ دَولَةُ المَكارِمِ وَالرَأ * فَةِ وَالمَجدِ وَالنَدى وَالأَيادي
32 كَسَفَت ساعَةً كَما تَكسِفُ الشَمـ * ـسُ وَعادَت وَنورُها في ازدِيادِ
33 يَزحَمُ الدَهرُ رُكنُها عَن أَذاها * بِفَتىً مارِدٍ عَلى المُرّادِ
34 مُتلِفٍ مُخلِفٍ وَفِيٍّ أَبِيٍّ * عالِمٍ حازِمٍ شُجاعٍ جَوادِ
35 أَجفَلَ الناسُ عَن طَريقِ أَبي المِسـ * ـكِ وَذَلَّت لَهُ رِقابُ العِبادِ
36 كَيفَ لا يُترَكُ الطَريقُ لِسَيلٍ * ضَيِّقٍ عَن أَتِيِّهِ كُلُّ وادِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

واتصل قوم من الغلمان بابن الأخشيد مولى كافور، وارادوا أن يفسدوا الأمر على الأسود فطالبه بتسليمهم فسلمهم واصطلحا، فقال:

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (31)،
2 - البيات (6-11) في صفحة (32)،
3 -الأبايت (4-10) في صفحة (33)،
4 - الأبيات (11-14) في صفحة (34)،
5 - الأبيات (15-18) في صفحة (35)،
6 - الأبيات (19-21) في صفحة (36)،
7 - الأبيات (23-26) في صفحة (37)،
8 - البيتان (27-28) في صفحة (38)،

الرابط المختصر