الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 نَسيتُ وَما أَنسى عِتابًا عَلى الصِدِّ * وَلا خَفَرًا زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّ
2 وَلا لَيلَةً قَصَّرتُها بِقَصُورَةٍ * أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ العِقدِ
3 وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ * قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ
4 وَأَلا يَخُصَّ الفَقدُ شَيئًا فَإِنَّني * فَقَدتُ فَلَم أَفقِد دُموعي وَلا وَجدي
5 تَمَنٍّ يَلَذُّ المُستَهامُ بِمِثلِهِ * وَإِن كانَ لا يُغني فَتيلًا وَلا يُجدي
6 وَغَيظٌ عَلى الأَيّامِ كَالنارِ في الحَشا * وَلَكِنَّهُ غَيظُ الأَسيرِ عَلى القِدِّ
7 فَإِمّا تَريني لا أُقيمُ بِبَلدَةٍ * فَآفَةِ غِمدي في دُلوقي وَفي حَدّي
8 يَحُلُّ القَنا يَومَ الطِعانِ بِعَقوَتي * فَأَحرِمُهُ عِرضي وَأُطعِمُهُ جِلدي
9 تُبَدِّلِ أَيّامي وَعَيشي وَمَنزِلي * نَجائِبُ لا يُفكِرنَ في النَحسِ وَالسَعدِ
10 وَأَوجُهُ فِتيانٍ حَياءً تَلَثَّموا * عَلَيهِنَّ لا خَوفًا مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ
11 وَلَيسَ حَياءُ الوَجهِ في الذِئبِ شيمَةً * وَلَكِنَّهُ مِن شيمَةِ الأَسَدِ الوَردِ
12 إِذا لَم تُجِزهُمْ دارَ قَومٍ مَوَدَّةٌ * أَجازَ القَنا وَالخَوفُ خَيرٌ مِنَ الوُدِّ
13 يَحيدونَ عَن هَزلِ المُلوكِ إِلى الَّذي * تَوَفَّرَ مِن بَينَ المُلوكِ عَلى الجِدِّ
14 وَمَن يَصحَبِ اسمَ ابنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ * يَسِر بَينَ أَنيابِ الأَساوِدِ وَالأُسدِ
15 يَمُرُّ مِنَ السُمِّ الوَحِيِّ بِعاجِزٍ * وَيَعبُرُ مِن أَفواهِهِنَّ عَلى دُردِ
16 كَفانا الرَبيعُ العيسَ مِن بَرَكاتِهِ * فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى الرَعدِ
17 إِذا ما استَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفسَهُ * كَرِعنَ بِسَبتٍ في إِناءٍ مِنَ الوَردِ
18 كَأَنّا أَرادَت شُكرَنا الأَرضُ عِندَهُ * فَلَم يُخلِنا جَوٌّ هَبَطناهُ مِن رِفدِ
19 لَنا مَذهَبُ العُبّادِ في تَركِ غَيرِهِ * وَإِتيانِهِ نَبغي الرَغائِبَ بِالزُهدِ
20 رَجَونا الَّذي يَرجونَ في كُلِّ جَنَّةٍ * بِأَرجانِ حَتّى ما يَإِسنا مِنَ الخُلدِ
21 تَعَرَّضُ لِلزُوّارِ أَعناقُ خَيلِهِ * تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ مِنَ الطَردِ
22 وَتَلقى نَواصيها المَنايا مُشيحَةً * وُرودَ قَطًا صُمٍّ تَشايَحنَ في وِردِ
23 وَتَنسُبُ أَفعالُ السُيوفِ نُفوسَها * إِلَيهِ وَيَنسُبنَ السُيوفَ إِلى الهِندِ
24 إِذا الشُرَفاءُ البيضُ مَتّوا بِقَتوِهِ * أَتى نَسَبٌ أَعلى مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ
25 فَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ * فَما أَرمَدَت أَجفانَهُ كَثرَةُ الرُمدِ
26 وَخالَفَهُم خَلقًا وَخُلقًا وَمَوضِعًا * فَقَد جَلَّ أَن يُعْدَى بِشَيءٍ وَأَن يُعدي
27 يُغَيِّرُ أَلوانَ اللَيالي عَلى العِدا * بِمَنشورَةِ الراياتِ مَنصورَةِ الجُندِ
28 إِذا ارتَقَبوا صُبحًا رَأَوا قَبلَ ضَوئه * كَتائِبَ لا يُردِي الصَباحُ كَما تَردي
29 وَمَبثوثَةً لا تُتَّقى بِطَليعَةٍ * وَلا يُحتَمى مِنها بِغَورٍ وَلا نَجدِ
30 يَغُصنَ إِذا ما عُدنَ في مُتَفاقِدٍ * مِنَ الكُثرِ غانٍ بِالعَبيدِ عَنِ الحَشدِ
31 حَثَت كُلُّ أَرضٍ تُربَةً في غُبارِهِ * فَهُنَّ عَلَيهِ كَالطَرائِقِ في البُردِ
32 فَإِن يَكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ هَديُهُ * فَهَذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما المَهدي
33 يُعَلِّلُنا هَذا الزَمانُ بِذا الوَعدِ * وَيَخدَعُ عَمّا في يَدَيهِ مِنَ النَقدِ
34 هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ * أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ بِالرُشدِ
35 أَأَحزَمَ ذي لُبٍّ وَأَكرَمَ ذي يَدٍ * وَأَشجَعَ ذي قَلبٍ وَأَرحَمَ ذي كِبدِ
36 وَأَحسَنَ مُعتَمٍّ جُلوسًا وَرِكبَةً * عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ النَهدِ
37 تَفَضَّلَتِ الأَيّامُ بِالجَمعِ بَينَنا * فَلَمّا حَمِدنا لَم تُدِمنا عَلى الحَمدِ
38 جَعَلنَ وَداعي واحِدًا لِثَلاثَةٍ * جَمالِكَ وَالعِلمِ المُبَرِّحِ وَالمَجدِ
39 وَقَد كُنتُ أَدرَكتُ المُنى غَيرَ أَنَّني * يُعَيِّرُني أَهلي بِإِدراكِها وَحدي
40 وَكُلُّ شَريكٍ في السُرورِ بِمُصبَحي * أَرى بَعدَهُ مَن لا يَرى مِثلَهُ بَعدي
41 فَجُد لي بِقَلبٍ إِن رَحَلتُ فَإِنَّني * مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَن فَضلُهُ عِندي
42 وَلَو فارَقَت نَفسي إِلَيكَ حَياتَها * لَقُلتُ أَصابَت غَيرَ مَذمومَةِ العَهدِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا الفضل ابن العميد ويودعه:

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (59)،
2 - الأبيات (3-5) في صفحة (60)،
3 - الأبيات (6-9) في صفحة (61)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (62)،
5 - الأبيات (14-17) في صفحة (63)،
6 - الأبيات (18-21) في صفحة (64)،
7 - البيتان (22-23) في صفحة (65)،
8 - الأبيات (24-27) في صفحة (66)،
9 - الأبيات (28-32) في صفحة (67)،
10 - الأبيات (33-36) في صفحة (68)،
11 - الأبيات (37-42) في صفحة (69)،

الرابط المختصر