1 |
نَسيتُ وَما أَنسى عِتابًا عَلى الصِدِّ |
* |
وَلا خَفَرًا زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّ |
2 |
وَلا لَيلَةً قَصَّرتُها بِقَصُورَةٍ |
* |
أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ العِقدِ |
3 |
وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ |
* |
قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ |
4 |
وَأَلا يَخُصَّ الفَقدُ شَيئًا فَإِنَّني |
* |
فَقَدتُ فَلَم أَفقِد دُموعي وَلا وَجدي |
5 |
تَمَنٍّ يَلَذُّ المُستَهامُ بِمِثلِهِ |
* |
وَإِن كانَ لا يُغني فَتيلًا وَلا يُجدي |
6 |
وَغَيظٌ عَلى الأَيّامِ كَالنارِ في الحَشا |
* |
وَلَكِنَّهُ غَيظُ الأَسيرِ عَلى القِدِّ |
7 |
فَإِمّا تَريني لا أُقيمُ بِبَلدَةٍ |
* |
فَآفَةِ غِمدي في دُلوقي وَفي حَدّي |
8 |
يَحُلُّ القَنا يَومَ الطِعانِ بِعَقوَتي |
* |
فَأَحرِمُهُ عِرضي وَأُطعِمُهُ جِلدي |
9 |
تُبَدِّلِ أَيّامي وَعَيشي وَمَنزِلي |
* |
نَجائِبُ لا يُفكِرنَ في النَحسِ وَالسَعدِ |
10 |
وَأَوجُهُ فِتيانٍ حَياءً تَلَثَّموا |
* |
عَلَيهِنَّ لا خَوفًا مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ |
11 |
وَلَيسَ حَياءُ الوَجهِ في الذِئبِ شيمَةً |
* |
وَلَكِنَّهُ مِن شيمَةِ الأَسَدِ الوَردِ |
12 |
إِذا لَم تُجِزهُمْ دارَ قَومٍ مَوَدَّةٌ |
* |
أَجازَ القَنا وَالخَوفُ خَيرٌ مِنَ الوُدِّ |
13 |
يَحيدونَ عَن هَزلِ المُلوكِ إِلى الَّذي |
* |
تَوَفَّرَ مِن بَينَ المُلوكِ عَلى الجِدِّ |
14 |
وَمَن يَصحَبِ اسمَ ابنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ |
* |
يَسِر بَينَ أَنيابِ الأَساوِدِ وَالأُسدِ |
15 |
يَمُرُّ مِنَ السُمِّ الوَحِيِّ بِعاجِزٍ |
* |
وَيَعبُرُ مِن أَفواهِهِنَّ عَلى دُردِ |
16 |
كَفانا الرَبيعُ العيسَ مِن بَرَكاتِهِ |
* |
فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى الرَعدِ |
17 |
إِذا ما استَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفسَهُ |
* |
كَرِعنَ بِسَبتٍ في إِناءٍ مِنَ الوَردِ |
18 |
كَأَنّا أَرادَت شُكرَنا الأَرضُ عِندَهُ |
* |
فَلَم يُخلِنا جَوٌّ هَبَطناهُ مِن رِفدِ |
19 |
لَنا مَذهَبُ العُبّادِ في تَركِ غَيرِهِ |
* |
وَإِتيانِهِ نَبغي الرَغائِبَ بِالزُهدِ |
20 |
رَجَونا الَّذي يَرجونَ في كُلِّ جَنَّةٍ |
* |
بِأَرجانِ حَتّى ما يَإِسنا مِنَ الخُلدِ |
21 |
تَعَرَّضُ لِلزُوّارِ أَعناقُ خَيلِهِ |
* |
تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ مِنَ الطَردِ |
22 |
وَتَلقى نَواصيها المَنايا مُشيحَةً |
* |
وُرودَ قَطًا صُمٍّ تَشايَحنَ في وِردِ |
23 |
وَتَنسُبُ أَفعالُ السُيوفِ نُفوسَها |
* |
إِلَيهِ وَيَنسُبنَ السُيوفَ إِلى الهِندِ |
24 |
إِذا الشُرَفاءُ البيضُ مَتّوا بِقَتوِهِ |
* |
أَتى نَسَبٌ أَعلى مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ |
25 |
فَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ |
* |
فَما أَرمَدَت أَجفانَهُ كَثرَةُ الرُمدِ |
26 |
وَخالَفَهُم خَلقًا وَخُلقًا وَمَوضِعًا |
* |
فَقَد جَلَّ أَن يُعْدَى بِشَيءٍ وَأَن يُعدي |
27 |
يُغَيِّرُ أَلوانَ اللَيالي عَلى العِدا |
* |
بِمَنشورَةِ الراياتِ مَنصورَةِ الجُندِ |
28 |
إِذا ارتَقَبوا صُبحًا رَأَوا قَبلَ ضَوئه |
* |
كَتائِبَ لا يُردِي الصَباحُ كَما تَردي |
29 |
وَمَبثوثَةً لا تُتَّقى بِطَليعَةٍ |
* |
وَلا يُحتَمى مِنها بِغَورٍ وَلا نَجدِ |
30 |
يَغُصنَ إِذا ما عُدنَ في مُتَفاقِدٍ |
* |
مِنَ الكُثرِ غانٍ بِالعَبيدِ عَنِ الحَشدِ |
31 |
حَثَت كُلُّ أَرضٍ تُربَةً في غُبارِهِ |
* |
فَهُنَّ عَلَيهِ كَالطَرائِقِ في البُردِ |
32 |
فَإِن يَكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ هَديُهُ |
* |
فَهَذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما المَهدي |
33 |
يُعَلِّلُنا هَذا الزَمانُ بِذا الوَعدِ |
* |
وَيَخدَعُ عَمّا في يَدَيهِ مِنَ النَقدِ |
34 |
هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ |
* |
أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ بِالرُشدِ |
35 |
أَأَحزَمَ ذي لُبٍّ وَأَكرَمَ ذي يَدٍ |
* |
وَأَشجَعَ ذي قَلبٍ وَأَرحَمَ ذي كِبدِ |
36 |
وَأَحسَنَ مُعتَمٍّ جُلوسًا وَرِكبَةً |
* |
عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ النَهدِ |
37 |
تَفَضَّلَتِ الأَيّامُ بِالجَمعِ بَينَنا |
* |
فَلَمّا حَمِدنا لَم تُدِمنا عَلى الحَمدِ |
38 |
جَعَلنَ وَداعي واحِدًا لِثَلاثَةٍ |
* |
جَمالِكَ وَالعِلمِ المُبَرِّحِ وَالمَجدِ |
39 |
وَقَد كُنتُ أَدرَكتُ المُنى غَيرَ أَنَّني |
* |
يُعَيِّرُني أَهلي بِإِدراكِها وَحدي |
40 |
وَكُلُّ شَريكٍ في السُرورِ بِمُصبَحي |
* |
أَرى بَعدَهُ مَن لا يَرى مِثلَهُ بَعدي |
41 |
فَجُد لي بِقَلبٍ إِن رَحَلتُ فَإِنَّني |
* |
مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَن فَضلُهُ عِندي |
42 |
وَلَو فارَقَت نَفسي إِلَيكَ حَياتَها |
* |
لَقُلتُ أَصابَت غَيرَ مَذمومَةِ العَهدِ |