الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَزائِرٌ يا خَيالُ أَم عائِدْ * أَم عِندَ مَولاكَ أَنَّني راقِدْ
2 لَيسَ كَما ظَنَّ غَشيَةٌ عَرَضَت * فَجِئتَني في خِلالِها قاصِدْ
3 عُد وَأَعِدها فَحَبَّذا تَلَفٌ * أَلصَقَ ثَديِي بِثَديِكِ الناهِدْ
4 وَجُدتَ فيهِ بِما يَشِحُّ بِهِ * مِنَ الشَتيتِ المُؤَشَّرِ البارِْد
5 إِذا خَيالاتُهُ أَطَفنَ بِنا * أَضحَكَهُ أَنَّني لَها حامِدْ
6 وَقالَ إِن كانَ قَد قَضى أَرَبًا * مِنّا فَما بالُ شَوقِهِ زائِدْ
7 لا أَجحَدُ الفَضلَ رُبَّما فَعَلَت * ما لَم يَكُن فاعِلًا وَلا واعِدْ
8 لا تَعرِفُ العَينُ فَرقَ بَينِهِما * كُلٌّ خَيالٌ وِصالُهُ نافِدْ
9 يا طَفلَةَ الكَفِّ عَبلَةَ الساعِد * عَلى البَعيرِ المُقَلَّدِ الواخِدْ
10 زيدي أَذى مُهجَتي أَزِدكِ هَوىً * فَأَجهَلُ الناسِ عاشِقٌ حاقِدْ
11 حَكَيتَ يا لَيلُ فَرعَها الوارِدْ * فَاحكِ نَواها لِجَفنِيَ الساهِدْ
12 طالَ بُكائي عَلى تَذَكُّرِها * وَصُلتَ حَتّى كِلاكُما واحِدْ
13 ما بالُ هَذي النُجومِ حائِرَةً * كَأَنَّها العُميُ ما لَها قائِدْ
14 أَو عُصبَةٌ مِن مُلوكِ ناحِيَةٍ * أَبو شُجاعٍ عَلَيهِمُ واجِدْ
15 إِن هَرَبوا أَدرَكوا وَإِن وَقَفوا * خَشوا ذَهابِ الطَريفِ وَالتالِدْ
16 فَهُم يُرَجّونَ عَفوَ مُقتَدِرٍ * مُبارَكِ الوَجهِ جائِدٍ ماجِدْ
17 أَبلَجَ لَو عاذَتِ الحَمامُ بِهِ * ما خَشِيَت رامِيًا وَلا صائِدْ
18 أَو رَعَتِ الوَحشُ وَهيَ تَذكُرُهُ * ما راعَها حابِلٌ وَلا طارِدْ
19 تُهدي لَهُ كُلُّ ساعَةٍ خَبَرًا * عَن جَحفَلٍ تَحتَ سَيفِهِ بائِدْ
20 وَمَوضِعًا في فِتانِ ناجِيَةٍ * يَحمِلُ في التاجِ هامَةَ العاقِدْ
21 يا عَضُدًا رَبُّهُ بِهِ العاضِد * وَسارِيًا يَبعَثُ القَطا الواردْ
22 وَمُمطِرَ المَوتِ وَالحَياةِ مَعًا * وَأَنتَ لا بارِقٌ وَلا راعِدْ
23 نِلتَ وَما نِلتَ مِن مَضَرَّةِ وَه * شوذانَ ما نالَ رَأيُهُ الفاسِدْ
24 يَبدَءُ مِن كَيدِهِ بِغايَتِهِ * وَإِنَّما الحَربُ غايَةُ الكائِدْ
25 ماذا عَلى مَن أَتى يُحارِبُكُمْ * فَذَمَّ ما اختارَ لَو أَتى وافِدْ
26 بِلا سِلاحٍ سِوى رَجائِكُمْ * فَفازِ بِالنَصرِ وَانثَنى راشِدْ
27 يُقارِعُ الدَهرَ مَن يُقارِعُكُمْ * عَلى مَكانِ المَسودِ وَالسائِدْ
28 وَلَيتَ يَومي فَناءِ عَسكَرِهِ * وَلَم تَكُن دانِيًا وَلا شاهِدْ
29 وَلَم يَغِب غائِبٌ خَليفَتُهُ * جَيشُ أَبيهِ وَجَدُّهُ الصاعِدْ
30 وَكُلُّ خَطِّيَّةٍ مُثَقَّفَةٍ * يَهُزُّها مارِدٌ عَلى مارِدْ
31 سَوافِكٌ ما يَدَعنَ فاصِلَةً * بَينَ طَرِيِّ الدِماءِ وَالجاسِدْ
32 إِذا المَنايا بَدَت فَدَعَوتُها * أُبدِلَ نونًا بِدالِهِ الحائِدْ
33 إِذا دَرى الحِصنُ مَن رَماهُ بِها * خَرَّ لَها في أَساسِهِ ساجِدْ
34 ما كانَتِ الطَرمُ في عَجاجَتِها * إِلّا بَعيرًا أَضَلَّهُ ناشِدْ
35 تَسأَلُ أَهلَ القِلاعِ عَن مَلِكٍ * قَد مَسَخَتهُ نَعامَةً شارِدْ
36 تَستَوحِشُ الأَرضُ أَن تَقِرَّ بِهِ * فَكُلُّها آنِهٌ لَهُ جاحِدْ
37 فَلا مُشادٌ وَلا مَشيدٌ حَمى * وَلا مَشيدٌ أَغنى وَلا شائِدْ
38 فَاغتَظ بِقَومٍ وَهشوذَ ما خُلِقوا * إِلّا لِغَيظِ العَدوِّ وَالحاسِدْ
39 رَأَوكَ لَمّا بَلَوكَ نابِتَةً * يَأكُلُها قَبلَ أَهلِهِ الرائِدْ
40 وَخَلِّ زِيًّا لِمَن يُحَقِّقَهُ * ما كُلُّ دامٍ جَبينُهُ عابِدْ
41 إِن كانَ لَم يَعمِدِ الأَميرُ لِما * لَقيتَ مِنهُ فَيُمنُهُ عامِدْ
42 يُقلِقُهُ الصُبحُ لا يَرى مَعَهُ * بُشرى بِفَتحٍ كَأَنَّهُ فاقِدْ
43 وَالأَمرُ لِلَّهِ رُبَّ مُجتَهِدٍ * ما خابَ إِلّا لِأَنَّهُ جاهِدْ
44 وَمُتَّقٍ وَالسِهامُ مُرسَلَةٌ * يَحيدُ عَن حابِضٍ إِلى صارِدْ
45 فَلا يُبَل قاتِلٌ أَعاديهِ * أَقائِمًا نالَ ذاكَ أَم قاعِدْ
46 لَيتَ ثَنائي الَّذي أَصوغُ فِدى * مَن صيغَ فيهِ فَإِنَّهُ خالِدْ
47 لَوَيتُهُ دُملُجًا عَلى عَضُدٍ * لِدَولَةٍ رُكنُها لَهُ والِدْ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عضد الدولة أبا شجاع

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (70)،
2 - الأبيات (6-9) في صفحة (71)،
3 - الأبيات (10-15) في صفحة (72)،
4 - الأبيات (16-21) في صفحة (73)،
5 - الأبيات (22-27) في صفحة (74)،
6 - الأبيات (28-31) في صفحة (75)،
7 - الأبيات (32-36) في صفحة (76)،
8 - الأبيات (37-40) في صفحة (77)،
9 - الأبيات (41-45) في صفحة (78)،
10 - البيتان (46-47) في صفحة (79)،

الرابط المختصر