1 |
طِوالُ قَنًا تُطاعِنُها قِصارُ |
* |
وَقَطرُكَ في نَدىً وَوَغىً بِحارُ |
2 |
وَفيكَ إِذا جَنى الجاني أَناةٌ |
* |
تُظَنُّ كَرامَةً وَهِيَ احتِقارُ |
3 |
وَأَخذٌ لِلحَواضِرِ وَالبَوادي |
* |
بِضَبطٍ لَم تُعَوَّدهُ نِزارُ |
4 |
تَشَمَّمُهُ شَميمَ الوَحشِ إِنسًا |
* |
وَتُنكِرُهُ فَيَعروها نِفارُ |
5 |
وَما انقادَت لِغَيرِكَ في زَمانٍ |
* |
فَتَدري ما المَقادَةَ وَالصِغارُ |
6 |
فَقَرَّحتِ المَقاوِدُ ذِفرَيَيها |
* |
وَصَعَّرَ خَدَّها هَذا العِذارُ |
7 |
وَأَطمَعَ عامِرَ البُقيا عَلَيها |
* |
وَنَزَّقَها احتِمالُكَ وَالوَقارُ |
8 |
وَغَيَّرَها التَراسُلُ وَالتَشاكي |
* |
وَأَعجَبَها التَلَبُّبُ وَالمُغارُ |
9 |
جِيادٌ تَعجِزُ الأَرسانُ عَنها |
* |
وَفُرسانٌ تَضيقُ بِها الدِيارُ |
10 |
وَكانَت بِالتَوَقُّفِ عَن رَداها |
* |
نُفوسًا في رَداها تُستَشارُ |
11 |
وَكُنتَ السَيفَ قائِمُهُ إِلَيهِمْ |
* |
وَفي الأَعداءِ حَدُّكَ وَالغِرارُ |
12 |
فَأَمسَت بِالبَدِيَّةِ شَفرَتاهُ |
* |
وَأَمسى خَلفَ قائِمِهِ الحِيارُ |
13 |
وَكانَ بَنو كِلابٍ حَيثُ كَعبٌ |
* |
فَخافوا أَن يَصيروا حَيثُ صاروا |
14 |
تَلَقَّوا عِزَّ مَولاهُمْ بِذُلٍّ |
* |
وَسارَ إِلى بَني كَعبٍ وَساروا |
15 |
فَأَقبَلَها المُروجَ مُسَوَّماتٍ |
* |
ضَوامِرَ لا هِزالَ وَلا شِيارُ |
16 |
تُثيرُ عَلى سَلَميَةَ مُسبَطِرًّا |
* |
تَناكَرُ نَحتَهُ لَولا الشِعارُ |
17 |
عَجاجًا تَعثُرُ العِقبانُ فيهِ |
* |
كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبارُ |
18 |
وَظَلَّ الطَعنُ في الخَيلَينِ خَلسًا |
* |
كَأَنَّ المَوتَ بَينَهُما اختِصارُ |
19 |
فَلَزَّهُمُ الطِرادُ إِلى قِتالٍ |
* |
أَحَدُّ سِلاحِهِمْ فيهِ الفِرارُ |
20 |
مَضَوا مُتَسابِقي الأَعضاءِ فيهِ |
* |
لِأرؤسِهِمْ بِأَرجُلِهِمْ عِثارُ |
21 |
يَشُلُّهُمُ بِكُلِّ أَقَبَّ نَهدٍ |
* |
لِفارِسِهِ عَلى الخَيلِ الخِيارُ |
22 |
وَكُلِّ أَصَمَّ يَعسِلُ جانِباهُ |
* |
عَلى الكَعبَينِ مِنهُ دَمٌ مُمارُ |
23 |
يُغادِرُ كُلَّ مُلتَفِتٍ إِلَيهِ |
* |
وَلَبَّتُهُ لِثَعلَبِهِ وَجارُ |
24 |
إِذا صَرَفَ النَهارُ الضَوءَ عَنهُمْ |
* |
دَجا لَيلانِ لَيلٌ وَالغُبارُ |
25 |
وَإِنْ جُنحُ الظَلامِ انجابَ عَنهُمْ |
* |
أَضاءَ المَشرَفِيَّةُ وَالنَهارُ |
26 |
يُبَكّي خَلفَهُمْ دَثرٌ بُكاهُ |
* |
رُغاءٌ أَو ثُؤاجٌ أَو يُعارُ |
27 |
غَطا بِالعِثيَرِ البَيداءَ حَتّى |
* |
تَحَيَّرَتِ المَتالي وَالعِشارُ |
28 |
وَمَرّوا بِالجَباةِ يَضُمُّ فيها |
* |
كِلا الجَيشَينِ مِن نَقعٍ إِزارُ |
29 |
وَجاؤوا الصَحصَحانَ بِلا سُروجٍ |
* |
وَقَد سَقَطَ العِمامَةُ وَالخِمارُ |
30 |
وَأُرهِقَتِ العَذارى مُردَفاتٍ |
* |
وَأَوطِئَتِ الأُصَيبِيَةُ الصِغارُ |
31 |
وَقَد نُزِحَ الغُوَيرُ فَلا غُوَيرٌ |
* |
وَنِهيا وَالبُيَيضَةُ وَالجِفارُ |
32 |
وَلَيسَ بِغَيرِ تَدمُرَ مُستَغاثٌ |
* |
وَتَدمُرُ كَاسمِها لَهُمُ دَمارُ |
33 |
أَرادوا أَن يُديروا الرَأيَ فيها |
* |
فَصَبَّحَهُمْ بِرَأيٍ لا يُدارُ |
34 |
وَجَيشٍ كُلَّما حاروا بِأَرضٍ |
* |
وَأَقبَلَ أَقبَلَت فيهِ تَحارُ |
35 |
يَحُفُّ أَغَرَّ لا قَوَدٌ عَلَيهِ |
* |
وَلا دِيَةٌ تُساقُ وَلا اعتِذارُ |
36 |
تُريقُ سُيوفُهُ مُهَجَ الأَعادي |
* |
وَكُلُّ دَمٍ أَراقَتهُ جُبارُ |
37 |
فَكانوا الأُسدَ لَيسَ لَها مَصالٌ |
* |
عَلى طَيرٍ وَلَيسَ لَها مَطارُ |
38 |
إِذا فاتوا الرِماحَ تَناوَلَتهُمْ |
* |
بِأَرماحٍ مِنَ العَطَشِ القِفارُ |
39 |
يَرَونَ المَوتَ قُدّامًا وَخَلفًا |
* |
فَيَختارونَ وَالمَوتُ اضطِرارُ |
40 |
إِذا سَلَكَ السَماوَةَ غَيرُ هادٍ |
* |
فَقَتلاهُمْ لِعَينَيهِ مَنارُ |
41 |
وَلَو لَم تُبقِ لَم تَعِشِ البَقايا |
* |
وَفي الماضي لِمَن بَقِيَ اعتِبارُ |
42 |
إِذا لَم يُرعِ سَيِّدُهُمْ عَلَيهِمْ |
* |
فَمَن يُرعي عَلَيهِمْ أَو يَغارُ |
43 |
تُفَرِّقُهُمْ وَإِيّاهُ السَجايا |
* |
وَيَجمَعُهُمْ وَإِيّاهُ النِجارُ |
44 |
وَمالَ بِها عَلى أَرَكٍ وَعُرضٍ |
* |
وَأَهلُ الرَقَّتَينِ لَها مَزارُ |
45 |
وَأَجفَلَ بِالفُراتِ بَنو نُمَيرٍ |
* |
وَزَأرُهُمُ الَّذي زَأَروا خُوارُ |
46 |
فَهُمْ حِزَقٌ عَلى الخابورِ صَرعى |
* |
بِهِمْ مِن شُربِ غَيرِهِمُ خُمارُ |
47 |
فَلَم يَسرَح لَهُمْ في الصُبحِ مالٌ |
* |
وَلَم توقَد لَهُمْ بِاللَيلِ نارُ |
48 |
حِذارَ فَتىً إِذا لَم يَرضَ عَنهُمْ |
* |
فَلَيسَ بِنافِعٍ لَهُمُ الحِذارُ |
49 |
تَبيتُ وُفودُهُمْ تَسري إِلَيهِ |
* |
وَجَدواهُ الَّتي سَأَلوا اغتِفارُ |
50 |
فَخَلَّفَهُمْ بِرَدِّ البيضِ عَنهُمْ |
* |
وَهامُهُمُ لَهُ مَعَهُمْ مُعارُ |
51 |
وَهُمْ مِمَّن أَذَمَّ لَهُمْ عَلَيهِ |
* |
كَريمُ العِرقِ وَالحَسَبُ النُضارُ |
52 |
وَأَضحى بِالعَواصِمِ مُستَقِرًّا |
* |
وَلَيسَ لِبَحرِ نائِلِهِ قَرارُ |
53 |
وَأَصبَحَ ذِكرُهُ في كُلِّ أَرضٍ |
* |
تُدارُ عَلى الغِناءِ بِهِ العُقارُ |
54 |
تَخِرُّ لَهُ القَبائِلُ ساجِداتٍ |
* |
وَتَحمَدُهُ الأَسِنَّةُ وَالشِفارُ |
55 |
كَأَنَّ شُعاعَ عَينِ الشَمسِ فيهِ |
* |
فَفي أَبصارِنا مِنهُ انكِسارُ |
56 |
فَمَن طَلَبَ الطِعانَ فَذا عَلِيٌّ |
* |
وَخَيلُ اللهِ وَالأَسَلُ الحِرارُ |
57 |
يَراهُ الناسُ حَيثُ رَأَتهُ كَعبٌ |
* |
بِأَرضٍ ما لِنازِلِها استِتارُ |
58 |
يُوَسِّطُهُ المَفاوِزَ كُلَّ يَومٍ |
* |
طِلابُ الطالِبينَ لا الانتِظارُ |
59 |
تَصاهَلُ خَيلُهُ مُتَجاوِباتٍ |
* |
وَما مِن عادَةِ الخَيلِ السِرارُ |
60 |
بَنو كَعبٍ وَما أَثَّرتَ فيهِمْ |
* |
يَدٌ لَم يُدمِها إِلّا السِوارُ |
61 |
بِها مِن قِطعَةٍ أَلَمٌ وَنَقصٌ |
* |
وَفيها مِن جَلالَتِهِ افتِخارُ |
62 |
لَهُم حَقٌّ بِشِركِكَ في نِزارٍ |
* |
وَأَدنى الشِركِ في أَصلٍ جِوارُ |
63 |
لَعَلَّ بَنيهِمُ لِبَنيكَ جُندٌ |
* |
فَأَوَّلُ قُرَّحِ الخَيلِ المِهارُ |
64 |
وَأَنتَ أَبَرُّ مَن لَو عُقَّ أَفنى |
* |
وَأَعفى مِن عُقوبَتِهِ البَوارُ |
65 |
وَأَقدَرُ مَن يُهَيِّجُهُ انتِصارٌ |
* |
وَأَحلَمُ مَن يُحَلِّمُهُ اقتِدارُ |
66 |
وَما في سَطوَةِ الأَربابِ عَيبٌ |
* |
وَلا في ذِلَّةِ العُبدانِ عارُ |