1 |
أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا |
* |
وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا |
2 |
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري |
* |
وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا |
3 |
سَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي |
* |
وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابا |
4 |
فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي |
* |
كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابا |
5 |
وَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا |
* |
وُقوفًا عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابا |
6 |
لَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ |
* |
رَشَفتُ وِصالَهُمْ فيها حَبابا |
7 |
وَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ |
* |
إِذا التِبرُ انجَلى شَكَرَ التُرابا |
8 |
وَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ |
* |
إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا |
9 |
رَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت |
* |
عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتابا |
10 |
وَداعًا أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا |
* |
ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَوابا |
11 |
وَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ |
* |
وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعابا |
12 |
تَخِذتُكِ مَوئِلًا فَحَلَلتُ أَندى |
* |
ذُرًا مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابا |
13 |
مُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ |
* |
قَضاها في حِماكِ لِيَ اغتِرابا |
14 |
شَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي |
* |
فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابا |
15 |
فَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ |
* |
كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ انتِصابا |
16 |
وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني |
* |
بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابا |
17 |
وَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ |
* |
إِذا أَخلاقُهُمْ كانَت خَرابا |
18 |
أَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحًا |
* |
وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحابا |
19 |
وَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَردًا |
* |
وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَرابا |
20 |
وَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ |
* |
إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طابا |
21 |
أولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي |
* |
بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِبابا |
22 |
جَرى كَدَرًا لَهُم صَفوُ اللَيالي |
* |
وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابا |
23 |
مَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها |
* |
أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابا |
24 |
مُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجانًا |
* |
يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعابا |
25 |
تُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي |
* |
وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابا |
26 |
وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ |
* |
كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا |
27 |
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَومًا |
* |
إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا |
28 |
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني |
* |
عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا |
29 |
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي |
* |
إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا |
30 |
وَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي |
* |
مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِرابا |
31 |
تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي |
* |
وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا |
32 |
وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجًا |
* |
عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقًا عُجابا |
33 |
هَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ |
* |
كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكابا |
34 |
وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نورًا |
* |
كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابا |
35 |
وَقيلَ الثَغرُ فَاتَّأَدَت فَأَرسَت |
* |
فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابا |
36 |
فَصَفحًا لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ |
* |
بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثابا |
37 |
وَحَيّا اللَهُ فِتيانًا سِماحًا |
* |
كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابا |
38 |
مَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَومًا |
* |
أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهابا |
39 |
وَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِمْ بُحورًا |
* |
بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحابا |
40 |
تَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ |
* |
كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهابا |
41 |
تَرى الإيمانَ مُؤتَلِقًا عَلَيهِ |
* |
وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُبابا |
42 |
وَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ |
* |
مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعابا |
43 |
وَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ |
* |
وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابى |
44 |
شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا |
* |
مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا |
45 |
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى |
* |
يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا |
46 |
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ |
* |
يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا |
47 |
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها |
* |
وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا |
48 |
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ |
* |
أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا |
49 |
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا |
* |
بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا |
50 |
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا |
* |
مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا |
51 |
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ |
* |
وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا |
52 |
أُصيبَ مِنَ التُجارِ بِكُلِّ ضارٍ |
* |
أَشَدَّ مِنَ الزَمانِ عَلَيهِ نابا |
53 |
يَكادُ إِذا غَذاهُ أَو كَساهُ |
* |
يُنازِعُهُ الحَشاشَةَ وَالإِهابا |
54 |
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ |
* |
وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا |
55 |
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا |
* |
زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا |
56 |
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا |
* |
فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا |
57 |
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن |
* |
كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا |
58 |
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا |
* |
وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا |
59 |
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً |
* |
إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا |
60 |
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ |
* |
وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا |