الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذا الزّمَنْ * عَلى المَرْءِ إلاّ عَنَاءٌ مُعَنّْ
2 يَظَلَّ رَجِيمًا لرَيْبِ المَنُون * وَللسُّقْمِ في أهْلِهِ وَالحَزَنْ
3 وهالكِ أهلٍ يُجِنُّونَهُ * كَآخَرَ في قَفْرَةٍ لمْ يُجَنّْ
4 وما إنْ أرى الدّهرَ في صَرْفهِ * يُغادِرُ مِنْ شَارِخٍ أوْ يَفَنْ
5 فهلْ يَمْنَعَنِّي ارتيادِي البِلا * دَ مِنْ حَذَرِ الموتِ أَنْ يَأْتِيَنْ
6 ألَيْسَ أخُو المَوْتِ مُسْتَوْثِقًا * عَليَّ وَإنْ قُلْتُ قَدْ أنْسَأنْ
7 عَلَيَّ رَقِيبٌ لهُ حَافِظٌ * فَقُلْ في امرئٍ غَلِقٍ مُرْتَهَنْ
8 أَزَالَ أُذَيْنَةَ عنْ مُلْكِهِ * وَأَخْرَجَ مِنْ حِصْنِهِ ذا يَزَنْ
9 وخَانَ النَّعيمُ أبا مالكٍ * وَأيُّ امرِئٍ لمْ يَخُنْهُ الزَّمَنْ
10 أَزَالَ الملوكَ فَأَفْنَاهمُ * وَأَخْرَجَ مِنْ بَيْتِهِ ذا حَزَنْ
11 وَعَهْدُ الشَّبابِ وَلَذَّاتُهُ * فَإنْ يَكُ ذَلِكَ قَدْ نُتَّدَنْ
12 وَطَاوَعْتُ ذا الحِلمِ فَاقْتَادَنِي * وَقَدْ كُنْتُ أمْنَعُ مِنْهُ الرَّسَنْ
13 وَعَاصَيتُ قَلْبيَ بَعْدَ الصِّبَا * وَأَمْسَى وما إنْ لهُ مِن شَجَنْ
14 فَقَدْ أشْرَبُ الرَّاحَ قَدْ تَعْلَمِيـ * ـنَ يومَ المُقَامِ ويومَ الظَّعَنْ
15 وَأشْرَبُ بِالرِّيفِ حَتى يُقَا * لَ: قد طالَ بالرِّيفِ ما قد دَجَنْ
16 وَأقْرَرْتُ عَيْني مِنَ الغَانِيَا * تِ إِمَّا نِكَاحًا وإمَّا أُزَنّْ
17 مِنْ كلِّ بَيْضَاءَ مَمْكُورَةٍ * لها بَشَرٌ نَاصِعٌ كَاللّبَنْ
18 عَرِيضةُ بُوصٍ إذا أَدْبَرَتْ * هَضِيمُ الحَشَا شَخْتَةُ المُحْتَضَنْ
19 إذا هُنَّ نَازَلْنَ أَقْرَانَهُنَّ * وكانَ المِصَاعُ بما في الجُؤَنْ
20 تُعَاطِي الضَّجيعَ إذا أقْبَلَتْ * بُعَيْدَ الرُّقَادِ وَعِنْدَ الوَسَنْ
21 صَلِيَفِيَّةً طَيِّبًا طَعْمُها * لهَا زَبَدٌ بَينَ كُوبٍ وَدَنّْ
22 يَصُبُّ لها السَّاقيانِ المِزَا * جَ مُنْتَصَفَ اللّيلِ مِن مَاءِ شَنّْ
23 وَبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السّدِير * مَشَارِبُهَا دَاثِرَاتٌ أُجُنْ
24 قَطَعْتُ إذا خَبَّ رَيْعَانُها * بِدَوْسَرَةٍ جَسْرَةٍ كَالَفدَنْ
25 بِحِقَّتِهَا حُبِسَتْ في اللَّجِيـ * نِ حتى السَّديسُ لها قد أَسَنّْ
26 وَطَالَ السَّنَامُ عَلى جَبْلَةٍ * كَخَلْقَاءَ مِن هَضَبَاتِ الدَّجَنْ
27 فَأفْنَيْتُهَا وتَعَالَلْتُهَا * عَلى صَحْصَحٍ كَرِدَاءِ الرَّدَنْ
28 تُرَاقِبُ مِنْ أيْمَنِ الجَانِبَيْـ * ـنِ بالكفِّ مِن مُحْصَدٍ قَدَ مَرَنْ
29 تَيَمَّمْتُ قَيْسًا وَكَمْ دُونَهُ * مِن الأرضِ مِن مَهْمَهٍ ذي شَزَنْ
30 وَمِنْ شَانٍئٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ * إذا ما انْتَسَبْتُ لهُ أَنْكَرَنْ
31 وَمِنْ آجِنٍ أوْلَجَتْهُ الجَنُو * بُ دِمْنَةَ أعْطانِهِ فَاندَفَنْ
32 وجارٍ أُجَاوِرُهُ إذْ شَتَوْ * تُ غيرِ أمينٍ ولا مُؤْتَمَنْ
33 وَلَكِنَّ رَبِّي كَفَى غُرْبَتِي * بِحَمْدِ الإلهِ فقدْ بَلَّغَنْ
34 أَخَا ثِقَةٍ عاليًا كَعْبُهُ * جزيلَ العَطَاءِ كَرِيمَ المِنَنْ
35 كَرِيمًا شَمَائِلُهُ مِنْ بَني * مُعَاوِيَة َ الأكْرَمِينَ السُّنَنْ
36 فَإنْ يَتْبَعُوا أمْرَهُ يَرْشُدُوا * وإنْ يَسْأَلُوا مَالَهُ لا يَضِنّْ
37 وإنْ يُسْتَضَافُوا إلى حُكْمِهِ * يُضَافُ إلى هَادِنٍ قَدْ رَزَنْ
38 وَمَا إنْ عَلى قَلْبِهِ غَمْرَةٌ * وما إنْ بِعَظْمٍ لهُ مِنْ وَهَنْ
39 وَمَا إنْ عَلى جَارِهِ تَلْفَةٌ * يُسَاقِطُها كَسِقَاطِ الَّلجَنْ
40 هُوَ الوَاهِبُ المِئَةَ المُصْطَفَا * ةَ كالنَّخْلِ زَيَّنَها بالرَّجَنْ
41 وكلَّ كُمَيْتٍ كَجِذْعِ الخِصَا * بِ يَرْنُوا الفِنَاءَ إذا ما صَفَنْ
42 تَرَاهُ إذا ما عدا صَحْبُهُ * بِجَانِبِهِ مِثْلَ شَاةِ الأَرَنْ
43 أضَافوا إلَيهِ فَألْوَى بهِمْ * تقولُ جُنُونًا وَلَمَّا يُجَنّْ
44 ولمْ يَلْحَقُوهُ على شَوْطِهِ * وَرَاجَعَ مِنْ ذِلَّةٍ فَاطْمَأنّْ
45 سَمَا بِتَلِيلٍ كَجِذْعِ الخِصَا * بِ حُرِّ القَذَالِ طَوِيلِ الغُسَنْ
46 فلأياً بلأيٍ حَمَلْنا الغَلا * مَ كَرْهًا فأرْسَلَهُ فامتَهَنْ
47 كأنَّ الغلامَ نَحَا للصُّوا * رِ أَزْرَقَ ذا مِخْلَبٍ قَدْ دَجَنْ
48 يُسَافِعُ وَرْقَاءَ غُوْرِيَّةً * لِيُدْرِكَهَا في حَمَامٍ ثُكَنْ
49 فَثَابَرَ بِالرّمْحِ حَتّى نَحَا * هُ في كَفَلٍ كَسَرَاةِ المِجَنّْ
50 تَرَى اللّحمَ مِن ذَابِلٍ قدْ ذَوَى * وَرَطْبٍ يُرَفَّعُ فوقَ العَنَنْ
51 يَطُوفُ العُفَاةُ بأبَوابِهِ * كَطَوفِ النَّصارى ببيتِ الوثنْ
52 هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو * بَ بينَ الحريرِ وبينَ الكَتَنْ
53 ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والراغبو * نَ في لَيْلَةٍ هيَ إحدى اللَّزَنْ
54 لِبَيْتِكَ إذْ بَعْضُهُمْ بَيْتُهُ * مِنَ الشّرِّ مَا فيهِ مِنْ مُسْتَكَنّْ
55 وَلمْ تَسْعَ للحَرْبِ سَعيَ امْرِئٍ * إذا بِطْنَةٌ رَاجَعَتْهُ سَكَنْ
56 عَلَيْهَا وَإِنْ فَاتَهُ أَكْلَةٌ * تَلافَى لأُخْرَى عَظِيمَ العُكَنْ
57 تَرَى همَّهُ نَظَرًا خَصْرَهُ * وهمُّكَ في الغَزْوِ لا في السِّمَنْ
58 وفي كلِّ عامٍ لهُ غَزْوَةٌ * تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ
59 حَجُونٌ تُظِلُّ الفَتى جَاذِبًا * عَلى وَاسِطِ الكُورِ عِندَ الذَّقَنْ
60 تَرَى الشّيخَ منها لِحُبِّ الإيَا * بِ يَرْجُفُ كالشَّارِفِ المُسْتَحِنّْ
61 فلمّا رأى القومُ مِنْ ساعةٍ * مِنَ الرَّأيِ ما أَبْصَرُوهُ اكْتَمَنْ
62 وما بالذي أَبْصَرَتْهُ العُيُو * نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ ولا مَن يَقَنْ
63 تُبَارِي الزِّجاجَ مَغَاوِيرُها * شَمَاطِيطَ في رَهَجٍ كالدَّخَنْ
64 تَدُرُّ عَلى أَسْؤُقِ المُمْتَرِيـ * ـنَ رَكضًا إذا ما السَّرَابُ ارْجَحَنْ
65 فيا عَجَبَ الرَّهْنِ لِلْقَائِلا * تِ مِنْ آخرِ اللّيلِ ماذا احْتَجَنْ
66 وما قدْ أَخَذْنَ وما قدْ تَرَكْـ * ـنَ في الحَيِّ مِنْ نِعْمَةٍ وَدِمَنْ
67 وَأَقْبَلْنَ يَعْرِضْنَ نَحْوَ امرئٍ * إذا كَسبَ المَالَ لمْ يَخْتَزِنْ
68 ولكنْ على الحَمْدِ إِنْفَاقُهُ * وقدْ يَشْتَرِيهِ بأغلى الثَّمَنْ
69 وَلا يَدَعُ الحَمْدَ أوْ يَشْتَرِيـ * ـهِ بِوَشْكِ الفُتُورِ ولا بالتَّوَنّْ
70 عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِئٍ مَاجِدٍ * تَمَهَّلَ في الحَرْبِ حتى اتَّخَنْ
71 سَلاجِمَ كالنَّحْلِ أنْحَى لهَا * قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ
72 وذا هِبَّةٍ غَامِضًا كَلْمُهُ * وَأجْرَدَ مُطّرِدًا كَالشَّطَنْ
73 وَبَيْضَاءَ كَالنَّهْيِ مَوْضُونةً * لها قَوْنَسٌ فوقَ جَيْبِ البَدَنْ
74 وَقَدْ يَطْعُنُ الفَرْجَ يَوْمَ اللِّقا * ءِ بالرُّمحِ يَحْبِسُ أُوْلَى السُّنَنْ
75 فهذا الثَّنَاءُ وَإِنِّي امرؤٌ * إليكَ بِعَمْدٍ قَطَعْتُ القَرَنْ
76 وَكُنْتُ امْرَأً زَمَنًا بِالعِرَاق * عفيفَ المُنَاخِ طَوِيلَ التَّغَنّْ
77 وَحَوْليَ بَكْرٌ وَأشْيَاعُهَا * وَلَسْتُ خَلاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ
78 وَنُبِّئْتُ قَيْسًا وَلَمْ أبْلُهُ * كمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمنْ
79 رَفيعَ الوِسَادِ طَوِيلَ النِّجَا * دِ ضَخمَ الدَّسيعَةِ رَحْبَ العَطَنْ
80 يَشُقُّ الأُمُورَ وَيَجْتَابُها * كَشَقِّ القَرَارِيِّ ثَوْبَ الرَّدَنْ
81 فَجِئْتُكَ مُرْتَادَ مَا خَبَّرُوا * وَلَوْلا الذي خبَّرُوا لمْ تَرَنْ
82 فلا تَحْرِمَنِّي نَداكَ الجَزِيلْ * فَإِنِّي امرؤٌ قبلَكمْ لمْ أُهَنْ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر