الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا * وَفازَ بِالحَقِِّ مَن لم يَألُهُ طَلَبا
2 وَما قَضَت مِصرُ مِن كُلٍّ لُبانَتَها * حَتَّى تَجُرَّ ذُيولَ الغِبطَةِ القُشُبا
3 في الأَمرِ ما فيهِ مِن جِدٍّ فَلا تَقِفوا * مِن واقِعٍ جَزَعًا أَو طائِرٍ طَرَبا
4 لا تُثبِتُ العَينُ شَيئًا أَو تُحَقِِّقُهُ * إِذا تَحَيَّرَ فيها الدَمعُ وَاضطَرَبا
5 وَالصُبحُ يُظلِمُ في عَينَيكِ ناصِعُهُ * إِذا سَدَلتَ عَلَيكَ الشَكَّ وَالرِيَبا
6 إِذا طَلَبتَ عَظيمًا فَاصبِرَنَّ لَهُ * أَو فَاحشُدَنَّ رِماحَ الخَطِِّ وَالقُضُبا
7 وَلا تُعِدَّ صَغيراتِ الأُمورِ لَهُ * إِنَّ الصَغائِرَ لَيسَت لِلعُلا أُهُبا
8 وَلَن تَرى صُحبَةً تُرضى عَواقِبُها * كَالحَقِِّ وَالصَبرِ في أَمرٍ إِذا اصطَحَبا
9 إِنَّ الرِجالَ إِذا ما أُلجِئوا لَجَؤوا * إِلى التَعاوُنِ فيما جَلَّ أَو حَزَبا
10 لا رَيبَ أَنَّ خُطا الآمالِ واسِعَةٌ * وَأَنَّ لَيلَ سُراها صُبحُهُ اقتَرَبا
11 وَأَنَّ في راحَتَي مِصرٍ وَصاحِبِها * عَهدًا وَعَقدًا بِحَقٍّ كانَ مُغتَصَبا
12 قَد فَتَّحَ اللهُ أَبوابًا لَعَلَّ لَنا * وَراءَها فُسَحَ الآمالِ وَالرُحُبا
13 لَولا يَدُ اللهِ لَم نَدفَع مَناكِبَها * وَلَم نُعالِج عَلى مِصراعِها الأَرَبا
14 لا تَعدَمُ الهِمَّةُ الكُبرى جَوائِزَها * سِيَّانِ مَن غَلَبَ الأَيَّامَ أَو غُلِبا
15 وَكُلُّ سَعيٍ سَيَجزي اللهُ ساعِيَهُ * هَيهاتَ يَذهَبُ سَعيَ المُحسِنينَ هَبا
16 لَم يُبرِمِ الأَمرَ حَتَّى يَستَبينَ لَكُم * أَساءَ عاقِبَةً أَم سَرَّ مُنقَلَبا
17 نِلتُم جَليلًا وَلا تُعطونَ خَردَلَةً * إِلّا الذي دَفَعَ الدُستورُ أَو جَلَبا
18 تَمَهَّدَت عَقَباتٌ غَيرُ هَيِّنَةٍ * تَلقى رُكابُ السُرى مِن مِثلِها نَصَبا
19 وَأَقبَلَت عَقَباتٌ لا يُذَلِِّلُها * في مَوقِفِ الفَصلِ إِلّا الشَعبُ مُنتَخَبا
20 لَهُ غَدًا رَأيُهُ فيها وَحِكمَتُهُ * إِذا تَمَهَّلَ فَوقَ الشَوكِ أَو وَثَبا
21 كَم صَعَّبَ اليَومُ مِن سَهلٍ هَمَمتَ بِهِ * وَسَهَّلَ الغَدُ في الأَشياءِ ما صَعُبا
22 ضُمُّوا الجُهودَ وَخَلوُها مُنَكَّرَةً * لا تَملَؤوا الشَدقَ مِن تَعريفِها عَجَبا
23 أَفي الوَغى وَرَحى الهَيجاءِ دائِرَةٌ * تُحصونَ مَن ماتَ أَو تُحصونَ ما سُلِبا
24 خَلُّوا الأَكاليلَ لِلتأريخِ إِنَّ لَهُ * يَدًا تُؤَلِِّفُها دُرًّا وَمَخشَلَبا
25 أَمرُ الرِجالِ إِلَيهِ لا إِلى نَفَرٍ * مِن بَينِكُم سَبَقَ الأَنباءَ وَالكُتُبا
26 أَملى عَلَيهِ الهَوى وَالحِقدُ فَاندَفَعَت * يَداهُ تَرتَجِلانِ الماءَ وَاللَهَبا
27 إِذا رَأَيتَ الهَوى في أُمَّةٍ حَكَمًا * فَاحكُم هُنالِكَ أَنَّ العَقلَ قَد ذَهَبا
28 قالوا الحِمايَةُ زالَت قُلتُ لا عَجَبٌ * بَل كانَ باطِلُها فيكُم هُوَ العَجَبا
29 رَأسُ الحِمايَةِ مَقطوعٌ فَلا عَدِمَت * كِنانَةُ اللهِ حَزمًا يَقطَعُ الذَنَبا
30 لَو تَسأَلونَ (أَلِنبي) يَومَ جَندَلَها * بِأَيِِّ سَيفٍ عَلى يافوخِها ضَرَبا
31 أَبا الذي جَرَّ يَومَ السِلمِ مُتَّشِحًا * أَم بِالذي هَزَّ يَومَ الحَربِ مُختَضِبا
32 أَم بِالتَكاتُفِ حَولَ الحَقِِّ في بَلَدٍ * مِن أَربَعينَ يُنادي الوَيلَ وَالحَرَبا
33 يا فاتِحَ القُدسِ خَلِِّ السَيفَ ناحِيَةً * لَيسَ الصَليبُ حَديدًا كانَ بَل خَشَبا
34 إِذا نَظَرتَ إِلى أَينَ انتَهَت يَدُهُ * وَكَيفَ جاوَزَ في سُلطانِهِ القُطُبا
35 عَلِمتَ أَنَّ وَراءَ الضَعفِ مَقدِرَةً * وَأَنَّ لِلحَقِِّ لا لِلقُوَّةِ الغَلَبا

بيانات القصيدة

ملحوظة

مشروع ٢٨ فبراير

الصفحات

١ - الأبيات (١-١١) في صفحة (٧٠)،
٢ - الأبيات (١٢-٣٣) في صفحة (٧١)،
٣ - البيتان (٣٤-٣٥) في صفحة (٧٢)،

الرابط المختصر