الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِمَن ذَلِكَ المُلكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ * لَقَد وَعَظَ الأَملاكَ وَالناسَ صاحِبُه
2 أَمُلكُكَ يا داوُدُ وَالمَلكُ الَّذي * يَغارُ عَلَيهِ وَالَّذي هُوَ واهِبُه
3 أَرادَ بِهِ أَمرًا فَجَلَّت صُدورُهُ * فَأَتبَعَهُ لُطفًا فَجَلَّت عَواقِبُه
4 رَمى وَاِستَرَدَّ السَهمَ وَالخَلقُ غافِلٌ * فَهَل يَتَّقيهِ خَلقُهُ أَو يُراقِبُه
5 أَيَبطُلُ عيدُ الدَهرِ مِن أَجلِ دُمَّلٍ * وَتَخبو مَجاليهِ وَتُطوى مَواكِبُه
6 وَيَرجِعُ بِالقَلبِ الكَسيرِ وُفودُهُ * وَفيهِم مَصابيحُ الوَرى وَكَواكِبُه
7 وَتَسمو يَدُ الدَهرِ اِرتِجالًا بِبَأسِها * إِلى طُنُبِ الأَقواسِ وَالنَصرُ ضارِبُه
8 وَيَستَغفِرُ الشَعبُ الفَخورُ لِرَبِّهِ * وَيَجمَعُ مِن ذَيلِ المَخيلَةِ ساحِبُه
9 وَيُحجَبُ رَبُّ العيدِ ساعَةَ عيدِهِ * وَتَنقُصُ مِن أَطرافِهِنَّ مَآرِبُه
10 أَلا هَكَذا الدُنيا وَذَلِكَ وُدُّها * فَهَلّا تَأَتّى في الأَمانِيِّ خاطِبُه
11 أَعَدَّ لَها إِدوَردُ أَعيادَ تاجِهِ * وَما في حِسابِ اللهِ ما هُوَ حاسِبُه
12 مَشَت في الثَرى أَنباؤُها فَتَساءَلَت * مَشارِقُهُ عَن أَمرِها وَمَغارِبُه
13 وَكاثَرَ في البَرِّ الحَصى مَن يَجوبُهُ * وَكاثَرَ مَوجَ في البَحرِ راكِبُه
14 إِلى مَوكِبٍ لَم تُخرِجِ الأَرضُ مِثلَهُ * وَلَن يَتهادى فَوقَها ما يُقارِبُه
15 إِذا سارَ فيهِ سارَتِ الناسُ خَلفَهُ * وَشَدَّت مَغاويرَ المُلوكِ رَكائِبُه
16 تُحيطُ بِهِ كَالنَملِ في البَرِّ خَيلُهُ * وَتَملَأُ آفاقَ البِحارِ مَراكِبُه
17 نِظامُ المَجالي وَالمَواكِبِ حَلَّهُ * زَمانٌ وَشيكٌ رَيبُهُ وَنَوائِبُه
18 فَبَينا سَبيلُ القَومِ أَمنٌ إِلى المُنى * إِذا هُوَ خَوفٌ في الظُنونِ مَذاهِبُه
19 إِذا جَاءَتِ الأَعيادُ في كُلِّ مَسمَعٍ * تَجوبُ الثَرى شَرقًا وَغَربًا جَوائِبُه
20 رَجاءٌ فَلَم يَلبُث فَخَوفٌ فَلَم يَدُم * سَلِ الدَهرَ أَيُّ الحادِثَينِ عَجائِبُه
21 فيا لَيتَ شِعري أَينَ كانَت جُنودُهُ * وَكَيفَ تَراخَت في الفِداءِ قَواضِبُه
22 وَرُدَّت عَلى أَعقابِهِنَّ سَفينُهُ * وَما رَدَّها في البَحرِ يَومًا مُحارِبُه
23 وَكَيفَ أَفاتَتهُ الحَوادِثُ طِلبَةً * وَما عَوَّدتَهُ أَن تَفوتَ رَغائِبُه
24 لَكَ المُلكُ يا مَن خَصَّ بِالعِزِّ ذاتَهُ * وَمَن فَوقَ آرابَ المُلوكِ مَآرِبُه
25 فَلا عَرشَ إِلّا أَنتَ وارِثُ عِزِّهِ * وَلا تاجَ إِلّا أَنتَ بِالحَقِّ كاسِبُه
26 وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي أَنتَ نورُهُ * وَمِنكَ أَياديهِ وَمِنكَ مَناقِبُه
27 تُؤامِنُ مِن خَوفٍ بِهِ كُلُّ غالِبٍ * عَلى أَمرِهِ في الأَرضِ وَالداءُ غالِبُه
28 سَلوا صاحِبَ المُلكَينِ هَل مَلَك القُوى * وَأُسدُ الشَرى تَعنو لَهُ وَتُحارِبُه
29 وَهَل رَفَعَ الداءَ العُضالَ وَزيرُهُ * وَهَل حَجَبَ البابَ المُمَنَّعَ حاجِبُه
30 وَهَل قَدَّمَت إِلّا دُعاةً شُعوبُهُ * وَساعَفَ إِلّا بِالصَلاةِ أَقارِبُه
31 هُنالِكَ كانَ العِلمُ يُبلي بَلاءَهُ * وَكانَ سِلاحُ النَفسِ تُغني تَجارِبُه
32 كَريمُ الظُبا لا يَقرُبُ الشَرَّ حَدُّهُ * وَفي غَيرِهِ شَرُّ الوَرى وَمَعاطِبُه
33 إِذا مَرَّ نَحوَ المَرءِ كانَ حَياتَهُ * كَإِصبَعِ عيسى نَحوَ مَيتٍ يُخاطِبُه
34 وَأَيسَرُ مِن جُرحِ الصُدودِ فِعالُهُ * وَأَسهَلُ مِن سَيفِ اللِحاظِ مَضارِبُه
35 عَجيبٌ يُرَجّى مِشرَطًا أَو يَهابُهُ * مَنِ الغَربُ راجيهِ مَنِ الشَرقُ هائِبُه
36 فَلَو تُفتَدى بِالبيضِ وَالسُمرِ فِديَةٌ * لَأَلقَت قَناها في البِلادِ كَتائِبُه
37 وَلَو أَنَّ فَوقَ العِلمِ تاجًا لَتَوَّجوا * طَبيبًا لَهُ بِالأَمسِ كانَ يُصاحِبُه
38 فَآمَنتُ بِاللهِ الَّذي عَزَّ شَأنُهُ * وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي عَزَّ طالِبُه

بيانات القصيدة

ملحوظة

نظمت هذه القصيدة بمناسبة تتويج الملك إدوارد السابع، وتأجيل إقامة الحفلة لإصابة جلالته بدمل وذلك في سنة 1902م

الصفحات

1 - الأبيات (1-12) في صفحة (72)،
2 - الأبيات (13-32) في صفحة (73)،
3 - الأبيات (33-38) في صفحة (74)،

الرابط المختصر