الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أُطاعِنُ خَيلًا مِن فَوارِسِها الدَهرُ * وَحيدًا وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
2 وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي * وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
3 تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها * تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
4 وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي * سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
5 ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها * فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
6 وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقًّا وَقَينَةً * فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
7 وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها * لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
8 وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيًّا كَأَنَّما * تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
9 إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ * عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
10 وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ * مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
11 عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ * عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
12 يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمُ * كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
13 وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني الـ * ـجِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
14 وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا * مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
15 يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا * عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ
16 وَيَومٍ وَصَلناهُ بِلَيلٍ كَأَنَّما * عَلى أُفقِهِ مِن بَرقِهِ حُلَلٌ حُمرُ
17 وَلَيلٍ وَصَلناهُ بِيَومٍ كَأَنَّما * عَلى مَتنِهِ مِن دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ
18 وَغَيثٌ ظَنَنّا تَحتُهُ أَنَّ عامِرًا * عَلا لَم يَمُت أَو في السَحابِ لَهُ قَبرُ
19 أَوِ ابنَ ابنِهِ الباقي عَلِيَّ بنَ أَحمَدٍ * يَجودُ بِهِ لَو لَم أَجُز وَيَدي صِفرُ
20 وَإِنَّ سَحابًا جَودُهُ مِثلُ جودِهِ * سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
21 فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ * وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
22 وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخاؤُهُ * وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
23 قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ * كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
24 فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّمًا * تَرى الناسَ قُلًّا حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
25 مُفَدّى بِآباءِ الرِجالِ سَمَيذَعًا * هُوَ الكَرَمُ المَدُّ الَّذي مالَهُ جَزرُ
26 وَما زِلتُ حَتّى قادَني الشَوقُ نَحوَهُ * يُسايِرُني في كُلِّ رَكبٍ لَهُ ذِكرُ
27 وَأَستَكبِرُ الأَخبارَ قَبلَ لِقائِهِ * فَلَمّا التَقَينا صَغَّرَ الخَبَرَ الخُبرُ
28 إِلَيكَ طَعَنّا في مَدى كُلِّ صَفصَفٍ * بِكُلِّ وَآةٍ كُلُّ ما لَقِيَت نَحرُ
29 إِذا وَرِمَت مِن لَسعَةٍ مَرِحَت لَها * كَأَنَّ نَوالًا صَرَّ في جِلدِها النِبرُ
30 فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى * وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
31 كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ * وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
32 دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجا * وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
33 وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ * إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
34 كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها * نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
35 وَجَنَّبَني قُربَ السَلاطينِ مَقتُها * وَما يَقتَضيني مِن جَماجِمِها النَسرُ
36 وَإِنّي رَأَيتُ الضُرَّ أَحسَنَ مَنظَرًا * وَأَهوَنَ مِن مَرأى صَغيرٍ بِهِ كِبرُ
37 لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي * أَوُدُّ اللَواتي ذا اسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
38 وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ * وَلَكِنْ لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
39 وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقًا * وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
40 وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ * بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
41 أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما * بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن أحمد بن عامر الأنطاكي

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (148)،
2 - الأبيات (6-9) في صفحة (149)،
3 - البيت (10) في صفحة (150)،
4 - الأبيات (11-14) في صفحة (151)،
5 - البيتان (15-16) في صفحة (152)،
6 - الأبيات (17-19) في صفحة (153)،
7 - الأبيات (20-22) في صفحة (154)،
8 - الأبيات (23-27) في صفحة (155)،
9 - الأبيات (28-31) في صفحة (156)،
10 - الأبيات (32-35) في صفحة (157)،
11 - الأبيات (36-39) في صفحة (158)،
12- البيتان (40-41) في صفحة (159)،

الرابط المختصر