الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أتَهْجُرُ غَانِيَةً أمْ تُلِمّْ * أمِ الحَبْلُ وَاهٍ بِهَا مُنْجَذِمْ
٢ أمِ الصّبرُ أحْجَى فَإنَّ امْرَأً * سَيَنْفَعُهُ عِلْمُهُ إِنْ عَلِمْ
٣ كما راشدٍ تَجِدَنَّ امْرَأً * تَبَيَّنَ ثمّ انتهى أو قَدِمْ
٤ عَصَى المُشْفِقِينَ إلى غَيِّهِ * وكلَّ نصيحٍ لهُ يَتَّهِمْ
٥ وما كانَ ذلكَ إلاّ الصِّبا * وإلاّ عِقابَ امرئٍ قدَ أَثِمْ
٦ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ عَلى غِرَّةٍ * مَحَلَّ الخَلِيطِ بصحراءِ زُمّْ
٧ وَمَبْسِمُها عنْ شَتِيتِ النَّبَا * تِ غيرِ أَكَسٍّ ولا مُنْقَضِمْ
٨ فَبَانَتْ وَفي الصَّدْرِ صَدْعٌ لهَا * كَصَدْعِ الزُّجَاجَةِ ما يَلْتَئِمْ
٩ فَكَيْفَ طِلابُكَهَا إذْ نَأتْ * وَأَدْنَى مَزَارًا لها ذو حُسُمْ
١٠ وَصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا * وأَبْرَزَها وعليها خُتُمْ
١١ وَقَابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها * وصلَّى على دَنِّها وَارْتَسَمْ
١٢ تَمَزَّزْتُها غيرَ مُسْتَدْبِرٍ * عَنِ الشَّرْبِ أوْ مُنكِرٍ مَا عُلِمْ
١٣ وَأبْيَضَ كالسّيْفِ يُعطي الجَزِيلْ * يَجُودُ ويَغْزُو إذا ما عَدِمْ
١٤ تَضَيَّفْتُ يومًا على نَارِهِ * مِنَ الجُودِ في مَالِهِ أَحْتَكِمْ
١٥ وَيَهْمَاءَ تَعْزِفُ جِنَّانُهَا * مَنَاهِلُها آجِنَاتٌ سُدُمْ
١٦ قَطَعْتُ بِرَسَّامَةٍ جَسْرَةٍ * عُذَافِرَةٍ كَالَفَنِيقِ القَطِمْ
١٧ غَضُوبٍ مِنَ السَّوْطِ زَيَّافَةٍ * إذا مَا ارْتَدى بالسَّرَاة ِ الأَكَمْ
١٨ كَتُومِ الرُّغَاءِ إذا هَجَّرَتْ * وَكَانَتْ بَقِيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ
١٩ تُفَرِّجُ لِلْمَرْءِ مِنْ هَمِّهِ * ويَشْفَى عليها الفُؤَادُ السَّقِمْ
٢٠ إلى المرءِ قيسٍ أُطِيلُ السُّرَى * وَآخُذُ مِنْ كُلّ حَيِّ عُصُمْ
٢١ وكمْ دونَ بيتِكَ مِنْ مَعْشَرٍ * صُبَاةِ الحُلُومِ عُدَاةٍ غُشُمْ
٢٢ إذا أنا حَيَّيْتُ لمْ يَرْجِعُوا * تَحِيَّتَهُمْ وَهُمُ غَيْرُ صُمّْ
٢٣ وَإِدْلاجِ ليلٍ على خَيْفَةٍ * وَهَاجِرَةٍ حَرُّهَا يَحْتَدِمْ
٢٤ وإنَّ غَزَاتَكَ مِنْ حَضْرَمَوْت * أَتَتْني وَدُونِي الصَّفا وَالرُّجُمْ
٢٥ مَقَادَكَ بالخيلِ أَرْضَ العَدُوِّ * وَجُذْعَانُها كَلَفِيظِ العَجَمْ
٢٦ وَجَيْشُهمُ يَنْظُرُونَ الصَّبَا * حَ فَاليَوْمَ مِن غَزْوَةٍ لمْ تَخِمْ
٢٧ وُقُوفًا بِمَا كَانَِ مِن لأْمَةٍ * وَهُنَّ صِيَامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ
٢٨ فَأظْعَنْتَ وِتْرَكَ مِنْ دَارِهِمْ * وَوِتْرُكَ في دارِهِمْ لَمْ يُقِمْ
٢٩ تَؤُمُّ دِيَارَ بَني عَامِرٍ * وأنتَ بآلِ عَقِيلٍ فَغِمْ
٣٠ أذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَهَا * وقد تُكْرَهُ الحربُ بعدَ السَّلَمْ
٣١ تَعُودُ عليهمْ وتُمْضِيهِمُ * كمَا طَافَ بِالرُّجْمَةِ المُرْتَجِمْ
٣٢ وَلمْ يُودِ مَنْ كُنتَ تَسعَى لَهُ * كمَا قِيلَ في الحَيِّ أوْدَى دَرِمْ
٣٣ وَكَانَت كَحُبْلى غَدَاةَ الصَّبَا * حِ كَانَتْ وِلادَتُهَا عَنْ مُتِمّْ
٣٤ يَقومُ على الوَغْمِ في قَوْمِهِ * فَيَعْفُو إذا شاءَ أوْ يَنْتَقِمْ
٣٥ أخو الحَرْبِ لا ضَرَعٌ وَاهِنٌ * ولمْ يَنْتَعِلْ بِقِبَالٍ خَذِمْ
٣٦ وما مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الفُرَا * تِ جَوْنٌ غَوَارِبُهُ تَلْتَطِمْ
٣٧ يَكُبُّ الخليّةَ ذاتَ القِلا * عِ قد كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ
٣٨ تَكَأْكَأَ مَلاَّحُها وَسْطَهَا * مِنَ الخَوْفِ كَوْثَلَهَا يَلْتَزِمْ
٣٩ بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَاعُونِهِ * إذا ما سَمَاؤُهمُ لمْ تَغِمْ
٤٠ هُوَ الوَاهِبُ المِئَةَ المُصْطَفَا * ةَ كالنَّخْلِ طافَ بِها المُجْتَرِمْ
٤١ وكلَّ كُمَيْتٍ كَجِذْعِ الخِصَا * بِ يَرْدِي على سَلِطَاتٍ لُثُمْ
٤٢ سَنَابِكهُ كَمَدَارَىِ الظِّبَا * ءِ أَطْرَافُهُنَّ على الأرضِ شُمَّ
٤٣ يَصِيدُ النَّحوصَ وَمِسْحَلَها * وَجَحْشَهُما قَبلَ أنْ يَسْتَحِمْ
٤٤ ويَوْمٍ إذا ما رَأيتُ الصِّوَا * رَ أدْبَرَ كَاللُّؤلُؤِ المُنْخَرِمْ
٤٥ تَدَلَّى حَثِيثًا كَأنَّ الصِّوَا * رَ أَتْبَعَهُ أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ
٤٦ فَإنَّ مُعَاوِيَةَ الأكْرَمِين * عِظَامُ القِبَابِ طِوَالُ الأُمَمْ
٤٧ مَتَى تَدْعُهُمْ لِلِقَاءِ الحُرُو * بِ تأتِكَ خَيْلٌ لَهُمْ غَيرُ جُمّْ
٤٨ إذَا مَا هُمُ جَلَسُوا بِالعَشِيّ * فأحلامُ عادٍ وأيدي هُضُمْ
٤٩ وعَوْرَاءَ جاءتْ فَجَاوَبْتُها * بِشَنْعَاءَ نَافيةٍ لِلرَّقمْ
٥٠ بذاتِ نَفِيٍّ لَهَا سَوْرَةٌ * إذَا أُرْسِلَتْ فَهْيَ مَا تَنْتَقِمْ
٥١ تقولُ ابنتي حينَ جدَّ الرّحيل * أرانا سواءً ومَنْ قدْ يَتِمْ
٥٢ أَبَانَا فلا رُمْتَ مِنْ عِنْدِنا * فَإنَّا بِخَيْرٍ إذَا لَمْ تَرِمْ
٥٣ وَيَا أبَتَا لا تَزَلْ عِنْدَنَا * فإنَّا نخافُ بأنْ تُخْتَرَمْ
٥٤ أرانا إذا أَضْمَرَتْكَ البِلا * دُ نُجْفَى وتُقْطَعُ مِنَّا الرّحِمْ
٥٥ أفي الطَّوْفِ خِفْتِ عَليَّ الرّدَى * وكمْ مِنْ رَدٍ أَهْلُهُ لمْ يَرِمْ
٥٦ وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ: * عُمَانَ فحِمصَ فَأُورِيشَلِمْ
٥٧ أَتَيتُ النَّجَاشِيَّ في أرضهِ * وأرضَ النّبيطِ وأرضَ العَجَمْ
٥٨ فَنَجْرَانَ فالسَّرْوَ مِنْ حِمْيَرٍ * فأيَّ مَرَامٍ لهُ لمْ أَرُمْ
٥٩ ومِنْ بعدِ ذاكَ إلى حَضْرَمَوْت * فأوفيتُ هَمِّي وحينًا أَهُمّْ
٦٠ ألمْ تَرَيِ الحَضْرَ إذْ أَهْلُهُ * بِنُعْمَى وهلْ خَالِدٌ مِنْ نَعِمْ
٦١ أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو * دَ حَوْلَينِ يَضرِبُ فيهِ القُدُمْ
٦٢ فما زَادَهُ ربُّهُ قوَّةً * ومثلُ مُجَاوِرهِ لمْ يُقِمْ
٦٣ فلمَّا رأى ربُّّهُ فِعْلَهُ * أتَاهُ طُرُوقًا فَلَم يَنْتَقِمْ
٦٤ وَكَانَ دَعَا رَهْطَهُ دَعْوَةً * هَلُمَّ إلى أمرِكمْ قدْ صُرِمْ
٦٥ فَمُوتُوا كِرَامًا بِأسْيَافِكُمْ * وَلَلْمَوْتُ يَجْشَمُهُ مَنْ جَشِمْ
٦٦ وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِمَنْ نَالَهُ * إذا المرءُ أُمَّتُهُ لمْ تَدُمْ
٦٧ فَفي ذَاك لِلْمُؤتَسِي أُسْوَةٌ * ومَأْرِبُ قفَّى عليها العَرِمْ
٦٨ رُخَامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ * إذَا جَاءَهُ مَاؤهُمْ لَمْ يَرِمْ
٦٩ فأروى الزّروعَ وأَعْنَابَهَا * على سَعَةٍ ماؤُهمْ إذْ قُسِمْ
٧٠ فَعَاشُوا بِذَلِكَ في غِبْطَةٍ * فَجَارَ بهِمْ جَارِفٌ مُنْهَزِمْ
٧١ فطارَ القيولُ وقَيْلاتُها * بِيَهْمَاءَ فيها سَرابٌ يَطِمْ
٧٢ فطاروا سراعًا وما يَقْدِرُو * نَ منهُ لِشُرْبِ صَبِيٍّ فُطِمْ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر