1 |
حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا |
* |
فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ |
2 |
أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ |
* |
تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ |
3 |
حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى |
* |
وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ |
4 |
وَلَو حُمِّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا |
* |
غَداةَ افتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ |
5 |
بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها |
* |
إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ |
6 |
أَتَت زائِرًا ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها |
* |
وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ |
7 |
وما جَلَسَت حَتّى انثَنَت توسِعُ الخُطا |
* |
كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ |
8 |
فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها |
* |
مِنَ النَومِ وَالتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ |
9 |
فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها |
* |
وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ |
10 |
تَذَلَّلْ لَها وَاخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى |
* |
فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ |
11 |
وَلا ثَوبُ مَجدٍ غَيرَ ثَوبِ ابنِ أَحمَدٍ |
* |
عَلى أَحَدٍ إِلّا بِلُؤمٍ مُرَقَّعُ |
12 |
وَإِنَّ الَّذي حابى جَديلَةَ طَيِّئٍ |
* |
بِهِ اللهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ |
13 |
بِذي كَرَمٍ ما مَرَّ يَومٌ وَشَمسُهُ |
* |
عَلى رَأسِ أَوفى ذِمَّةً مِنهُ تَطلُعُ |
14 |
فَأَرحامُ شِعرٍ يَتَّصِلنَ لَدُنَّهُ |
* |
وَأَرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ |
15 |
فَتىً أَلفُ جُزءٍ رَأيُهُ في زَمانِهِ |
* |
أَقَلُّ جُزَيءٍ بَعضُهُ الرَأيُ أَجمَعُ |
16 |
غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِعُ |
* |
وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّبًا حينَ يَلمَعُ |
17 |
إِذا عَرَضَت حاجٌ إِلَيهِ فَنَفسُهُ |
* |
إِلى نَفسِهِ فيها شَفيعٌ مُشَفَّعٌ |
18 |
خَبَت نارُ حَربٍ لَم تَهِجها بَنانُهُ |
* |
وَأَسمَرُ عُريانٌ مِنَ القِشرِ أَصلَعُ |
19 |
نَحيفُ الشَوى يَعدو عَلى أُمِّ رَأسِهِ |
* |
وَيَحفى فَيَقوى عَدوُهُ حينَ يُقطَعُ |
20 |
يَمُجُّ ظَلامًا في نَهارٍ لِسانُهُ |
* |
وَيُفهِمُ عَمَّن قالَ ما لَيسَ يَسمَعُ |
21 |
ذُبابُ حُسامٍ مِنهُ أَنجى ضَريبَةً |
* |
وَأَعصى لِمَولاهُ وَذا مِنهُ أَطوَعُ |
22 |
فَصيحٌ مَتى يَنطِق تَجِد كُلَّ لَفظَةٍ |
* |
أُصولَ البَراعاتِ الَّتي تَتَفَرَّعُ |
23 |
بِكَفِّ جَوادٍ لَو حَكَتها سَحابَةٌ |
* |
لَما فاتَها في الشَرقِ وَالغَربِ مَوضِعُ |
24 |
وَلَيسَ كَبَحرِ الماءِ يَشتَقُّ قَعرَهُ |
* |
إِلى حَيثُ يَفنى الماءُ حوتٌ وَضِفدَعُ |
25 |
أَبَحرٌ يَضُرُّ المُعتَفينَ وَطَعمُهُ |
* |
زُعاقٌ كَبَحرٍ لا يَضُرُّ وَيَنفَعُ |
26 |
يَتيهُ الدَقيقُ الفِكرِ في بُعدِ غَورِهِ |
* |
وَيَغرَقُ في تَيّارِهِ وَهوَ مِصقَعُ |
27 |
أَلا أَيُّها القَيلُ المُقيمُ بِمَنبِجٍ |
* |
وَهِمَّتُهُ فَوقَ السِماكَينِ توضِعُ |
28 |
أَلَيسَ عَجيبًا أَنَّ وَصفَكَ مُعجِزٌ |
* |
وَأَنَّ ظُنوني في مَعاليكَ تَظلَعُ |
29 |
وَأَنَّكَ في ثَوبٍ وَصَدرُكَ فيكُما |
* |
عَلى أَنَّهُ مِن ساحَةِ الأَرضِ أَوسَعُ |
30 |
وَقَلبُكَ في الدُنيا وَلَو دَخَلَت بِنا |
* |
وَبِالجِنِّ فيهِ ما دَرَت كَيفَ تَرجِعُ |
31 |
أَلا كُلُّ سَمحٍ غَيرَكَ اليَومَ باطِلٌ |
* |
وَكُلُّ مَديحٍ في سِواكَ مُضَيَّعٌ |