الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مُلِثَّ القَطرِ أَعطِشها رُبوعًا * وَإِلّا فَاسقِها السَمَّ النَقيعا
2 أُسائِلُها عَنِ المُتَدَيِّريها * فَلا تَدري وَلا تُذري دُموعًا
3 لَحاها اللهُ إِلّا ماضِيَيها * زَمانَ اللَهوِ وَالخَودَ الشُموعا
4 مُنَعَّمَةٌ مُمَنَّعَةٌ رَداحٌ * يُكَلِّفُ لَفظُها الطَيرَ الوُقوعا
5 تُرَفِّعُ ثَوبَها الأَردافُ عَنها * فَيَبقى مِن وِشاحَيها شَسوعا
6 إِذا ماسَت رَأَيتَ لَها ارتِجاجًا * لَهُ لَولا سَواعِدُها نَزوعا
7 تَأَلَّمُ دَرزَهُ وَالدَرزُ لَينٌ * كَما تَتَأَلَّمُ العَضبَ الصَنيعا
8 ذِراعاها عَدُوّا دُملُجَيها * يَظُنُّ ضَجيعُها الزَندَ الضَجيعا
9 كَأَنَّ نِقابَها غَيمٌ رَقيقٌ * يُضيءُ بِمَنعِهِ البَدرَ الطُلوعا
10 أَقولُ لَها اكشِفي ضُرّي وَقولي * بِأَكثَرَ مِن تَدَلُّلِها خُضوعا
11 أَخِفتِ اللهَ في إِحياءِ نَفسٍ * مَتى عُصِيَ الإِلَهُ بِأَن أُطيعا
12 غَدا بِكَ كُلُّ خِلوٍ مُستَهامًا * وَأَصبَحَ كُلُّ مَستورٍ خَليعا
13 أُحِبُّكِ أَو يَقولوا جَرَّ نَملٌ * ثَبيرًا وَابنُ إِبراهيمَ ريعا
14 بَعيدُ الصيتِ مُنبَثُّ السَرايا * يُشَيِّبُ ذِكرُهُ الطِفلَ الرَضيعا
15 يَغُضُّ الطَرفَ مِن مَكرٍ وَدَهيٍ * كَأَنَّ بِهِ وَلَيسَ بِهِ خُشوعا
16 إِذا استَعطَيتَهُ ما في يَدَيهِ * فَقَدكَ سَأَلتَ عَن سِرٍّ مُذيعا
17 قَبولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عَلَيهِ * وَإِلّا يَبتَدِئْ يَرَهُ فَظيعا
18 لِهونِ المالِ أَفرَشَهُ أَديمًا * وَلِلتَفريقِ يَكرَهُ أَن يَضيعا
19 إِذا ضَرَبَ الأَميرُ رِقابَ قَومٍ * فَما لِكَرامَةٍ مَدَّ النُطوعا
20 فَلَيسَ بِواهِبٍ إِلّا كَثيرًا * وَلَيسَ بِقاتِلٍ إِلّا قَريعا
21 وَلَيسَ مُؤَدِّبًا إِلّا بِنَصلِ * كَفى الصَمصامَةُ التَعَبَ القَطيعا
22 عَلِيٌّ لَيسَ يَمنَعُ مِن مَجيءِ * مُبارِزَهُ وَيَمنَعُهُ الرُجوعا
23 عَلِيٌّ قاتِلُ البَطَلِ المُفَدّى * وَمُبدِلُهُ مِنَ الزَرَدِ النَجيعا
24 إِذا اعوَجَّ القَنا في حامِليهِ * وَجازَ إِلى ضُلوعِهِمُ الضُلوعا
25 وَنالَت ثَأرَها الأَكبادُ مِنهُ * فَأَولَتهُ اندِقاقًا أَو صُدوعا
26 فَحِد في مُلتَقى الخَيلَينِ عَنهُ * وَإِن كُنتَ الخُبَعثِنَةَ الشِحيعا
27 إِنِ استَجرَأتَ تَرمُقُهُ بَعيدًا * فَأَنتَ اسطَعتَ شَيئًا ما استُطيعا
28 وَإِن مارَيتَني فَاركَب حِصانًا * وَمَثِّلهُ تَخِرَّ لَهُ صَريعا
29 غَمامٌ رُبَّما مَطَرَ انتِقامًا * فَأَقحَطَ وَدقُهُ البَلَدَ المَريعا
30 رَآني بَعدَ ما قَطَعَ المَطايا * تَيَمُّمُهُ وَقَطَّعَتِ القُطوعا
31 فَصَيَّرَ سَيلُهُ بَلَدي غَديرًا * وَصَيَّرَ خَيرُهُ سَنَتي رَبيعا
32 وَجاوَدَني بِأَن يَعطي وَأَحوي * فَأَغرَقَ نَيلُهُ أَخذي سَريعا
33 أَمُنسِيَّ الكناس وَحَضرَمَوتا * وَوالِدَتي وَكِندَةَ وَالسَبيعا
34 قِدِ استَقصَيتَ في سَلبِ الأَعادي * فَرُدَّ لَهُمْ مِنَ السَلبِ الهُجوعا
35 إِذا ما لَم تُسِر جَيشًا إِلَيهِمْ * أَسَرتَ إِلى قُلوبِهِمُ الهُلوعا
36 رَضوا بِكَ كَالرِضا بِالشَيبِ قَسرًا * وَقَد وَخَطَ النَواصِيَ وَالفُروعا
37 فَلا عَزَلٌ وَأَنتَ بِلا سِلاحٍ * لِحاظُكَ ما تَكونُ بِهِ مَنيعا
38 لَوِ استَبدَلتَ ذِهنَكَ مِن حُسامٍ * قَدَدتَ بِهِ المَغافِرَ وَالدُروعا
39 لَوِ استَفرَغتَ جُهدَكَ في قِتالٍ * أَتَيتَ بِهِ عَلى الدُنيا جَميعا
40 سَمَوتَ بِهِمَّةٍ تَسمو فَتَسمو * فَما تُلفى بِمَرتَبَةٍ قَنوعا
41 وَهَبكَ سَمَحتَ حَتّى لا جَوادٌ * فَكَيفَ عَلَوتَ حَتّى لا رَفيعا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن إبراهيم التنوخي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (249)،
2 - الأبيات (2-4) في صفحة (250)،
3 - الأبيات (5-7) في صفحة (251)،
4 - الأبيات (8-12) في صفحة (252)،
5 - الأبيات (13-16) في صفحة (253)،
6 - الأبيات (17-21) في صفحة (254)،
7 - الأبيات (23-27) في صفحة (255)،
8 - الأبيات (28-31) في صفحة (256)،
9- الأبيات (32-36) في صفحة (257)،
10 - الأبيات (37-41) في صفحة (258)،

الرابط المختصر