1 |
الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ |
* |
وَالدَمعُ بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ |
2 |
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّدٍ |
* |
هَذا يَجيءُ بِها وَهَذا يَرجِعُ |
3 |
النَومُ بَعدَ أَبي شُجاعٍ نافِرٌ |
* |
وَاللَيلُ مُعْيٍ وَالكَواكِبُ ظُلَّعُ |
4 |
إِنّي لَأَجبُنُ مِن فِراقِ أَحِبَّتي |
* |
وَتُحِسُّ نَفسي بِالحِمامِ فَأَشجُعُ |
5 |
وَيَزيدُني غَضَبُ الأَعادي قَسوَةً |
* |
وَيُلِمُّ بي عَتبُ الصَديقِ فَأَجزَعُ |
6 |
تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ |
* |
عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ |
7 |
وَلِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفسَهُ |
* |
وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فَتَطمَعُ |
8 |
أَينَ الَّذي الهَرَمانِ مِن بُنيانِهِ |
* |
ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ |
9 |
تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَن أَصحابِها |
* |
حينًا وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ |
10 |
لَم يُرضِ قَلبَ أَبي شُجاعٍ مَبلَغٌ |
* |
قَبلَ المَماتِ وَلَم يَسَعهُ مَوضِعُ |
11 |
كُنّا نَظُنُّ دِيارَهُ مَملوءَةً |
* |
ذَهَبًا فَماتَ وَكُلُّ دارٍ بَلقَعُ |
12 |
وَإِذا المَكارِمُ وَالصَوارِمُ وَالقَنا |
* |
وَبَناتُ أَعوَجَ كُلُّ شَيءٍ يَجمَعُ |
13 |
المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً |
* |
مِن أَن يَعيشَ لَها الكَريمُ الأَروَعُ |
14 |
وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلًا |
* |
مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ |
15 |
بَرِّد حَشايَ إِنِ استَطَعتَ بِلَفظَةٍ |
* |
فَلَقَد تَضُرُّ إِذا تَشاءُ وَتَنفَعُ |
16 |
ما كانَ مِنكَ إِلى خَليلٍ قَبلَها |
* |
ما يُستَرابُ بِهِ وَلا ما يوجِعُ |
17 |
وَلَقَد أَراكَ وَما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ |
* |
إِلّا نَفاها عَنكَ قَلبٌ أَصمَعُ |
18 |
وَيَدٌ كَأَنَّ قِتالَها وَنَوالَها |
* |
فَرضٌ يَحِقُّ عَلَيكَ وَهوَ تَبَرُّعُ |
19 |
يا مَن يُبَدِّلُ كُلَّ يَومٍ حُلَّةً |
* |
أَنّى رَضيتَ بِحُلَّةٍ لا تُنزَعُ |
20 |
ما زِلتَ تَخلَعُها عَلى مَن شاءَها |
* |
حَتّى لَبِستَ اليَومَ ما لا تَخلَعُ |
21 |
ما زِلتَ تَدفَعُ كُلَّ أَمرٍ فادِحٍ |
* |
حَتّى أَتى الأَمرُ الَّذي لا يُدفَعُ |
22 |
فَظَلِلتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ |
* |
فيما عَراكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ |
23 |
بِأَبي الوَحيدُ وَجَيشُهُ مُتَكاثِرٌ |
* |
يَبكي وَمِن شَرِّ السِلاحِ الأَدمُعُ |
24 |
وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِلاحِ عَلى البُكا |
* |
فَحَشاكَ رُعتَ بِهِ وَخَدَّكَ تَقرَعُ |
25 |
وَصَلَت إِلَيكَ يَدٌ سَواءٌ عِندَها |
* |
ألبازُ الاشَهِبُ وَالغُرابُ الأَبقَعُ |
26 |
مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُرى |
* |
فَقَدَت بِفَقدِكَ نَيِّرًا لا يَطلَعُ |
27 |
وَمَنِ اتَّخَذتَ عَلى الضُيوفِ خَليفَةً |
* |
ضاعوا وَمِثلَكَ لا يَكادُ يُضَيِّعُ |
28 |
قُبحًا لِوَجهِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ |
* |
وَجهٌ لَهُ مِن كُلِّ قُبحٍ بُرقُعُ |
29 |
أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٌ |
* |
وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوكَعُ |
30 |
أَيدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوالَي رَأسِهِ |
* |
وَقَفًا يَصيحُ بِها أَلا مَن يَصفَعُ |
31 |
أَبقَيتَ أَكذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ |
* |
وَأَخَذتَ أَصدَقَ مَن يَقولُ وَيَسمَعُ |
32 |
وَتَرَكتَ أَنتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ |
* |
وَسَلَبتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ |
33 |
فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحشٍ نافِرٍ |
* |
دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ |
34 |
وَتَصالَحَت ثَمَرُ السِياطِ وَخَيلُهُ |
* |
وَأَوَت إِلَيها سوقُها وَالأَذرُعُ |
35 |
وَعَفا الطِرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ |
* |
فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلمَعُ |
36 |
وَلّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنادِمٍ |
* |
بَعدَ اللُزومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ |
37 |
مَن كانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلجَأً |
* |
وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرتَعُ |
38 |
إِن حَلَّ في فُرسٍ فَفيها رَبُّها |
* |
كِسرى تَذِلُّ لَهُ الرِقابُ وَتَخضَعُ |
39 |
أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ |
* |
أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ |
40 |
قَد كانَ أَسرَعَ فارِسٍ في طَعنَةٍ |
* |
فَرَسًا وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسرَعُ |
41 |
لا قَلَّبَت أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ |
* |
رُمحًا وَلا حَمَلَت جَوادًا أَربَعُ |