الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِجِنِّيَّةٍ أَم غادَةٍ رُفِعَ السَجفُ * لِوَحشِيَّةٍ لا ما لِوَحشِيَّةٍ شَنْفُ
2 نَفورٌ عَرَتها نَفرَةٌ فَتَجاذَبَت * سَوالِفُها وَالحَليُ وَالخَصرُ وَالرِدفُ
3 وَخُيِّلَ مِنها مِرطُها فَكَأَنَّما * تَثَنّى لَنا خوطٌ وَلا حَظَنا خِشفُ
4 زِيادَةُ شَيبٍ وَهيَ نَقصُ زِيادَتي * وَقُوَّةُ عِشقٍ وَهيَ مِن قُوَّتي ضَعفُ
5 هَراقَت دَمي مَن بي مِنَ الوَجدِ ما بِها * مِنَ الوَجدِ بي وَالشَوقُ لي وَلَها حِلفُ
6 وَمَن كُلَّما جَرَّدتَها مِن ثِيابِها * كَساها ثِيابًا غَيرَها الشَعَرُ الوَحفُ
7 وَقابَلَني رُمّانَتا غُصنِ بانَةٍ * يَميلُ بِهِ بَدرٌ وَيُمسِكُهُ حِقفُ
8 أَكَيْدًا لَنا يا بَينُ واصَلتَ وَصلَنا * فَلا دارُنا تَدنو وَلا عَيشُنا يَصفو
9 أُرَدِّدُ «وَيلي» لَو قَضى الوَيلُ حاجَةً * وَأُكثِرُ لَهفي لَو شَفى غُلَّةً لَهفُ
10 ضَنىً في الهَوى كَالسُمِّ في الشَهدِ كامِنًا * لَذِذتُ بِهِ جَهلًا وَفي اللَذَّةِ الحَتفُ
11 فَأَفنى وَما أَفنَتهُ نَفسي كَأَنَّما * أَبو الفَرَجِ القاضي لَهُ دونَها كَهفُ
12 قَليلُ الكَرى لَو كانَتِ البيضُ وَالقَنا * كَآرائِهِ ما أَغنَتِ البيضُ وَالزَغْفُ
13 يَقومُ مَقامَ الجَيشِ تَقطيبُ وَجهِهِ * وَيَستَغرِقُ الأَلفاظَ مِن لَفظِهِ حَرفُ
14 وَإِن فَقَدَ الإِعطاءَ حَنَّت يَمينُهُ * إِلَيهِ حَنينَ الإِلفِ فارَقَهُ الإِلفُ
15 أَديبٌ رَسَت لِلعِلمِ في أَرضِ صَدرِهِ * جِبالٌ جِبالُ الأَرضِ في جَنبِها قُفُّ
16 جَوادٌ سَمَت في الخَيرِ وَالشَرِّ كَفُّهُ * سُمُوًّا أَوَدَّ الدَهرَ أَنَّ اسمَهُ كَفُّ
17 وَأَضحى وَبَينَ الناسِ في كُلِّ سَيِّدٍ * مِنَ الناسِ إِلّا في سِيادَتِهِ خَلفُ
18 يُفَدّونَهُ حَتّى كَأَنَّ دِماءَهُمْ * لِجاري هَواهُ في عُروقِهِمُ تَقفو
19 وُقوفَينَ في وَقفَينِ شُكرٍ وَنائِلٍ * فَنائِلُهُ وَقفٌ وَشُكرُهُمُ وَقفُ
20 وَلَمّا فَقَدنا مِثلَهُ دامَ كَشفُنا * عَلَيهِ فَدامَ الفَقدُ وَانكَشَفَ الكَشفُ
21 وَما حارَتِ الأَوهامُ في عُظمِ شَأنِهِ * بِأَكثَرَ مِمّا حارَ في حُسنِهِ الطَرفُ
22 وَلا نالَ مِن حُسّادِهِ الغَيظُ وَالأَذى * بِأَعظَمَ مِمّا نالَ مِن وَفرِهِ العُرفُ
23 تَفَكُّرُهُ عِلمٌ وَمَنطِقُهُ حُكمٌ * وَباطِنُهُ دينٌ وَظاهِرُهُ ظَرفُ
24 أَماتَ رِياحَ اللُؤمِ وَهيَ عَواصِفٌ * وَمَغنى العُلا يودي وَرَسمُ النَدى يَعفو
25 فَلَم نَرَ قَبلَ ابنِ الحُسَينِ أَصابِعًا * إِذا ما هَطَلنَ استَحيَتِ الدِيَمُ الوُطفُ
26 وَلا ساعِيًا في قُلَّةِ المَجدِ مُدرِكًا * بِأَفعالِهِ ما لَيسَ يُدرِكُهُ الوَصفُ
27 وَلَم نَرَ شَيئًا يَحمِلُ العِبءَ حَملَهُ * وَيَستَصغِرُ الدُنيا وَيَحمِلُهُ طِرفُ
28 وَلا جَلَسَ البَحرُ المُحيطُ لِقاصِدٍ * وَمِن تَحتِهِ فَرشٌ وَمِن فَوقِهِ سَقفُ
29 فَواعَجَبًا مِنّي أُحاوِلُ نَعتَهُ * وَقَد فَنِيَت فيهِ القَراطيسُ وَالصُحفُ
30 وَمِن كَثرَةِ الأَخبارِ عَن مَكرُماتِهِ * يَمُرُّ لَهُ صِنفٌ وَيَأتي لَهُ صِنفُ
31 وَتَفتَرُّ مِنهُ عَن خِصالٍ كَأَنَّها * ثَنايا حَبيبٍ لا يُمَلُّ لَها رَشفُ
32 قَصَدتُكَ وَالراجونَ قَصدي إِلَيهِمُ * كَثيرٌ وَلَكِن لَيسَ كَالذَنَبِ الأَنفُ
33 وَلا الفِضَّةُ البَيضاءُ وَالتِبرُ واحِدٌ * نَفوعانِ لِلمُكدي وَبَينَهُما صَرفُ
34 وَلَستَ بِدونٍ يُرتَجى الغَيثُ دونَهُ * وَلا مُنتَهى الجودِ الَّذي خَلفَهُ خَلفُ
35 وَلا واحِدًا في ذا الوَرى مِن جَماعَةٍ * وَلا البَعضُ مِن كُلٍّ وَلَكِنَّكَ الضِعفُ
36 وَلا الضِعفَ حَتّى يَتبَعَ الضِعفَ ضِعفُهُ * وَلا ضِعفَ ضِعفِ الضِعفِ بَل مِثلَهُ أَلفُ
37 أَقاضِيَنا هَذا الَّذي أَنتَ أَهلُهُ * غَلِطتُ وَلا الثُلثانِ هَذا وَلا النِصفُ
38 وَذَنبِيَ تَقصيري وَما جِئتُ مادِحًا * بِذَنبي وَلَكِن جِئتُ أَسأَلُ أَن تَعفو

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا الفرج أحمد بن الحسين القاضي المالكي

الصفحات

1- البيتان (1-2) في صفحة (282)،
2 - الأبيات (3-6) في صفحة (283)،
3 - الأبيات (7-11) في صفحة (284)،
4 - الأبيات (12-16) في صفحة (285)،
5 - الأبيات (17-19) في صفحة (286)،
6 - الأبيات (20-23) في صفحة (287)،
7 - الأبيات (24-27) في صفحة (288)،
8 - الأبيات (28-33) في صفحة (289)،
9 - الأبيات (34-36) في صفحة (290)،
10 - البيتان (37-38) في صفحة (291)،

الرابط المختصر