الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَيَدري الرَبعُ أَيَّ دَمٍ أَراقا * وَأَيَّ قُلوبِ هَذا الرَكبِ شاقا
2 لَنا وَلِأَهلِهِ أَبَدًا قُلوبٌ * تَلاقى في جُسومٍ ما تَلاقى
3 وَما عَفَتِ الرِياحُ لَهُ مَحَلًّا * عَفاهُ مَن حَدا بِهِمُ وَساقا
4 فَلَيتَ هَوى الأَحِبَّةِ كانَ عَدلًا * فَحَمَّلَ كُلَّ قَلبٍ ما أَطاقا
5 نَظَرتُ إِلَيهِمُ وَالعَينُ شَكرى * فَصارَت كُلُّها لِلدَمعِ ماقا
6 وَقَد أَخَذَ التَمامُ البَدرُ فيهِمْ * وَأَعطاني مِنَ السَقَمِ المُحاقا
7 وَبَينَ الفَرعِ وَالقَدَمَينِ نورٌ * يَقودُ بِلا أَزِمَّتِها النِياقا
8 وَطَرفٌ إِن سَقى العُشّاقَ كَأسًا * بِها نَقصٌ سَقانيها دِهاقا
9 وَخَصرٌ تَثبُتُ الأَبصارُ فيهِ * كَأَنَّ عَلَيهِ مِن حَدَقِ نِطاقا
10 سَلي عَن سيرَتي فَرَسي وَسَيفي * وَرُمحي وَالهَمَلَّعَةِ الدِفاقا
11 تَرَكنا مِن وَراءِ العيسِ نَجدًا * وَنَكَّبنا السَماوَةَ وَالعِراقا
12 فَما زالَت تَرى وَاللَيلُ داجٍ * لِسَيفِ الدَولَةِ المَلِكِ ائتِلاقا
13 أَدِلَّتُها رِياحُ المِسكِ مِنهُ * إِذا فَتَحَت مَناخِرَها انتِشاقا
14 أَباحَ الوحش يا وَحشُ الأَعادي * فَلِمْ تَتَعَرَّضينَ لَهُ الرِفاقا
15 وَلَو تَبَّعتِ ما طَرَحَت قَناهُ * لَكَفَّكِ عَن رَذايانا وَعاقا
16 وَلَو سِرنا إِلَيهِ في طَريقٍ * مِنَ النيرانِ لَم نَخَفِ احتِراقا
17 إِمامٌ للِائمَّةِ مِن قُرَيشٍ * إِلى مَن يَتَّقونَ لَهُ شِقاقا
18 يَكونُ لَهُمْ إِذا غَضِبوا حُسامًا * وَلِلهَيجاءِ حينَ تَقومُ ساقا
19 فَلا تَستَنكِرَنَّ لَهُ ابتِسامًا * إِذا فَهِقَ المَكَرُّ دَمًا وَضاقا
20 فَقَد ضَمِنَت لَهُ المُهَجَ العَوالي * وَحَمَّلَ هَمَّهُ الخَيلَ العِتاقا
21 إِذا أُنعِلنَ في آثارِ قَومٍ * وَإِن بَعُدوا جَعَلنَهُمُ طِراقا
22 وَإِن نَقَعَ الصَريخُ إِلى مَكانٍ * نَصَبنَ لَهُ مُؤَلَّلَةً دِقاقا
23 فَكانَ الطَعنُ بَينَهُما جَوابًا * وَكانَ اللَبثُ بَينَهُما فُواقا
24 مُلاقِيَةً نَواصيها المَنايا * مُعَوَّدَةً فَوارِسُها العِناقا
25 تَبيتُ رِماحُهُ فَوقَ الهَوادي * وَقَد ضَرَبَ العَجاجُ لَها رِواقا
26 تَميلُ كَأَنَّ في الأَبطالِ خَمرًا * عُلِلنَ بِها اصطِباحًا وَاغتِباقا
27 تَعَجَّبَتِ المُدامُ وَقَد حَساها * فَلَم يَسكَر وَجادَ فَما أَفاقا
28 أَقامَ الشِعرُ يَنتَظِرُ العَطايا * فَلَمّا فاقَتِ الأَمطارَ فاقا
29 وَزَنّا قيمَةَ الدَهماءِ مِنهُ * وَوَفَّينا القِيانَ بِهِ الصَداقا
30 وَحاشا لِارتِياحِكَ أَن يُبارى * وَلِلكَرَمِ الَّذي لَكَ أَن يُباقى
31 وَلَكِنّا نُداعِبُ مِنكَ قَرمًا * تَراجَعَتِ القُرومُ لَهُ حِقاقا
32 فَتىً لا تَسلُبُ القَتلى يَداهُ * وَيَسلُبُ عَفوُهُ الأَسرى الوَثاقا
33 وَلَم تَأتِ الجَميلَ إِلَيَّ سَهوًا * وَلَم أَظفَر بِهِ مِنكَ استِراقا
34 فَأَبلِغ حاسِدِيَّ عَلَيكَ أَنّي * كَبا بَرقٌ يُحاوِلُ بي لَحاقا
35 وَهَل تُغني الرَسائِلُ في عَدوٍّ * إِذا ما لَم يَكُنَّ ظُبًا رِقاقا
36 إِذا ما الناسُ جَرَّبَهُمْ لَبيبٌ * فَإِنّي قَد أَكَلتُهُمُ وَذاقا
37 فَلَم أَرَ وُدَّهُمْ إِلّا خِداعًا * وَلَم أَرَ دينَهُم إِلّا نِفاقا
38 يُقَصِّرُ عَن يَمينِكَ كُلُّ بَحرٍ * وَعَمّا لَم تُلِقهُ ما أَلاقا
39 وَلَولا قُدرَةُ الخَلّاقِ قُلنا * أَعَمدًا كانَ خَلقُكَ أَم وِفاقا
40 فَلا حَطَّت لَكَ الهَيجاءُ سَرجًا * وَلا ذاقَت لَكَ الدُنيا فِراقا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة وقد أمر له بفرس وجارية

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (294)،
2 - الأبيات (4-7) في صفحة (295)،
3 - البيتان (8-9) في صفحة (296)،
4- الأبيات (10-13) في صفحة (297)،
5 - الأبيات (14-17) في صفحة (298)،
6 - الأبيات (18-22) في صفحة (299)،
7 - الأبيات (23-25) في صفحة (300)،
8 - الأبيات (26-30) في صفحة (301)،
9 - الأبيات (31-35) في صفحة (302)،
10 - الأبيات (36-40) في صفحة (303)،

الرابط المختصر