الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي * وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
2 وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ * وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
3 وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى * مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
4 وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ * وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
5 وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا * شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
6 وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ * سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
7 وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني * فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلًا مِن مُطَوَّقِ
8 وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا * عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
9 سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها * وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
10 إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعًا بِهِ * تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ
11 وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِمْ * بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
12 أَدَرنَ عُيونًا حائِراتٍ كَأَنَّها * مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ
13 عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا * وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ
14 نُوَدِّعُهُمْ وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ * قَنا ابنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
15 قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُدَ عِندَها * إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ
16 هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها * تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي
17 تَقُدُّ عَلَيهِمْ كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ * وَتَفري إِلَيهِمْ كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ
18 يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ * وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ
19 وَيُرجِعُها حُمرًا كَأَنَّ صَحيحَها * يُبَكّي دَمًا مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
20 فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ * شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ
21 ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ * لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
22 كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً * كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ ارفُقِ
23 لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ * وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ
24 رَأى مَلِكُ الرومِ ارتِياحَكَ لِلنَدى * فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ
25 وَخَلّى الرِماحَ السَمهَرِيَّةَ صاغِرًا * لِأَدرَبَ مِنهُ بِالطِعانِ وَأَحذَقِ
26 وَكاتَبَ مِن أَرضٍ بَعيدٍ مَرامُها * قَريبٍ عَلى خَيلٍ حَوالَيكَ سُبَّقِ
27 وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسولُهُ * فَما سارَ إِلّا فَوقَ هامٍ مُفَلَّقِ
28 فَلَمّا دَنا أَخفى عَلَيهِ مَكانَهُ * شُعاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
29 وَأَقبَلَ يَمشي في البِساطِ فَما دَرى * إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي
30 وَلَم يَثنِكَ الأَعداءُ عَن مُهَجاتِهِمْ * بِمِثلِ خُضوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ
31 وَكُنتَ إِذا كاتَبتَهُ قَبلَ هَذِهِ * كَتَبتَ إِلَيهِ في قَذالِ الدُمُستُقِ
32 فَإِن تُعطِهِ مِنكَ الأَمانَ فَسائِلٌ * وَإِن تُعطِهِ حَدَّ الحُسامِ فَأَخلِقِ
33 وَهَل تَرَكَ البيضُ الصَوارِمُ مِنهُمُ * أَسيرًا لِفادٍ أَو رَقيقًا لِمُعتِقِ
34 لَقَد وَرَدوا وِردَ القَطا شَفَراتِها * وَمَرّوا عَلَيها زَردَقًا بَعدَ زَردَقِ
35 بَلَغتُ بِسَيفِ الدَولَةِ النورِ رُتبَةً * أَثَرتُ بِها ما بَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
36 إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ * أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ الحَقِ
37 وَما كَمَدُ الحُسّادِ شَيئًا قَصَدتُهُ * وَلَكِنَّهُ مَن يَزحَمِ البَحرَ يَغرَقِ
38 وَيَمتَحِنُ الناسَ الأَميرُ بِرَأيِهِ * وَيُغضي عَلى عِلمٍ بِكُلِّ مُمَخرِقِ
39 وَإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ * إِذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرِقِ
40 فَيا أَيُّها المَطلوبُ جاوِرهُ تَمتَنِعْ * وَيا أَيُّها المَحرومُ يَمِّمهُ تُرزَقِ
41 وَيا أَجبَنَ الفُرسانِ صاحِبهُ تَجتَرِئْ * وَيا أَشجَعَ الشُجعانِ فارِقهُ تَفرَقِ
42 إِذا سَعَتِ الأَعداءُ في كَيدِ مَجدِهِ * سَعى جَدُّهُ في كَيدِهِم سَعيَ مُحنَقِ
43 وَما يَنصُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا * إِذا لَم يَكُن فَضلَ السَعيدِ المُوَفَّقِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة ويذكر الفداء الذي طلبه رسول ملك الروم وكتابه إليه

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (304)،
2 - البيت (5) في صفحة (305)،
3 - الأبيات (6-8) في صفحة (306)،
4 - الأبيات (9-11) في صفحة (307)،
5 - الأبيات (12-14) في صفحة (308)،
6 - الأبيات (15-18) في صفحة (309)،
7 - الأبيات (19-22) في صفحة (310)،
8 - الأبيات (23-25) في صفحة (311)،
9 - الأبيات (26-29) في صفحة (312)،
10 - الأبيات (30-33) في صفحة (313)،
11 - الأبيات (34-37) في صفحة (314)،
12- الأبيات (38-41) في صفحة (315)،
13 - البيتان (42-43) في صفحة (316)،

الرابط المختصر