الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ * مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ
2 وَصُحبَةَ قَومٍ يَذبَحونَ قَنيصَهُمْ * بِفَضلَةِ ما قَد كَسَّروا في المَفارِقِ
3 وَلَيلًا تَوَسَّدنا الثَوِيَّةَ تَحتَهُ * كَأَنَّ ثَراها عَنبَرٌ في المَرافِقِ
4 بِلادٌ إِذا زارَ الحِسانَ بِغَيرِها * حَصى تُربِها ثَقَّبنَهُ لِلمَخانِقِ
5 سَقَتني بِها القُطرُبُّلِيَّ مَليحَةٌ * عَلى كاذِبٍ مِن وَعدِها ضَوءُ صادِقِ
6 سُهادٌ لِأَجفانٍ وَشَمسٌ لِناظِرٍ * وَسُقمٌ لِأَبدانٍ وَمِسكٌ لِناشِقِ
7 وَأَغيَدُ يَهوى نَفسَهُ كُلُّ عاقِلٍ * عَفيفٍ وَيَهوى جِسمَهُ كُلُّ فاسِقِ
8 أَديبٌ إِذا ما جَسَّ أَوتارَ مِزهَرٍ * بَلا كُلَّ سَمعٍ عَن سِواها بِعائِقِ
9 يُحَدِّثُ عَمّا بَينَ عادٍ وَبَينَهُ * وَصُدغاهُ في خَدَّي غُلامٍ مُراهِقِ
10 وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفًا لَهُ * إِذا لَم يَكُن في فِعلِهِ وَالخَلائِقِ
11 وَما بَلَدُ الإِنسانِ غَيرُ المُوافِقِ * وَلا أَهلُهُ الأَدنَونَ غَيرُ الأَصادِقِ
12 وَجائِزَةٌ دَعوى المَحَبَّةِ وَالهَوى * وَإِن كانَ لا يَخفى كَلامُ المُنافِقِ
13 بِرَأيِ مَنِ انقادَت عُقَيلٌ إِلى الرَدى * وَإِشماتِ مَخلوقٍ وَإِسخاطِ خالِقِ
14 أَرادوا عَلِيًّا بِالَّذي يُعجِزُ الوَرى * وَيوسِعُ قَتلَ الجَحفَلِ المُتَضايِقِ
15 فَما بَسَطوا كَفًّا إِلى غَيرِ قاطِعٍ * وَلا حَمَلوا رَأسًا إِلى غَيرِ فالِقِ
16 لَقَد أَقدَموا لَو صادَفوا غَيرَ آخِذٍ * وَقَد هَرَبوا لَو صادَفوا غَيرَ لاحِقِ
17 وَلَمّا كَسا كَعبًا ثِيابًا طَغَوا بِها * رَمى كُلَّ ثَوبٍ مِن سِنانٍ بِخارِقِ
18 وَلَمّا سَقى الغَيثَ الَّذي كَفَروا بِهِ * سَقى غَيرَهُ في غَيرِ تِلكَ البَوارِقِ
19 وَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ حارِمٍ * كَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ رازِقِ
20 أَتاهُمْ بِها حَشوَ العَجاجَةِ وَالقَنا * سَنابِكُها تَحشو بُطونَ الحَمالِقِ
21 عَوابِسَ حَلْيٍ يابِسُ الماءِ حُزمَها * فَهُنَّ عَلى أَوساطِها كَالمَناطِقِ
22 فَلَيتَ أَبا الهَيجا يَرى خَلفَ تَدمُرٍ * طِوالَ العَوالي في طِوالِ السَمالِقِ
23 وَسَوقَ عَليٍّ مِن مَعَدٍّ وَغَيرِها * قَبائِلَ لا تُعطي القُفِيَّ لِسائِقِ
24 قُشَيرٌ وَبَلعَجلانِ فيها خَفِيَّةٌ * كَراءَينِ في أَلفاظِ أَلثَغَ ناطِقِ
25 تُخَلِّيهِمُ النِسوانُ غَيرَ فَوارِكٍ * وَهُمْ خَلَّوِ النِسوانَ غَيرَ طَوالِقِ
26 يُفَرِّقُ ما بَينَ الكُماةِ وَبَينَها * بِضَربٍ يُسَلّي حَرُّهُ كُلَّ عاشِقِ
27 أَتى الظُعنَ حَتّى ما تَطيرُ رَشاشَةٌ * مِنَ الخَيلِ إِلّا في نُحورِ العَواتِقِ
28 بِكُلِّ فَلاةٍ تُنكِرُ الإِنسَ أَرضُها * ظَعائِنُ حُمرُ الحَليِ حُمرُ الأَيانِقِ
29 وَمَلمومَةٌ سَيفِيَّةٌ رَبَعِيَّةٌ * يَصيحُ الحَصى فيها صِياحَ اللَقالِقِ
30 بَعيدَةُ أَطرافِ القَنا مِن أُصولِهِ * قَريبَةُ بَينَ البيضِ غُبرُ اليَلامِقِ
31 نَهاها وَأَغناها عَنِ النَهبِ جودُهُ * فَما تَبتَغي إِلّا حُماةَ الحَقائِقِ
32 تَوَهَّمَها الأَعرابُ سَورَةَ مُترَفٍ * تُذَكِّرُهُ البَيداءُ ظِلَّ السُرادِقِ
33 فَذَكَّرتَهُمْ بِالماءِ ساعَةَ غَبَّرَت * سَماوَةُ كَلبٍ في أُنوفِ الحَزائِقِ
34 وَكانوا يَروعونَ المُلوكَ بِأَن بَدَوا * وَأَن نَبَتَت في الماءِ نَبتَ الغَلافِقِ
35 فَهاجوكَ أَهدى في الفَلا مِن نُجومِهِ * وَأَبدى بُيوتًا مِن أَداحي النَقانِقِ
36 وَأَصبَرَ عَن أَمواهِهِ مِن ضِبابِهِ * وَآلَفَ مِنها مُقلَةً لِلوَدائِقِ
37 وَكانَ هَديرًا مِن فُحولٍ تَرَكتَها * مُهَلَّبَةَ الأَذنابِ خُرسَ الشَقاشِقِ
38 فَما حَرَموا بِالرَكضِ خَيلَكَ راحَةً * وَلَكِن كَفاها البَرُّ قَطعَ الشَواهِقِ
39 وَلا شَغَلوا صُمَّ القَنا بِقُلوبِهِمْ * عَنِ الرِكزِ لَكِن عَن قُلوبِ الدَماسِقِ
40 أَلَم يَحذَروا مَسخَ الَّذي يَمسَخُ العِدا * وَيَجعَلُ أَيدي الأُسدِ أَيدي الخَرانِقِ
41 وَقَد عايَنوهُ في سِواهُمْ وَرُبَّما * أَرى مارِقًا في الحَربِ مَصرَعَ مارِقِ
42 تَعَوَّدَ أَلا تَقضَمَ الحَبَّ خَيلُهُ * إِذا الهامُ لَم تَرفَع جُنوبَ العَلائِقِ
43 وَلا تَرِدَ الغُدرانَ إِلّا وَماؤُها * مِنَ الدَمِ كَالرَيحانِ تَحتَ الشَقائِقِ
44 لَوَفدُ نُمَيرٍ كانَ أَرشَدَ مِنهُمُ * وَقَد طَرَدوا الأَظعانَ طَردَ الوَسائِقِ
45 أَعَدّوا رِماحًا مِن خُضوعٍ فَطاعَنوا * بِها الجَيشَ حَتّى رَدَّ غَربَ الفَيالِقِ
46 فَلَم أَرَ أَرمى مِنهُ غَيرَ مُخاتِلٍ * وَأَسرى إِلى الأَعداءِ غَيرَ مُسارِقِ
47 تُصيبُ المَجانيقُ العِظامُ بِكَفِّهِ * دَقائِقَ قَد أَعيَت قِسِيَّ البَنادِقِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة، ويذكر إيقاعه بقبائل العرب سنة 344هـ

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (317)،
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (318)،
3 - الأبيات (7-9) في صفحة (319)،
4 - البيتان (10-11) في صفحة (320)،
5 - الأبيات (12-15) في صفحة (321)،
6 - الأبيات (16-20) في صفحة (322)،
7 - الأبيات (21-23) في صفحة (323)،
8 - الأبيات (24-26) في صفحة (324)،
9 - الأبيات (27-29) في صفحة (325)،
10 - الأبيات (30-32) في صفحة (326)،
11 - الأبيات (33-35) في صفحة (327)،
12- البيتان (36-37) في صفحة (328)،
13- الأبيات (38-40) في صفحة (329)،
14 - الأبيات (41-43) في صفحة (330)،
15 - الأبيات (44-47) في صفحة (331)،

الرابط المختصر