الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ بَعْدَمَا طَالَ الْكَرَى * دُونَ الْمَدِينَةِ غَيْرَ ذِي أَصْحَابِ
2 إِلاَّ عِلاَفِيًّا وَسَيْفًا مُلْطَفًا * وضِبِرَّةً وَجْنَاءَ ذَاتَ هِبَابِ
3 طَرَقَتْ وَقَدْ شَحَطَ الفُؤادُ عَنِ الصِّبَا * وَأَتَى المَشِيبُ فَحَالَ دُونَ شَبَابِي
4 طَرَقَتْ بِرَيَّا رَوْضَة وَسمِيَّة * غَرِدٍ بِذَابِلِهَا غِنَاءُ ذَبابِ
5 بِقَرَارَةٍ مُتَرَاكِبٍ خَطْمِيُّهَا * وَالمِسْكُ خَالَطَهَا ذَكِيُّ مَلاَبِ
6 خَوْدٌ مُنَعَّمَةٌ كَأنَّ خِلاَفَها * وَهْنًا إذَا فُرِرَتْ إلَى الجِلْبَابِ
7 دِعْصَا نَقاَ رَفَدَ العَجَاجُ تُرَابَهُ * حُرٍّ صَبِيحَةَ دِيمَةٍ وذِهَابِ
8 قَفْرٍ أَحَاطَ بِهِ غَوَارِبُ رَمْلَةٍ * تَثْنِي النِّعَاجَ فُرُوعُهُنَّ صِعَابِ
9 وَلَقَدْ أَرَانَا لاَ يَشِيعُ حَدِيثُنَا * في الأقْربِينَ وَلاَ إلَى الأَجْنَابِ
10 ولقد نعيش وواشِيَانا بيننا * صَلِفَانِ وهي غريزة الاتراب
11 إِذْ نَحْنُ مُحْتَفِظَانِ عَيْنَ عَدُوِّنَا * في رَيِّقٍ مِنْ غِرَّةٍ وَشَبَابِ
12 تَبْدُو لِغِرَّتنَا وَيَخْفَى شَخْصُهَا * كَطُلُوعِ قَرْنِ الشَّمْسِ بَعْدَ ضَبَابِ
13 تَبْدُو إذَا غَفَلَ الرَّقِيبُ وَزَايَلَتْ * عَيْنُ الْمُحِبِّ دُونَ كُلِّ حِجَابِ
14 لَفَظَتْ كُبَيْشَةُ قَوْلَ شَكٍّ كَاذِبٍ * مِنْهَا وَبعْضُ القَوْلِ غَيْرُ صَوَابِ
15 قَوْمِي فَهَلاَّ تَسْأَلِينَ بِعِزِّهِمْ * إذْ كَانَ قَوْمُكِ مَوْضِعَ الأَذْنَابِ
16 مُضَرُ الَّتي لاَ يُسْتَبَاحُ حَرِيمُهَا * وَالآخِذُونَ نَوَافِلَ الأَنْهَابِ
17 وَالحَائِطُونَ فَلاَ يُرَامُ ذِمَارُهُمْ * وَالحَافِظُونَ مَعَاقِدَ الأَحْسَابِ
18 مَا بَيْنَ حِمْصَ وَحضْرَمَوْتَ نَحُوطُهُ * بِسُيُوفِنَا مِنْ مَنْهَلٍ وَتُرَابِ
19 في كُلِّ ذلِكَ يا كُبَيْشَ بُيُوتُنَا * حِلَقُ الحُلُولِ ثَوَابِتَ الأَطْنَابِ
20 آطامُ طِينٍ شَيَّدَتْهَا فَارِسٌ * عِنْدَ السُّيُوحِ رَوَافِدٍ وقِبَابِ
21 نَرْمي النَّوابِحَ كُلَّمَا ظَهَرَتْ لَنَا * وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ
22 بِكتَائِبٍ رُدُحٍ تَخَالُ زُهَاءَهَا * كَالشِّعْبِ أَصْبَحَ حَاجِرًا بِضَنَابِ
23 وَالزَّاعِبِيَّةِ رُذَّمًا أَطْرَافُهَا * وَالخَيْل قَدْ طُوِيَتْ إلَى الأَصْلاَبِ
24 مُتَسَرْبِلاَتٍ في الحَدِيدِ تَكُفُّهَا * شَقِّيَّةٌ يُقْرَعْنَ بِالأَنْيَابِ
25 مُتَفَضِّخَاتٍ بِالحَمِيمِ كَأّنَّما * نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِهَا بِذِنَابِ
26 حُوٍّ وَشُقْرٍ قُرَّحٍ مَلْبُونَةٍ * جُلُحٍ مُبَرِّزَةِ النِّجَارِ عِرَابِ
27 مِنْ كُلِّ شَوْحَطَةٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا * شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَةَ الكَلاَّبِ
28 وَكُلِّ أَقْوَدَ أَعْوَجِيٍّ سَابِحٍ * عَبْلِ المُقَلَّدِ لاَحِقِ الأَقْرَابِ
29 يَقِصُ الذُّبَابَ بِطَرْفِهِ وَنثِيرِهِ * وَيُثِيرُ نَقْعًا في ذُرَى الأَظْرَابِ
30 وَسُلاَحِ كُلِّ أَشَمَّ شَهْمٍ رَابِطٍ * عِنْدَ الحِفَاظِ مُقْلِّصِ الأَثْوَابِ
31 بالمُشْرَفيِّة كُلَّما صالوا بها * قَطَعَتْ عِظامَ سَواعِدٍ ورِقابِ

بيانات القصيدة

الصفحات

1- الأبيات (1-4) في صفحة (23)،
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (24)،
3 - الأبيات (16-23) في صفحة (25)،
4 - الأبيات (24-29) في صفحة (26)،
5 - البيتان (30-31) في صفحة (27)،

الرابط المختصر