الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عَفَا بَطِحَانٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَيَثْرِبُ * فَمُلْقَى الرِّحَالِ مِنْ مِنىً فَالْمُحَصَّبُ
2 فَعُسْفانُ إلا أنَّ كُلَّ ثَنِيَّةٍ * بِعُسْفَانَ يَأْوِيهَا مَعَ اللَّيْل مِقنَبُ
3 فَنِعْفُ وَدَاع فَالصِّفَاحُ فَمَكَّةٌ * فَلَيْسَ بِهَا إلاَّ دِمَاءٌ ومَحْرَبُ
4 أَلْهِفي عَلَى القَوْمِ الَّذِينَ تَحَمَّلُوا * مَعَ ابْنِ كُرَيْزٍ في النَّفِيرِ فَأَوْعَبُوا
5 وَلهْفِي لِخَلاَّتٍ عُرِضْنَ عَلَيْهِمُ * كَأَنَّ حُلُومَ الشَّاهِدِيهنَّ غُيَّبُ
6 خِلاَلٌ تَأبَّاها الأَرِيبُ ولَمْ يَكُنْ * لِيَبْصِرَ مَا فِيهِنَّ إلاَّ المُهَذَّبُ
7 لِيَبْكِ بَنُو عُثْمَانَ مَا دَامَ جِذْمُهُمْ * عَلَيْهِ بأَصْلاَلٍ تُعَرَّى وتُخْشَبُ
8 لِيَبْكُوا عَلَى خَيْرِ البَرِيَّةِ كُلِّهَا * تَخَوَّنَهُ رَيْبٌ مِنَ الدَّهْرِ مُعْطِبُ
9 تَوَاكَلَهُ الأَقْتَالُ باغٍ وخَاذِلٌ * بَعِيدٌ وذُو قُرْبَى حَسُودٌ مُؤَلِّبُ
10 فَغُودِرَ مَقْتُولًا بِغَيْرِ جَرِيرَةٍ * ألاَ حَبَّذَا ذَاكَ القَتِيلُ المُلَحَّبُ
11 قَتِيلٌ سَعِيدٌ مُؤْمِنٌ شَقِيَتْ بِهِ * نُفُوسُ أَعَادِيهِ شَهِيدٌ مُطَيَّبُ
12 نَعَاءِ عُرَى الإِسْلاَمِ والعَدْلِ بَعْدَه * نَعَاءِ لَقَدْ نَابَتْ عَلَى النَّاسِ نُوَّبُ
13 نَعَاءِ ابْنَ عَفَّانَ الإِمَامَ لِمُجْتَدٍ * إذَا البرْقُ لِلرَّاجِي سَنَا البَرْقِ خُلَّبُ
14 نَعَاءِ لِفَضْلِ الحِلْمِ والحَزْمِ والنَّدَى * ومَأْوَى اليَتَامَى الغُبْرِ عَامُوا وأَجْدَبُوا
15 ومَلْجِأِ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بِهِ الحَيَا * إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأُمُّ والأَبُ
16 لَدْيِهِ لأَنْضَاءِ الخَصَاصِ مَوَارِدٌ * بِأَذْرَائِهَا يَأْوِي الضَّرِيكُ المُعَصَّبُ
17 ويَا عَجَبَا لِلدَّهْرِ أَنَّى أَصَابَهُ * ومِنْ مِثْلِ مَا لاَقى ابْنُ عَفَّانَ يُعْجَبُ
18 فَلَمْ يَرَ رَاءٍ مِثْلَ عُثْمَانَ هَالِكًا * عَلَى مِثْلِ أَيْدِي مَنْ تَعَطَّاهُ يَشْجُبُ
19 فَلاَ وَأَلَ النَّاعِي البَعِيدُ مِنَ الأَذَى * ولاَ أَفْلَتَ القَتْلَ القَرِيبُ المُؤَلِّبُ
20 وإلاَّ يُبَكِّ الأَقْرَبُونَ بِعَوْلَةٍ * فِرَاقَهُمُ عُثْمَانَ يَوْمًا ويَنْدُبُوا
21 فَإِنَّا سنَبْكِيهِ بِجُرْدٍ كَأَنَّهَا * ضِرَاءٌ دَعَاهَا مِنْ سَلُوقَ مُكَلِّبُ
22 ومَوْتٍ كَظِلِّ اللَّيْلِ يَشْهَدُ وِرْدَهُ * نَشَاشِيبُ يَحْدُوهُنَّ نَبْعٌ وتَأْلَبُ
23 وذِي عَسَلاَنٍ لَمْ تُهَضَّمْ كُعُوبُهُ * كَمَا خَبَّ ذِئْبُ الرَّدْهَةِ المُتَأَوِّبُ
24 وضَرْبٍ إِذَا العَوْدُ المُذَكِّي عَدَا بِهِ * إِلَى الَّليْلِ حَتَّى قُنْبُهُ يَتَذَبْذَبُ
25 وأَشْمَطَ مِنْ طُولِ الجِهَادِ اسْتَخَفّهُ * مَعَ المُرْدِ حَتَّى رَأْسُهُ اليَوْمَ أَشْيَبُ
26 يدارِسهُمْ أمَّ الكِتَابِ ونَفْسُهُ * تُنَازِعُهُ وُثْقَى الخِصَالِ وَيْنصَبُ
27 وبَيْضٍ مِنَ المَاذِيِّ كَرَّهَ طَمْعَهَا * إلَى المَشْرَفَّياتِ القَتِيرُ المُعَقْرَبُ
28 ولَمْ تُنْسِنِي قَتْلَى قُرَيْشٍ ظَعَائِنٌ * تَحَمَّلْنَ حَتَّى كَادتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ
29 يُطِفْنَ بِغِرِّيدٍ يُعَلِّلُ ذَا الصِّبَا * إِذَا رَامَ أُرْكوبَ الغَوَايَةِ أَرْكَبُ
30 فَدَعْ ذَا ولكِنْ عُلِّقَتْ حَبْلَ عَاشِقٍ * لإِحْدَى شِعَابِ الحَيْنِ والقَتْلِ أَرْنَبُ
31 مِنَ الهِيفِ مَيْدَانٌ تَرَى نَطَفَاتِهَا * بِمَهْلِكةٍ أَخْرَاصُهُنَّ تَذَبْذَبٌ
32 أَنَاةٌ كَأَنَّ المِسْكَ دُونَ شِعَارِهَا * يُبَكِّلهُ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقطِبُ
33 كَأَنَّ خُزَامَى عَالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا * شَمَالٌ رَسِيسُ المَسِّ بَلْ هِيَ أَطْيَبُ
34 فَبَاكَرَهَا حِينَ اسْتَعانَتْ حُقُوفُهَا * بِشَهْبَاءَ سَارِيهَا مِنَ القُرِّ أَنْكَبُ
35 أَإِحْدَى بَنِي عَبْسٍ ذَكَرْتَ ودُونَهَا * سَنِيحٌ ومِنْ رَمْلِ البَعُوضَةِ مَنْكِبُ
36 وكُتْمَى ودُوَّارٌ كأّنَّ ذُرَاهُمَا * وقَدْ خَفِيَا إِلاَّ الغَوَارِبَ رَبْرَبُ
37 ومِنْ دُونِ حَيْثُ اسْتَوْقَدَتْ مِنْ ضَئِيَدةٍ * تَنَاهٍ بِهَا طَلْحٌ غَرِيبٌ وتَنْضُبُ
38 يَظَلُّ بِهَا ذَبُّ الرِّيَادِ كَأَنَّهُ * سُرَادِقُ أَعْرَابٍ بِحَبْلَيْنِ مُطْنَبُ
39 غَدَا نَاشِطًا كَالبَرْبَرِيِّ وفي الحَشَا * لُعَاعَة مَكْرٍ في دَكَادِكَ مُرْطَبُ
40 تَحَدَّرُ صِبْيَانُ الصَّبَا فَوْقَ مَتْنِهِ * كَمَا لاَحَ في سِلْكٍ جُمَانٌ مُثَقَّبُ
41 لَيَاحٌ تَظَلُّ العَائِذَاتُ يَسُفْنَهُ * كَسَوْفِ العَذَارَى ذَا القَرَابَةِ مُنْجِبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يرثي عثمان-رضي الله عنه- وكان عثمانيًّا

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (30)،
2 - الأبيات (4-11) في صفحة (31)،
3 - الأبيات (12-18) في صفحة (32)،
4 - الأبيات (19-27) في صفحة (33)،
5 - الأبيات (28-32) في صفحة (34)،
6 - الأبيات (33-37) في صفحة (35)،
7 - الأبيات (38-41) في صفحة (36)،

الرابط المختصر