الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بانَتْ سُعادُ وأمْسَى حَبلُها انقطَعَا * واحتلتِ الغَمْرَ فالجُدَّينِ فالفَرَعَا
2 قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسيةٍ * وَهْيًا وَيُنْزِلُ مِنها الأعصَمَ الصَّدَعَا
3 بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها * بعدَ ائتلافٍ وخيرُ الوُدِّ ما نَفَعَا
4 وَقَدْ أرَانَا طِلابًا هَمَّ صَاحِبِهِ * لوْ أنَّ شيئًا إذا ما فَاتَنَا رَجَعَا
5 تَعْصِي الوُشَاةَ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَةً * مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
6 وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ فَفَرَّقَهُ * دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
7 وما طِلابُكَ شيئًا لستَ مُدْرِكَهُ * إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهلِ قد وَقعَا
8 تقولُ بِنْتِي وقد قرَّبتُ مُرْتَحَلاً: * يا ربِّ جَنِّبْ أبي الأوصابَ والوَجَعَا
9 واسْتَشْفَعَتْ مِن سَرَاةِ الحَيِّ ذا شَرَفٍ * فَقَدْ عَصَاها أبُوها وَالّذي شَفَعَا
10 مَهْلاً بُنَيَّ فَإنَّ المَرْءَ يَبْعَثُهُ * هَمُّ إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
11 عليكِ مثلُ الذي صلَّيتِ فَاغْتَمِضِي * يومًا فإنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا
12 وَاستَخْبِرِي قافِلَ الرُّكبانِ وَانتَظرِي * أَوْبَ المُسَافرِ إنْ رَيْثًا وإِنْ سَرَعَا
13 كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا * أَهْدَتْ لهُ مِنْ بعيدٍ نَظْرَةً جَزَعَا
14 وَلا تَكُوني كَمَنْ لا يَرْتَجي أوْبَةً * لذي اغْتِرَابٍ ولا يرجو لهُ رِجَعَا
15 مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَا * حَقًّا كمَا صَدَقَ الذِّئْبيُّ إذْ سَجَعَا
16 إذْ نَظَرَتْ نَظْرَةً ليستْ بكاذبةٍ * إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأسَ الكَلبِ فارْتفعَا
17 وقَلَّبَتْ مُقْلَةً ليستْ بِمُقْرِفَةٍ * إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤْقًا لمْ يكُنْ قَمَعَا
18 قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفِّهِ كَتِفٌ * أوْ يَخْصِفُ النَّعلَ لهَفْيِ أَيَّةً صَنَعَا
19 فكَذَّبُوها بِمَا قالَتْ فَصَبَّحَهُمْ * ذو آلِ حسَّانَ يُزْجِي المَوَتَ والشِّرَعَا
20 فاستَنْزَلُوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم * وَهَدَّمُوا شَاخِصَ البُنْيانِ فاتَّضَعَا
21 وبَلْدَةٍ يَرْهَبُ الجوَّابُ دُلْجَتَها * حتى تَرَاهُ عليها يَبْتَغِي الشِّيَعَا
22 لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنِّسُهُ * باللّيلِ إلاَّ نَئِيمَ البومِ والضُّوعَا
23 كَلَّفْتُ مَجهولهَا نَفسِي وَشايَعَني * هَمِّي عليها إذا ما آلُهَا لَمَعَا
24 بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَّعْسُ أدْنَى لها مِن أنْ أقولَ لَعَا
25 تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلَّما خَطَرَتْ * عنْ فَرْجِ مَعْقُومةٍ لمْ تَتَّبعْ رُبَعَا
26 تَخَالُ حَتْمًا عَلَيها كُلَّمَا ضَمَرَتْ * مِنَ الكَلالِ بأنْ تَسْتَوفِيَ النِّسَعَا
27 كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النِّجادُ بِهَا * بالشَّيِّطَيْنِ مَهَاةٌ تَبْتَغي ذَرَعَا
28 أهوى لها ضَابِئٌ في الأرضِ مُفْتَحِصٌ * للّحمِ قِدْمًا خَفِيُّ الشَّخْصِ قد خَشَعَا
29 فظَلَّ يَخْدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِها * في أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُ خَدَعَا
30 حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُ * لَحْمًا فقدْ أَطْعَمَتْ لَحْمًا وقد فَجَعَا
31 فَظَلَّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَةٌ * حدَّ النَّهارِ تُرَاعِي ثِيرَةً رُتُعَا
32 حتى إذا فِيْقَةٌ في ضَرْعِها اجْتَمَعَتْ * جاءَتْ لتُرْضعَ شِقَّ النَّفسِ لوْ رَضَعَا
33 عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَا * أقطاعُ مِسْكٍ وسَافَتْ مِن دمٍ دُفَعَا
34 فَانصَرَفَتْ فَاقِدًا ثَكْلَى على حَزَنٍ * كُلٌّ دَهَاهَا وكُلٌّ عندَها اجْتَمَعَا
35 وذاكَ أنْ غَفَلَتْ عنهُ وما شَعَرَتْ * أنَّ المَنِيَّةَ يومًا أَرْسَلَتْ سَبُعَا
36 فما تُعَاقِدُ .................... * ...........قلت الشاةَ قد صَقَعَا
37 حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَهَا * ذؤالُ نبهانَ يبغي صَحْبَهُ المُتَعَا
38 بأَكْلُبٍ كَسِرَاعِ النَّبلِ ضَارِيةٍ * ترى مِنَ القِدِّ في أعناقِها قِطَعَا
39 فتلكَ لمْ تَتَّرِكْ مِنْ خلفِها شَبَهًا * إلاَّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَ وَالزَّمَعَا
40 أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الهِبَابُ بها * تَؤُمُّ هَوْذَةَ لا نِكْسًا وَلا وَرَعَا
41 يا هَوْذَ إنّكَ مِن قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ * لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوا فَزَعَا
42 همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا * ولا يُرَونَ إلى جاراتِهمْ خُنُعَا
43 قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ * يَوْمًا إذا ضَمَّتِ المَحْذُورَةُ الفَزَعَا
44 وهمْ إذا الحربُ أبدتْ عن نواجِذِها * مِثلُ اللّيوثِ وسمٍّ عَاتِقٍ نَقَعَا
45 غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلِّهِمُ * لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضَرَّ أو نَفَعَا
46 مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غيرَ مُتَّئِبٍ * إذا تَعَصَّبَ فَوْقَ التّاجِ أوْ وَضَعَا
47 لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيَّنَهَا * صُوَّاغُها لا ترى عيبًا ولا طَبَعَا
48 وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ * أبو قُدَامَةَ مَحْبُوًا بذاكَ مَعَا
49 لمْ ينقضِ الشَّيبُ منهُ ما يقالُ لهُ * وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُ فانْقَشَعَا
50 أَغَرُّ أَبْلَجُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بهِ * لوْ صَارَعَ النَّاسَ عن أحلامِهمْ صَرَعَا
51 قَدْ حَمَّلُوهُ فَتِيَّ السِّنِّ مَا حَمَلَتْ * ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِمْلَ وَاضْطلَعَا
52 وجَرَّبُوهُ فما زادتْ تجارِبُهمْ * أبَا قُدَامَةَ إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
53 مَنْ يَرَ هَوْذَةَ أوْ يَحْلُلْ بساحتهِ * يَكُنْ لِهَوْذَةَ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا
54 تَلْقَى لَهُ سَادَةَ الأقْوَامِ تَابِعَةً * كُلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لهُ تَبَعَا
55 يا هَوْذُ يا خَيْرَ مَن يمشي على قَدَمٍ * بَحْرَ المواهبِ للوُرَّادِ والشَّرَعَا
56 يَرْعَى إلى قَوْلِ ساداتِ الرِّجالِ إذا * أبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ما شاءَهُ ابتدَعَا
57 وما مُجَاوِرُ هِيْتٍ إنْ عَرَضْتَ لهُ * قد كانَ يسمو إلى الجُرْفَيْنِ واطَّلَعَا
58 يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبَّ مُحْتَفِلاً * يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِ مُطَّلِعَا
59 طابَتْ لهُ الرّيحُ فامتَدَّتْ غَوَارِبُهُ * تَرَى حَوَالِبَهُ مِن مَوْجِهِ تَرَعَا
60 يَوْمًا بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ * إذْ ضَنَّ ذو المالِ بالإعطاءِ أو خَدَعَا
61 سَائِلْ تميمًا بهِ أيّامَ صَفْقَتِهِمْ * لَمَّا أتَوْهُ أسَارَى كُلُّهُمْ ضَرَعَا
62 وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَةٍ * لا يَسْتَطِيعونَ فيها ثَمَّ مُمْتَنَعَا
63 لوْ أُطْعِمُوا المَنَّ والسَّلوى مكانَهُمُ * ما أبصرَ النّاسُ طُعْمًا فيهمُ نَجَعَا
64 بظُلْمِهِمْ بِنِطَاعِ المَلْكَ ضَاحيةً * فقد حَسَوْا بعدُ مِن أنفاسهمْ جُرَعَا
65 أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلْكِ طائِفَةٌ * كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِ جُدِعَا
66 فَقالَ للمَلْكِ: سَرِّحْ مِنهُمُ مئَةً * رِسْلاً من القَوْلِ مَخْفُوضًا وَما رَفَعَا
67 ففَكَّ عنْ مئةٍ منهمْ وِثَاقَهُمُ * فأصبحوا كلُّهمْ مِنْ غُلِّه خُلِعَا
68 بهمْ تَقَرَّبَ يومْ الفِصحِ ضاحيةً * يرجو الإلهَ بما سدَّى وما صَنَعَا
69 وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا * إنْ قالَ كَلْمَةَ معروفٍ بها نَفَعَا
70 فلا يرونَ بذاكمْ نعمةً سَبَقَتْ * إنْ قالَ قائلُها حَقًّا بها وَسَعَى
71 لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدُوا * طُولَ الحياةِ ولا يُوهُونَ ما رَقَعَا
72 لَمَّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرَّقَهُ * وَما يُرِدْ بَعدُ مِن ذي فُرْقة ٍ جَمَعَا
73 قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِ * إلى المدائنِ خاضَ الموتَ وادَّرَعَا

بيانات القصيدة

الرابط المختصر