الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ألا قلْ لِتَيَّا قبلَ مِرَّتِهَا اسْلَمِي * تَحِيَّةَ مُشْتَاقٍ إلَيْهَا مُتَيَّمِ
2 عَلى قِيلِهَا يَوْم التَقَيْنا وَمَن يكنْ * عَلى مَنطِقِ الوَاشِينَ يَصرِمْ وَيُصرَمِ
3 أجِدَّكَ لَمْ تأخُذْ لَيَاليَ نَلْتَقي * شِفَاءَكَ مِنْ حولٍ جديدٍ مُجَرَّمِ
4 تُسَرُّ وتُعْطَى كلَّ شيءٍ سألتَهُ * وَمنْ يُكْثِرِ التسْآلَ لا بُدَّ يُحرَمِ
5 فما لكَ عندي نَائلٌ غَيرُ ما مضى * رضيتَ بهِ فاصبرْ لذلكَ أو ذمِ
6 فلا بأسَ إِنِّي قدْ أجوِّزُ حاجتي * بمُسْتَحْصِدٍ بَاقٍ مِنَ الرَّأي مُبْرَمِ
7 وكُورٍ عِلافيٍّ وقِطْعٍ ونُمْرُقٍ * وَوَجْنَاءَ مِرْقَالِ الهَوَاجِرِ عَيْهَمِ
8 كأنَّ على أَنْسَائِها عِذْقَ خَصْبَةٍ * تَدَلَّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
9 عَرَنْدَسَةٍ لا يَنفُضُ السَّيرُ غَرْضَها * كأحقبَ بالوفراءِ جَأْبٍ مُكدَّمِ
10 رعى الرّوضَ والوسميَّ حتى كأنَّما * يرَى بيَبِيسِ الدَّوِّ إمْرَارَ عَلْقَمِ
11 تلا سَقْبَةً قَوْدَاءَ مَشْكُوكة َ القَرَى * متى ما تُخالِفْهُ عَنِ القَصْدِ يَعذِمِ
12 إذا ما دنا منها التقتهُ بِحَافِرٍ * كَأنَّ لَهُ في الصَّدْرِ تأثيرَ مِحْجَمِ
13 إذا جَاهَرْتُهُ بالفضاءِ انْبَرَى لَهَا * بِشَدٍّ كإلهَابِ َالحَريقِ المُضَرَّمِ
14 وَإنْ كَانَ تَقْريبٌ مِن الشَّدِّ غَالَهَا * بِمَيْعَةِ فَنَّانِ الأجارِيِّ مُجْذِمِ
15 فلَمَّا عَلَتهُ الشمسُ وَاستَوْقدَ الحصَى * تَذَكَّرَ أدنى الشِّرْبِ لِلْمُتَيَمِّمِ
16 فَأَوْرَدَها عَيْنًا مِنَ السِّيفِ رَيَّةً * بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
17 بَنَاهُنَّ مِنْ ذَلاَّنَ رَامٍ أَعَدَّها * لِقَتْلِ الهَوَادِي دَاجِنٌ بالتَّوَقُّمِ
18 فَلَمَّا عَفَاهَا ظَنَّ أنْ لَيسَ شارِبًا * مِن الماءِ إِلاَّ بعدَ طولِ تَحَرُّمِ
19 وَصَادَفَ مِثلَ الذِّئْبِ في جَوْفِ قُتْرَةٍ * فَلَمَّا رَآها قال: يا خَيرَ مَطعَمِ
20 وَيَسَّرَ سَهْمًا ذا غِرَارٍ يَسُوقُهُ * أَمِينُ القُوَى في صُلْبِهِ المُتَرَنِّمِ
21 فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهمِ تحتَ لَبَانِهِ * وَجَالَ عَلى وَحشِيِّهِ لمْ يُثَمْثِمِ
22 وَجالَ وَجالَتْ يَنجلي التُّرْبُ عَنْهُما * لَهُ رَهَجٌ في سَاطعِ اللَّوْنِ أقْتَمِ
23 كأنَّ احْتِدَامَ الجَوفِ في حَمْي شَدِّهِ * وما بعدَهُ مِنْ شَدِّهِ غَلْيُ قُمْقُمِ
24 فَذلِكَ بَعْدَ الجَهْدِ شَبَّهتُ ناقتي * إذا مَا وَنَى حَدُّ المَطِيِّ المُخَرَّمِ
25 فدَعْ ذا وَلَكِنْ ما تَرَى رَأيَ كاشحٍ * يَرَى بَيْنَنا مِنْ جَهْلِهِ دَقَّ مَنشِمِ
26 أراني بريئًا مِنْ عُمَيْرٍ وَرَهْطِهِ * إذا أنْتَ لمْ تَبْرَأْ مِنَ الشَّرِّ فَاسْقمِ
27 إذاما رَآنِي مُقْبِلاً شَامَ نَبْلَهُ * ويَرْمِي إذا أَدْبَرْتُ ظَهْرِي بأَسْهُمِ
28 على غيرِ ذنبٍ غيرَ أنَّ عَدَاوَةً * طَمَتْ بكَ فَاستأخِرْ لهَا أوْ تَقَدَّمِ
29 وكنتُ إذا نفسُ الغَوِيِّ نَوَتْ بِهِ * صَقَعتُ عَلى العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ
30 حلقتُ بربِّ الرَّاقصاتِ إلى مِنَى * إذا مَخْرَمٌ جَاوَزْنَهُ بَعْدَ مَخرَمِ
31 ضَوَامِرَ خُوصًا قد أَضَرَّ بها السُّرى * وَطابَقنَ مَشيًا في السَّريحِ المُخَدَّمِ
32 لَئِنْ كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قامَةً * وَرُقِّيتَ أسْبَابَ السّمَاءِ بِسُلَّمِ
33 لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرَّهُ * وتَعْلَمَ أَنِّي عنكَ لستُ بِمُلْجَمِ
34 ونَشْرَقَ بالقولِ الذي قدْ أَذَعْتَهُ * كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّمِ
35 فما أنتَ مِن أهلِ الحَجُونِ ولا الصَّفا * ولا لكَ حَقُّ الشُّرْبِ مِنْ ماءِ زَمْزَمِ
36 وما جعلَ الرَّحمنُ بيتَكَ في العلا * بِأجْيَادِ غَرْبيِّ الصَّفَا وَالمُحَرَّمِ
37 فلا تُوعِدَنِّي بالفَخَارِ فإِنَّنِي * بني اللهُ بيتي في الدَّخِيسِ العَرَمْرَمِ
38 عَجِبْتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ كأنَّما * رَأوْني نَفِيًّا مِنْ إيَادٍ وَتُرْخُمِ
39 وغَرَّبَنِي سَعْدُ بنُ قَيْسٍ عن العلا * وَأَحْسَابِهِِمْ يَوْمَ النَّدى وَالتَّكَرُّمِ
40 مَقَامَ هَجِينٍ سَاعةً بِلِوَائِهِ * فَقُلْ في هَجِينٍ بين حَامٍ وسِلْهِمِ
41 فلمَّا رأيتُ النَّاسَ لِلشَّرِّ أَقْبَلُوا * وَثَابُوا إلينا مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَمِ
42 وَصِيحَ عَلَيْنَا بِالسِّيَاطِ وبَالقَنَا * إلى غابةٍ مرفوعةٍ عندَ مَوْسِمِ
43 دَعَوْتُ خَلِيلِي مِسْحَلاً وَدَعَوْا لَه * جُهُنَّامَ جَدْعًا للهَجِينِ المُذَمَّمِ
44 فإِنِّي وثَوْبَيْ رَاهِبِ اللُّجِّ والّتي * بناها قُصِيٌّ والمُضَاضُ بنُ جُرْهُمِ
45 لَئِنْ جَدَّ أَسْبَابُ العَدَوَاةِ بينَنا * لَتَرْتَحِلَنْ مِنِّي عَلى ظَهْرِ شَيهَمِ
46 وتَرْكَبَ مِنِّي إِنْ بَلَوْتَ نَكِيثَتِي * على نَشَزٍ قدْ شابَ ليسَ بِتَوْءَمِ
47 فَمَا حَسَبِي إنْ قِسْتَهُ بِمُقَصِّرٍ * ولا أنا إِنْ جَدَّ الهِجَاءُ بِمُفْحَمِ
48 وما زالَ إِهْدَاءُ الهَوَاجِرِ بينَنا * وتَرْقِيقُ أَقْوَامٍ لِحَينٍ ومَأْثَمِ
49 وأَمْرُ السَّفَى حتى التقينا غُدَيَّةً * كِلانَا يُحامِي عَنْ ذِمارٍ وَيَحتَمي
50 تُرِكْنَا وَخَلَّى ذُو الهَوَادَة ِ بَيْنَنَا * بِأَثْقَبِ نيرانِ العَدَاوَةِ تَرْتَمِي
51 حَبَاني أخي الجِنِّيُّ نَفسِي فِدَاؤُهُ * بِأفْيَحَ جَيَّاشِ العَشِيَّاتِ خِضْرِمِ
52 فقال: ألا فانْزِلْ على المَجْدِ سَابِقًا * لكَ الخيرُ قُلِّدْ إذْ سَبَقْتَ وأَنْعِمِ
53 وَوَلَّى عُمَيْرٌ وهو كَابٍ كأنَّما * يُطَلَّى بِحُصٍّ أوْ يُغَشَّى بِعِظْلَمِ
54 وَنَحْنُ غَداةَ العَينِ يَوْمَ فُطَيْمَة ٍ * مَنَعْنَا بني شيبانَ شِْبَ مُحَلِمِ
55 جَبَهْنَاهُمُ بِالطَّعنِ حتى تَوَجَّهوا * وَهَزُّوا صُدُورَ السَّمْهَرِيِّ المُقَوَّمِ
56 وَأيَّامَ حَجْرٍ إذْ يُحَرَّقُ نَخْلُهُ * ثَأرْنَاكُمُ يَوْمًا بتَحْرِيقِ أرْقَمِ
57 كأنّ نخيلَ الشَّطِّ غِبَّ حَرِيقِهِ * مَآتِمُ سُودٌ سَلَّبَتْ عنْدَ مأتَمِ
58 وَنَحْنُ فَكْكنَا سَيِّدَيْكُمْ فأُرْسِلا * مِنَ المَوْتِ لَمَّا أُسْلِمَا شَرَّ مُسْلَمِ
59 تَلافَاهما بِشْرٌ مِنَ الموتِ بعدَما * جَرَتْ لهُمَا طَيْرُ النُّحُوسِ بِأَشْأَمِ
60 فذلكَ مِنْ أيَّامنا وبلائِنَا * ونُعمَى عَليكُم إِنْ شَكَرْتُمْ لأَنْعُمِ
61 فَإنْ أنْتُم لمْ تَعْرِفُوا ذَاكَ فاسْأَلُوا * أبَا مَالِكٍ أوْ سَائِلُوا رَهْطَ أشْيَمِ
62 وكائنْ لنا فَضْلاً عليكمْ ومِنَّةً * قَديمًا فَما تَدرُون مَا مَنُّ مُنعِمِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر