1 |
يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ |
* |
لِمُحِبٍّ وَلا رَعَيتَ الوَفاءَ |
2 |
عَذَلًا يَترُكُ الحَنينَ أَنينًا |
* |
في هَوىً يَترُكُ الدُموعَ دِماءَ |
3 |
لا تَلُمني عَلى البُكاءِ فَإِنّي |
* |
نِضوُ شَجوٍ ما لُمتُ فيهِ البُكاءَ |
4 |
كَيفَ أَغدو مِنَ الصَبابَةِ خِلوًا |
* |
بَعدَ ما راحَتِ الدِيارُ خَلاءَ |
5 |
غِبَّ عَيشٍ بِها غَريرٍ وَكانَ الـ |
* |
ـعَيشُ في عَهدِ «تُبَّعٍ» أَفياءَ |
6 |
قِف بِها وَقفَةً تَرُدُّ عَلَيها |
* |
أَدمُعًا رَدَّها الجَوى أَنضاءَ |
7 |
إِنَّ لِلبَينِ مِنَّةً ما تُؤَدّى |
* |
وَيَدًا في «تُماضِرٍ» بَيضاءَ |
8 |
حَجَبوها حَتّى بَدَت لِفِراقٍ |
* |
كانَ داءً لِعاشِقٍ وَدَواءَ |
9 |
أَضحَكَ البَينُ يَومَ ذاكَ وَأَبكى |
* |
كُلَّ ذي صَبوَةٍ وَسَرَّ وَساءَ |
10 |
فَجَعَلنا الوَداعَ فيهِ سَلامًا |
* |
وَجَعَلنا الفِراقَ فيهِ لِقاءَ |
11 |
وَوَشَت بي إِلى الوُشاةِ دُموعُ الـ |
* |
ـعَينِ حَتّى حَسِبتُها أَعداءَ |
12 |
قُل لِداعي الغَمامِ لَبَّيكَ وَاحلُل |
* |
عُقَلَ العيسِ كَي تُجيبَ الدُعاءَ |
13 |
عارِضٌ مِن أَبي سَعيدٍ دَعانا |
* |
بِسَنا بَرقِهِ غَداةَ تَراءى |
14 |
كَيفَ نُثني عَلى ابنِ يوسُفَ لا كَيـ |
* |
ـفَ سَرى مَجدُهُ فَفاتَ الثَناءَ |
15 |
جادَ حَتّى أَفنى السُؤالَ فَلَمّا |
* |
بادَ مِنّا السُؤالُ جادَ ابتِداءَ |
16 |
صامِتِيٌّ يَمُدُّ في كَرَمِ الفِعـ |
* |
ـلِ يَدًا مِنهُ تَخلُفُ الأَنواءَ |
17 |
فَهوَ يُعطي جَزلًا وَيُثنى عَلَيهِ |
* |
ثُمَّ يُعطي عَلى الثَناءِ جَزاءَ |
18 |
نِعَمٌ أَعطَتِ العُفاةَ رِضاهُمْ |
* |
مِن لُهاها وَزادَتِ الشُعَراءَ |
19 |
وَكَذاكَ السَحابُ لَيسَ يَعُمُّ الـ |
* |
ـأَرضَ وَبلًا حَتّى يَعُمَّ السَماءَ |
20 |
جَلَّ عَن مَذهَبِ المَديحِ فَقَد كا |
* |
دَ يَكونُ المَديحُ فيهِ هِجاءَ |
21 |
وَجَرى جودُهُ رَسيلًا لِجودِ الـ |
* |
ـغَيثِ مِن غايَةٍ فَجاءا سَواءَ |
22 |
الهِزَبرُ الَّذي إِذا التَفَّتِ الحَر |
* |
بُ بِهِ صَرَّفَ الرَدى كَيفَ شاءَ |
23 |
تَتَدانى الآجالُ ضَربًا وَطَعنًا |
* |
حينَ يَدنو فَيَشهَدُ الهَيجاءَ |
24 |
سَل بِهِ إِن جَهِلتَ قَولي وَهَل يَجـ |
* |
ـهَلُ ذو الناظِرَينِ هَذا الضِياءَ |
25 |
إِذ مَضى مُجلِبًا يُقَعقِعُ في الدَر |
* |
بِ زَئيرًا أَنسى الكِلابَ العُواءَ |
26 |
حينَ حاضَت مِن خَوفِهِ رَبَّةُ الرو |
* |
مِ صَباحًا وَراسَلَتهُ مَساءَ |
27 |
وَصُدورُ الجِيادِ في جانِبِ البَحـ |
* |
ـرِ فَلَولا الخَليجُ جُزنَ ضَحاءَ |
28 |
ثُمَّ أَلقى صَليبَهُ «المَلسَنيو |
* |
سُ» وَوالى خَلفَ النَجاءِ النَجاءَ |
29 |
لَم تُقَصِّر عُلاوَةُ الرُمحِ عَنهُ |
* |
قيدَ رُمحٍ وَلَم تَضَعهُ خَطاءَ |
30 |
أَحسَنَ اللَهُ في ثَوابِكَ عَن ثَغـ |
* |
ـرٍ مُضاعٍ أَحسَنتَ فيهِ البَلاءَ |
31 |
كانَ مُستَضعَفًا فَعَزَّ وَمَحرو |
* |
مًا فَأَجدى وَمُظلِمًا فَأَضاءَ |
32 |
لَتَوَلَّيتَهُ فَكُنتَ لِأَهليـ |
* |
ـهِ غِنىً مُقنِعًا وَعَنهُم غَناءَ |
33 |
لَم تَنَم عَن دُعائِهِم حينَ نادَوا |
* |
وَالقَنا قَد أَسالَ فيهِم قَناءَ |
34 |
إِذ تَغَدّى العُلوجُ مِنهُم غُدُوًّا |
* |
فَتَعَشَّتهُمُ يَداكَ عِشاءَ |
35 |
لَم تُسِغهُمْ بَرودُ جَيحانَ حَتّى |
* |
قَلَسوا في الرِماحِ ذاكَ الماءَ |
36 |
وَكَأَنَّ النَفيرَ حَطَّ عَلَيهِمْ |
* |
مِنكَ نَجمًا أَو صَخرَةً صَمّاءَ |
37 |
لَم يَكُن جَمعُهُم عَلى المَوجِ إِلّا |
* |
زَبَدًا طارَ عَن قَناكَ جُفاءَ |
38 |
حينَ أَبدَت إِلَيكَ خَرشَنَةُ العُلـ |
* |
ـيا مِنَ الثَلجِ هامَةً شَمطاءَ |
39 |
ما نَهاكَ الشِتاءُ عَنها وَفي صَد |
* |
رِكَ نارٌ لِلحِقدِ تُنهي الشِتاءَ |
40 |
طالَعَتكَ الأَبناءُ مِن شُرَفِ الأَبـ |
* |
ـراجِ زُرقًا إِذ تَذبَحُ الآباءَ |
41 |
بِتَّها وَالقُرانُ يَصدَعُ فيها الـ |
* |
ـهَضبَ حَتّى كادَت تَكونُ حِراءَ |
42 |
وَأَقَمتَ الصَلاةَ في مَعشَرٍ لا |
* |
يَعرِفونَ الصَلاةَ إِلّا مُكاءَ |
43 |
في نَواحي بُرجانَ إِذ أَنكَروا التَـ |
* |
ـتكبيرَ حَتّى تَوَهَّموهُ غِناءَ |
44 |
حَيثُ لَم تورِدِ السُيوفَ عَلى خِمـ |
* |
ـسٍ وَلَم تُصدِرِ الرِماحَ ظِماءَ |
45 |
يَتَعَثَّرنَ في النُحورِ وَفي الأَو |
* |
جُهِ سُكرًا لَمّا شَرِبنَ الدِماءَ |
46 |
وَأَزَرتَ الخُيولَ قَبرَ امرِئِ القَيـ |
* |
ـ سِ سِراعًا فَعُدنَ مِنهُ بِطاءَ |
47 |
وَجَلَبتَ الحِسانَ حُوًّا وَحورًا |
* |
آنِساتٍ حَتّى أَغَرتَ النِساءَ |
48 |
لَم تَدَعكَ المَها الَّتي شَغَلَت جَيـ |
* |
ـشَكَ بِالسَوقِ أَن تَسوقَ الشاءَ |
49 |
عَلِمَ الرومُ أَنَّ غَزوَكَ ما كا |
* |
نَ عِقابًا لَهُم وَلَكِن فَناءَ |
50 |
بِسِباءٍ سَقاهُمُ البَينَ صِرفًا |
* |
وَبِقَتلٍ نَسَوا لَدَيهِ السِباءَ |
51 |
يَومَ فَرَّقتَ مِن كَتائِبِ آرا |
* |
ئِكَ جُندًا لا يَأخُذونَ عَطاءَ |
52 |
بَينَ ضَربٍ يُفلِّقُ الهامَ أَنصا |
* |
فًا وَطَعنٍ يُفَرِّجُ الغَمّاءَ |
53 |
وَبِوُدِّ العَدُوِّ لَو تُضعِفُ الجَيـ |
* |
ـشَ عَلَيهِمْ وَتَصرِفُ الآراءَ |
54 |
خَلَقَ اللَهُ يا مُحَمَّدُ أَخلا |
* |
قَكَ مَجدًا في طَيِّئٍ وَسَناءَ |
55 |
فَإِذا ما رِياحُ جودِكَ هَبَّت |
* |
صارَ قَولُ العُذّالِ فيها هَباءَ |