1 |
هَلَ اَنْتَ مُحَيِّي الرَّبْعَ أَمْ أَنْتَ سائِلُهْ |
* |
بِحَيْثُ أَحَالَتْ في الرِّكَاءِ سَوائِلُهْ |
2 |
وكَيْفَ تُحَيِّي الرَّبْعَ قَدْ بَانَ أَهْلُهُ |
* |
فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أُسُّهُ وجَنَادِلُهْ |
3 |
عَفَتْهُ صَنَادِيدُ السِّمَاكْينِ وانْتَحَتْ |
* |
عَلَيْهِ رِيَاحُ الصَّيْفِ غُبْرًا مَجَاوْلُهْ |
4 |
وقَدْ قُلْتُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى إِذْ رَأَيْتُهُ |
* |
وأَسْبَلَ دَمْعِي مُسْتَهْلًا أَوَائِلُهْ |
5 |
أَلاَ يَا لَقَوْمٍ لِلِّديَارِ بِبَدْوَةٍ |
* |
وأَنَّى مِرَاحُ المَرْءِ والشَّيْبُ شَامِلُهْ |
6 |
ولِلدَّارِ مِنْ جَنْبَيْ قَرَوْرَى كَأَنَّهَا |
* |
وُحِيُّ كِتَابٍ أَتْبَعْتْهُ أَنَامِلُهْ |
7 |
صَحَا القَلْبُ عَنْ أَهْلِ الرِّكاءِ وفَاتَهُ |
* |
عَلَى مَأْسَلٍ خِلاَّنُهُ وحَلاَئِلُهْ |
8 |
أَخُو عَبَرَاتٍ سِيقَ لِلشَّامِ أَهْلُهُ |
* |
فَلاَ اليَأَسُ يُسْلِيهِ ولاَ الحُزْنُ قَاتِلُهْ |
9 |
تَنَاسَأَ عِنْ شُرْبِ القَرِينَةِ أَهْلُهَا |
* |
وعَادَ بِهَا شَاءُ العَدُوِّ وجَامِلُهْ |
10 |
تُمْشِّي بِهَا شَوْلُ الظِّبَاءِ كَأَنَّهَا |
* |
جَنَى مَهْرَقَانٍ فَاضِ بِاللَّيْلِ سَاحِلُهْ |
11 |
وبُدِّلَ حَالًا بَعْدَ حَالٍ وعِيشَةً |
* |
بِعِيشَتِنَا ضَيْقُ الرِّكَاءِ فَعَاقِلُهْ |
12 |
سَخَاخًا يُزَجِّي الذِّئْبُ بَيْنَ سُهُوبِهَا |
* |
وفَحْلُ النَّعَامِ رِزُّهُ وأَزَامِلُهْ |
13 |
أَلاَ رُبَّ عَيْشٍ صَالِحٍ قَدْ لَقِيتُهُ |
* |
بِضَيْقِ الرِّكَاءِ إِذْ بِهِ مَنْ نُواصِلُهْ |
14 |
إذِ الدَّهْرُ مَحْمُودُ السَّجِيَّاتِ تُجْتَنَى |
* |
ثِمَارُ الهَوَى مِنْهُ ويؤْمَنُ غَائِلُهْ |
15 |
وحَيٍّ حِلاَلٍ قَدْ رَأَيْنَا ومَجْلِسٍ |
* |
تَعَادَى بِجِنَّانِ الدَّحُولِ قَنَابِلُهْ |
16 |
هُمُ التَّابِعُونَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِ أَصْلِهِ |
* |
بِأَحْلاَمِهِمْ حَتَّى تُصَابَ مَفَاصِلُهْ |
17 |
هُمُ الضَّارِبُونَ اليَقْدمِيَّةَ تَعْتَرِي |
* |
بِمَا في الجُفُونِ أَخْلَصَتْهُ صَيَاقِلُهْ |
18 |
مَصَالِيتُ فَكَّاكُونَ لِلسَّبْيِ بَعْدَمَا |
* |
تَعَضُّ عَلَى أَيْدِي السَّبِيِّ سَلاَسِلُهْ |
19 |
وكَمْ مِنْ مَقَامٍ قَدْ شَهِدْنَا بِخُطَّةٍ |
* |
نَشُجُّ ونَأْسُو أَوْ كَرِيمٍ نُفَاضِلُهْ |
20 |
وكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ شَكَكْنَا قَمِيصَهُ |
* |
بِأَزْرَقَ عَسَّالٍ إِذَا هُزَّ عَامِلُهْ |
21 |
وإِنَّا لَنَحْدُو الأَمْرَ عِنْدَ حُدَائِهِ |
* |
إِذَا عَيَّ بِالأَمْرِ الفَظِيعِ قَوَابِلُهْ |
22 |
نُعِينُ عَلَى مَعْرُوفِهِ ونُمْرُّهُ |
* |
عَلَى شَزَرٍ حَتَّى تُجَالَ جَوَائِلُهْ |
23 |
أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ يَخْلُفُ نَسْلُهُ |
* |
ويَأْتِي عَلَيهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ |
24 |
فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا المَالُ عَارَةٌ |
* |
وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آَكِلُهْ |
25 |
وأَهْوَنُ مَفْقُودٍ وأَيْسَر هَالِكٍ |
* |
عَلَى الحَيِّ مَنْ لاَ يَبْلُغُ الحيَّ نَائِلُهْ |
26 |
ومُضْطَرِبِ النَّسْعَيْنِ مُطَّردِ القَرَى |
* |
تَحَدَّرَ رَشْحًا لِيتُهُ وفَلاَئِلُهْ |
27 |
ذَوَاتُ البَقَايَا البُزْلُ لاَ شَيْءَ فَوْقَهَا |
* |
ولاَ دُونَهَا أَمْثَالُهُ وقَتَائِلُهْ |
28 |
رَمَيْتُ بِهِ الموْمَاةَ يَرْجُفُ رَأْسُهُ |
* |
إِذَا جَالَ في بَحْرِ السَّرَابِ جَوَائِلُهْ |
29 |
إِذَا ظَلتِ العِيسُ الخَوَامِسُ والقَطَا |
* |
مَعًَا في هَدَالٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ مَائِلُهْ |
30 |
تَوَسَّدَ أَلْحِي العِيسِ أَجْنِحَةَ القَطَا |
* |
ومَا في أدَاوَى القَوْمِ خِفُّ صَلاَصِلُهْ |
31 |
وغَيْثٍ تَبَطَّنْتُ النَّدَى في تِلاَعِهِ |
* |
بِمُضْطَلِعِ التَّعْدَاءِ نَهْدٍ مَرَاكِلُهْ |
32 |
شَدِيدِ مَنَاطِ القُصْرَيَيْنِ مُصَامِصٍ |
* |
صَنِيعِ رِبَاطٍ لمْ تُغَمَّزْ أَبَاجِلُهْ |
33 |
غَدَوْتُ بِهِ فَرْدَيْنِ يُنْغِضُ رَأْسَهُ |
* |
يُقَاتِلُني حَالًا وحَالًا أُقَاتِلُهْ |
34 |
فَلَمَّا رَأَيْتُ الوَحْشَ أَيَّهْتُ وانْتَحَى |
* |
بِهِ أَفْكَلٌ حَتى اسْتَخَفَّتْ خَصَائِلُهْ |
35 |
تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وبَذَّنِي |
* |
وشَخْصي يُسَامِي شَخْصَهُ وَيُطَاوِلُهْ |
36 |
كَأَنَّ يَدَيْهِ والغُلاَمُ يَنُوشُهُ |
* |
يَدَا بطَلٍ عَارِي القَمِيصِ أُزَوِالُهْ |
37 |
فمَا نيل حَتَّى مَدَّ ضَبْعِي عِنَانَهُ |
* |
وقُلْتُ مَتَى مُسْتَكْرَهُ الكَفِّ نَائِلُهْ |
38 |
وحَاوَطْتُهُ حَتَّى ثنيْتُ عِنَانَهُ |
* |
عَلَى مُدْبِرِ العِلْبَاءِ رَيَّانَ كاهِلُهْ |
39 |
فَأَلْجَمْتُهُ مِنْ بَعْدِ جَهْدٍ وقَدْ أَتَى |
* |
مِنَ الأَرْضِ دُونَ الوَحْشِ غَيْبٌ مُجاهِلُهْ |
40 |
فَلَمَّا احْتَضَنْتُ جَوْزَهُ مَالَ مَيْلَةً |
* |
بِهِ الغَرْبُ حَتَّى قُلْتُ هَلْ أَنَا عَادِلُهْ |
41 |
وأَغْرَقَنِي حَتَّى تَكَفتَ مِئْزَرِي |
* |
إِلى الحُجْزَةِ العُلْيَا وطَارَتْ ذَلاَذْلُهْ |
42 |
فَدَلَّيْتُ نَهَّامًا كَأَنَّ هُوِيُّه |
* |
هُويُّ قُطَامِيٍّ تَلَتْهُ أَجَادِلُهْ |
43 |
عَلَى إِثْر شَحّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُهُ |
* |
يَمُجُّ لُعَاعَ العِضْرِسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ |
44 |
مُفِجٌّ مِنَ الَّلائِي إِذَا كُنْتَ خَلْفَهُ |
* |
بَدَا نَحْرهُ مِنْ خَلْفِهِ وجَحَافِلُهْ |
45 |
إذَا كَانَ جَرْيُ العَيْر في الوَعْثِ دِيمَةً |
* |
تَغَمَّدَ جَرْيَ العَيْرِ في الوَعْثِ وَابِلُهْ |
46 |
فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا في الغُبَارِ حَبَسْتُهُ |
* |
مَدَى النَّبْلِ يَدْمَى مِرْفَقَاهُ وفَائِلُهْ |
47 |
وجَاوَزَهُ مُسْتَأْنِسُ الشُّأْوِ شَاخِصٌ |
* |
كَمَا اسْتَأْنَسَ الذِّئْبَ الطَّرِيدُ يُغَاوِلُهْ |
48 |
فَأَعْصَمْتُ عَنْهُ بِالنُّزُولِ مُجَلِّحًا |
* |
كَتَيْسِ الظِّبَاءِ أَفْزَعَ القّلْبَ حَابِلُهْ |
49 |
فَأَيَّهْتُ تَأْييهًا بِهِ وَهْوَ مُدْبِرٌ |
* |
فَأَقْبَلَ وَهْوَاهًا تَحَدَّرَ وَاشِلُهْ |
50 |
خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفَالجِيِّ يَنُوشُني |
* |
بِخَبْطِ يَدَيْهِ عِيلَ مَا هُوَ عَائِلُهْ |
51 |
إِذَا مَأْقِيَاهُ أَصْفَقَا الطرْفَ صَفْقَةً |
* |
كَصَفْقِ الصَّنَاعِ بِالطِّبَابِ تُقَابِلُهْ |
52 |
حَسِبْتُ الْتِقَاءَ مَأْقِيَيْهِ بِطَرْفِهِ |
* |
سُقُوطَ جُمَانٍ أَخْطَأَ السِّلْكَ وِاصِلُهْ |
53 |
تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ تَحْتَ لَبَانِهِ |
* |
فُرَادَى ومَثْنَى أَصْعَقَتْهَا صَوَاهِلُهْ |
54 |
فَرِيسًا ومَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ |
* |
خُيُوطَةُ مِارِيٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلهْ |
55 |
وَكَمْ مِنْ إِرَانٍ قَدْ سَلَبْتُ مَقِيلَهُ |
* |
إِذَا ضَنَّ بِالْوَحْشِ العِتَاقِ مَعَاقِلُهْ |