الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 هَلَ اَنْتَ مُحَيِّي الرَّبْعَ أَمْ أَنْتَ سائِلُهْ * بِحَيْثُ أَحَالَتْ في الرِّكَاءِ سَوائِلُهْ
2 وكَيْفَ تُحَيِّي الرَّبْعَ قَدْ بَانَ أَهْلُهُ * فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أُسُّهُ وجَنَادِلُهْ
3 عَفَتْهُ صَنَادِيدُ السِّمَاكْينِ وانْتَحَتْ * عَلَيْهِ رِيَاحُ الصَّيْفِ غُبْرًا مَجَاوْلُهْ
4 وقَدْ قُلْتُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى إِذْ رَأَيْتُهُ * وأَسْبَلَ دَمْعِي مُسْتَهْلًا أَوَائِلُهْ
5 أَلاَ يَا لَقَوْمٍ لِلِّديَارِ بِبَدْوَةٍ * وأَنَّى مِرَاحُ المَرْءِ والشَّيْبُ شَامِلُهْ
6 ولِلدَّارِ مِنْ جَنْبَيْ قَرَوْرَى كَأَنَّهَا * وُحِيُّ كِتَابٍ أَتْبَعْتْهُ أَنَامِلُهْ
7 صَحَا القَلْبُ عَنْ أَهْلِ الرِّكاءِ وفَاتَهُ * عَلَى مَأْسَلٍ خِلاَّنُهُ وحَلاَئِلُهْ
8 أَخُو عَبَرَاتٍ سِيقَ لِلشَّامِ أَهْلُهُ * فَلاَ اليَأَسُ يُسْلِيهِ ولاَ الحُزْنُ قَاتِلُهْ
9 تَنَاسَأَ عِنْ شُرْبِ القَرِينَةِ أَهْلُهَا * وعَادَ بِهَا شَاءُ العَدُوِّ وجَامِلُهْ
10 تُمْشِّي بِهَا شَوْلُ الظِّبَاءِ كَأَنَّهَا * جَنَى مَهْرَقَانٍ فَاضِ بِاللَّيْلِ سَاحِلُهْ
11 وبُدِّلَ حَالًا بَعْدَ حَالٍ وعِيشَةً * بِعِيشَتِنَا ضَيْقُ الرِّكَاءِ فَعَاقِلُهْ
12 سَخَاخًا يُزَجِّي الذِّئْبُ بَيْنَ سُهُوبِهَا * وفَحْلُ النَّعَامِ رِزُّهُ وأَزَامِلُهْ
13 أَلاَ رُبَّ عَيْشٍ صَالِحٍ قَدْ لَقِيتُهُ * بِضَيْقِ الرِّكَاءِ إِذْ بِهِ مَنْ نُواصِلُهْ
14 إذِ الدَّهْرُ مَحْمُودُ السَّجِيَّاتِ تُجْتَنَى * ثِمَارُ الهَوَى مِنْهُ ويؤْمَنُ غَائِلُهْ
15 وحَيٍّ حِلاَلٍ قَدْ رَأَيْنَا ومَجْلِسٍ * تَعَادَى بِجِنَّانِ الدَّحُولِ قَنَابِلُهْ
16 هُمُ التَّابِعُونَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِ أَصْلِهِ * بِأَحْلاَمِهِمْ حَتَّى تُصَابَ مَفَاصِلُهْ
17 هُمُ الضَّارِبُونَ اليَقْدمِيَّةَ تَعْتَرِي * بِمَا في الجُفُونِ أَخْلَصَتْهُ صَيَاقِلُهْ
18 مَصَالِيتُ فَكَّاكُونَ لِلسَّبْيِ بَعْدَمَا * تَعَضُّ عَلَى أَيْدِي السَّبِيِّ سَلاَسِلُهْ
19 وكَمْ مِنْ مَقَامٍ قَدْ شَهِدْنَا بِخُطَّةٍ * نَشُجُّ ونَأْسُو أَوْ كَرِيمٍ نُفَاضِلُهْ
20 وكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ شَكَكْنَا قَمِيصَهُ * بِأَزْرَقَ عَسَّالٍ إِذَا هُزَّ عَامِلُهْ
21 وإِنَّا لَنَحْدُو الأَمْرَ عِنْدَ حُدَائِهِ * إِذَا عَيَّ بِالأَمْرِ الفَظِيعِ قَوَابِلُهْ
22 نُعِينُ عَلَى مَعْرُوفِهِ ونُمْرُّهُ * عَلَى شَزَرٍ حَتَّى تُجَالَ جَوَائِلُهْ
23 أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ يَخْلُفُ نَسْلُهُ * ويَأْتِي عَلَيهِ حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ
24 فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا المَالُ عَارَةٌ * وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آَكِلُهْ
25 وأَهْوَنُ مَفْقُودٍ وأَيْسَر هَالِكٍ * عَلَى الحَيِّ مَنْ لاَ يَبْلُغُ الحيَّ نَائِلُهْ
26 ومُضْطَرِبِ النَّسْعَيْنِ مُطَّردِ القَرَى * تَحَدَّرَ رَشْحًا لِيتُهُ وفَلاَئِلُهْ
27 ذَوَاتُ البَقَايَا البُزْلُ لاَ شَيْءَ فَوْقَهَا * ولاَ دُونَهَا أَمْثَالُهُ وقَتَائِلُهْ
28 رَمَيْتُ بِهِ الموْمَاةَ يَرْجُفُ رَأْسُهُ * إِذَا جَالَ في بَحْرِ السَّرَابِ جَوَائِلُهْ
29 إِذَا ظَلتِ العِيسُ الخَوَامِسُ والقَطَا * مَعًَا في هَدَالٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ مَائِلُهْ
30 تَوَسَّدَ أَلْحِي العِيسِ أَجْنِحَةَ القَطَا * ومَا في أدَاوَى القَوْمِ خِفُّ صَلاَصِلُهْ
31 وغَيْثٍ تَبَطَّنْتُ النَّدَى في تِلاَعِهِ * بِمُضْطَلِعِ التَّعْدَاءِ نَهْدٍ مَرَاكِلُهْ
32 شَدِيدِ مَنَاطِ القُصْرَيَيْنِ مُصَامِصٍ * صَنِيعِ رِبَاطٍ لمْ تُغَمَّزْ أَبَاجِلُهْ
33 غَدَوْتُ بِهِ فَرْدَيْنِ يُنْغِضُ رَأْسَهُ * يُقَاتِلُني حَالًا وحَالًا أُقَاتِلُهْ
34 فَلَمَّا رَأَيْتُ الوَحْشَ أَيَّهْتُ وانْتَحَى * بِهِ أَفْكَلٌ حَتى اسْتَخَفَّتْ خَصَائِلُهْ
35 تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وبَذَّنِي * وشَخْصي يُسَامِي شَخْصَهُ وَيُطَاوِلُهْ
36 كَأَنَّ يَدَيْهِ والغُلاَمُ يَنُوشُهُ * يَدَا بطَلٍ عَارِي القَمِيصِ أُزَوِالُهْ
37 فمَا نيل حَتَّى مَدَّ ضَبْعِي عِنَانَهُ * وقُلْتُ مَتَى مُسْتَكْرَهُ الكَفِّ نَائِلُهْ
38 وحَاوَطْتُهُ حَتَّى ثنيْتُ عِنَانَهُ * عَلَى مُدْبِرِ العِلْبَاءِ رَيَّانَ كاهِلُهْ
39 فَأَلْجَمْتُهُ مِنْ بَعْدِ جَهْدٍ وقَدْ أَتَى * مِنَ الأَرْضِ دُونَ الوَحْشِ غَيْبٌ مُجاهِلُهْ
40 فَلَمَّا احْتَضَنْتُ جَوْزَهُ مَالَ مَيْلَةً * بِهِ الغَرْبُ حَتَّى قُلْتُ هَلْ أَنَا عَادِلُهْ
41 وأَغْرَقَنِي حَتَّى تَكَفتَ مِئْزَرِي * إِلى الحُجْزَةِ العُلْيَا وطَارَتْ ذَلاَذْلُهْ
42 فَدَلَّيْتُ نَهَّامًا كَأَنَّ هُوِيُّه * هُويُّ قُطَامِيٍّ تَلَتْهُ أَجَادِلُهْ
43 عَلَى إِثْر شَحّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُهُ * يَمُجُّ لُعَاعَ العِضْرِسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ
44 مُفِجٌّ مِنَ الَّلائِي إِذَا كُنْتَ خَلْفَهُ * بَدَا نَحْرهُ مِنْ خَلْفِهِ وجَحَافِلُهْ
45 إذَا كَانَ جَرْيُ العَيْر في الوَعْثِ دِيمَةً * تَغَمَّدَ جَرْيَ العَيْرِ في الوَعْثِ وَابِلُهْ
46 فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا في الغُبَارِ حَبَسْتُهُ * مَدَى النَّبْلِ يَدْمَى مِرْفَقَاهُ وفَائِلُهْ
47 وجَاوَزَهُ مُسْتَأْنِسُ الشُّأْوِ شَاخِصٌ * كَمَا اسْتَأْنَسَ الذِّئْبَ الطَّرِيدُ يُغَاوِلُهْ
48 فَأَعْصَمْتُ عَنْهُ بِالنُّزُولِ مُجَلِّحًا * كَتَيْسِ الظِّبَاءِ أَفْزَعَ القّلْبَ حَابِلُهْ
49 فَأَيَّهْتُ تَأْييهًا بِهِ وَهْوَ مُدْبِرٌ * فَأَقْبَلَ وَهْوَاهًا تَحَدَّرَ وَاشِلُهْ
50 خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفَالجِيِّ يَنُوشُني * بِخَبْطِ يَدَيْهِ عِيلَ مَا هُوَ عَائِلُهْ
51 إِذَا مَأْقِيَاهُ أَصْفَقَا الطرْفَ صَفْقَةً * كَصَفْقِ الصَّنَاعِ بِالطِّبَابِ تُقَابِلُهْ
52 حَسِبْتُ الْتِقَاءَ مَأْقِيَيْهِ بِطَرْفِهِ * سُقُوطَ جُمَانٍ أَخْطَأَ السِّلْكَ وِاصِلُهْ
53 تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ تَحْتَ لَبَانِهِ * فُرَادَى ومَثْنَى أَصْعَقَتْهَا صَوَاهِلُهْ
54 فَرِيسًا ومَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ * خُيُوطَةُ مِارِيٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلهْ
55 وَكَمْ مِنْ إِرَانٍ قَدْ سَلَبْتُ مَقِيلَهُ * إِذَا ضَنَّ بِالْوَحْشِ العِتَاقِ مَعَاقِلُهْ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (177)،
2- الأبيات (3-10) في صفحة (178)،
3 - الأبيات (11-17) في صفحة (179)،
4 - الأبيات (18-24) في صفحة (180)،
5 - الأبيات (25-29) في صفحة (181)،
6 - الأبيات (30-34) في صفحة (182)،
7 - الأبيات (35-41) في صفحة (183)،
8 - الأبيات (42-47) في صفحة (184)،
9 - الأبيات (48-52) في صفحة (185)،
10 - الأبيات (53-55) في صفحة (186)،

الرابط المختصر