الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 وَعالِمَةٍ وَقَد جَهِلَت دَوائي * بِلا جَهلٍ وَقَد عَلِمَت بِدائي
2 يَموتُ بِها المُتَيَّمُ كُلَّ يَومٍ * عَلى فَوتِ المَواعِدِ وَاللِقاءِ
3 لَها ثَغرٌ وَمُبتَسِمٌ وَريقٌ * يَنوبُ عَنِ المُعَتَّقَةِ الطِلاءِ
4 وَطَرفٌ ساحِرٌ غَنِجٌ كَحيلٌ * وَوَجهٌ لَيسَ يُنكَرُ لِلضِياءِ
5 فَبوؤسى لِلكَئيبِ بِها إِذا ما * بَدَت تَختالُ في حُسنِ الرُواءِ
6 كَأَنَّ لَها عَلى قَلبي رَقيبًا * مِنَ الصَدِّ المُبَرِّحِ وَالجَفاءِ
7 وَلَوعاتُ الهَوى هُنَّ اللَواتي * دَعَونَكَ لِلبُلابِلِ وَالغِناءِ
8 وَطَيفٍ طافَ بي سَحَرًا فَأَذكى * حَرارَةَ لَوعَتي وَجَوى حَشائي
9 وَفي طَيفِ الخَيالِ شِفا المُعَنّى * وَرِيُّ الصادِياتِ مِنَ الظَماءِ
10 وَلَكِنّي أَشَدُّهُمُ غَرامًا * وَأَكثَرُهُم أَصانيفَ البَلاءِ
11 يَقولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري * بِأَنَّ اللَومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ
12 أَجِدَّكَ كَم تُغَرِّرُكَ الأَماني * وَتَطرَحُكَ المَطامِعُ بِالعَراءِ
13 وَأَنتَ مُشَرِّقٌ في غَيرِ عَزمٍ * وَأَنتَ مُغَرِّبٌ عَن غَيرِ راءِ
14 فَقُلتُ الدَهرُ يَطلِبُني بِثَأرٍ * وَأَيّامُ الحَوادِثِ بِالدِماءِ
15 وَما لِلحُرِّ في بَلَدٍ مُقامٌ * إِذا قامَ الأَديبُ مَعَ العَياءِ
16 وَهَل جُرحٌ يُرَبُّ بِغَيرِ آسٍ * وَهَل غَرسٌ يَطولُ بِغَيرِ ماءِ
17 غَريتُ بِأَربَعٍ بيدٍ وَعَنسٍ * وَلَيلٍ دامِسٍ وَرَحيلِ ناءِ
18 وَلَولا أَحمَدٌ وَنَدى يَدَيهِ * لَباتَ المُعتَفونَ عَلى الطَواءِ
19 أَبو بَكرٍ فَكَم آسى جَريحًا * وَكَم عَمَّ الأَعِلّا بِالشِفاءِ
20 فَتىً في كَفِّهِ أَبَدًا فُراتٌ * يَفيضُ عَلى الرِجالِ مَعَ النِساءِ
21 فَتىً ناديهِ مَكرُمَةٌ وَفَخرٌ * لِأَربابِ المَفاخِرِ وَالعَلاءِ
22 رَأى حَوزَ الثَناءِ أَجَلَّ كَسبًا * وَحَسبُ المَرءِ مَكسَبَةُ الثَناءِ
23 وَلَم يَكُ واعِدًا وَعدًا كَذوبًا * وَلا قُوَلٌ يَقولُ بِلا وَفاءِ
24 هُوَ الخِلُّ الوَدودُ لِكُلِّ خِلٍّ * يَدومُ عَلى المَوَدَّةِ وَالإِخاءِ
25 هُوَ البَحرُ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ * هُوَ الغَيثُ المُغيثُ مِنَ السَماءِ
26 لَهُ الأَخلاقُ أَخلاقُ المَعالي * وَآياتُ المُروءَةِ وَالسَخاءِ
27 أَبا بَكرٍ بَنَيتَ بِناءَ طَولٍ * مِنَ الإِحسانِ لَيسَ مِنَ البِناءِ
28 فَلا زالَت نُجومُكَ طالِعاتٍ * عَلى رَغمِ الحَواسِدِ وَالعِداءِ
29 فَتَبلُغُ فيهِ أَقصى كُلِّ حالٍ * تُقَدِّرُ نَيلَهُ في الإِنتِهاءِ
30 وَكَم عانَيتُ قَبلَكَ مِن جَميلٍ * قَبيحِ الفِعلِ عِندَ الإِجتِداءِ
31 مَعاشِرُ مالَهُم خُلُقٌ وَلَكِن * لَهُم نِعَمٌ تَدُلُّ عَلى الرَخاءِ
32 تَعودُ وُجوهُهُم سودًا إِذا ما * نَزَلتُ بِهِم لِمَدحٍ أَو جَداءِ
33 فِداؤُكَ مِنهُمُ مَن لَيسَ يَدري * وَيَعلَمُ كَيفَ مَدحي مِن هِجائي
34 فَعِش بِسَلامَةٍ وَانعَم هَنيئًا * بِطولِ العُمرِ في عِزِّ البَقاءِ
35 وَلا زالَت سِنوكَ عَلَيكَ تَجري * بِإِنعامٍ يَتِمُّ بِلا انقِضاءِ
36 وَإِنَّ وَسيلَتي وَأَجَلَّ مَتّي * إِلَيكَ بِحَقِّ أَصحابِ الإِساءِ
37 وَأَنتَ فَعارِفٌ سَلَفي وَجَدّي * فَقيهُ الأَرضِ في حَشدِ المُلاءِ
38 وَأَعمامي فَقَد عُدُوا قَديمًا * مِنَ العُظَماءِ أَهلِ الإِعتِلاءِ
39 وُجودُكَ كُلُّهُ حَسَنُ وَلَكِن * أَجَلُّ الجودِ حُسنُ الإِبتِداءِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا بكر محمد بن الفضل بن العباس، ويحثه على حاجة كان قد استنهضه فيها

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (45)،
2 - الأبيات (9-21) في صفحة (46)،
3 - الأبيات (22-36) في صفحة (47)،
4 - الأبيات (37-39) في صفحة (48)،

الرابط المختصر