الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَنا أَبَدًا بَثٌّ نُعانيهِ مِن أَروى * وَحُزوى وَكَم أَدنَتكَ مِن لَوعَةٍ حُزوى
2 وَما كانَ دَمعي قَبلَ أَروى بِنُهزَةٍ * لِأَدنى خَليطٍ بانَ أَو مَنزِلٍ أَقوى
3 حَلَفتُ لَها أَنّي صَحيحُ سِوى الَّذي * تَعَلَّقَهُ قَلبٌ مَريضٌ بِها يَدوى
4 وَأَكثَرتُ مِن شَكوى هَواها وَإِنَّما * أَمارَةُ بَرحِ الحُبِّ أَن تَكثُرَ الشَكوى
5 وَكُنتُ وَأَروى وَالشَبابُ عُلالَةً * كَنَشوانَ مِن سُكرِ الصَبابَةِ أَو نَشوى
6 وَقَد زَعَمَت لا يَقرُبُ اللَهوَ ذو الحِجى * وَقَد يَشهَدُ اللَهوَ الَّذي يَشهَدُ النَوى
7 وَإِنّي وَإِن رابَ الغَواني تَماسُكي * لَمُستَهتِرٌ بِالوَصلِ مِنهُنَّ مُستَهوى
8 سَلا عَن عَقابيلِ الشَبابِ وَفَوتِها * أَطارَت بِها العَنقاءُ أَم سَبَقَت جَلوى
9 كَأَنَّ اللَيالي أُغرِيَت حادِثاتُها * بِحُبِّ الَّذي نَأبى وَكُرهِ الَّذي نَهوى
10 وَمَن يَعرِفِ الأَيّامَ لا يَرَ خَفضَها * نَعيمًا وَلا يَعدُد تَصَرُّفَها بَلوى
11 إِذا نُشِرَت قُدّامَ رائِدِها ثَنَت * مُواشِكَةَ الإِسراعِ مِن خَلفِهِ تُطوى
12 لَقَد أَرشَدَتنا النائِباتُ وَلَم يَكُن * لِيُرشَدَ لَولا ما أَرَتناهُ مَن يُغوى
13 إِذا نَحنُ دافَعنا الخُطوبَ بِذي الوَزا * رَتَينِ شَغَلناهُنَّ بِالمَرِسِ الأَلوى
14 بِأَزهَرَ تُنسي الشِعرَ أَخبارُ سُؤدُدٍ * لَهُ لا تَزالُ الدَهرَ تُؤثَرُ أَو تُروى
15 مَكارِمُ ما تَنفَكُّ مِن حَيثُ وُجِّهَت * تَرى حاسِدًا نِضوًا بِآلائِها يَضوى
16 مُلَقّىً صَوابَ الرَأيِ بَغتَ بَديهَةٍ * وَمِنهُمْ مُخِلٌّ بِالصَوابِ وَقَد رَوّى
17 لَهُ هِمَّةٌ أَعلى النُجومِ مَحَلَّةً * مَحَلٌّ لَها دونَ الأَماكِنِ أَو مَثوى
18 وَقَد فُتِحَ الأُفقانِ عَن سَيفِ مُصلِتٍ * لَهُ سَطَواتٌ ما تُهَرُّ وَما تُعوى
19 مُغَطّىً عَلى الأَعداءِ ما يَقدُرونَهُ * بِعَزمٍ وَقَد غَوّى مِنَ الأَمرِ ما غَوّى
20 تَعَلّى عَلى التَدبيرِ ثُمَّ انتَحى لَهُم * بِهِ وَرَمى بِالمُعضِلاتِ فَما أَشوى
21 إِذا ما ذَكَرناهُ حُبِسنا فَلَم نُفِض * لَهُ في نَظيرٍ في الرِجالِ وَلا شَروى
22 بَلى لِأَبي عيسى شَواهِدُ بارِعٍ * مِنَ الفَضلِ ماكانَ انتِحالًا وَلا دَعوى
23 نُمَيِّلُ بَينَ البَدرِ سَعدًا وَبَينَهُ * إِذا ارتاحَ لِلإِحسانِ أَيُّهُما أَضوا
24 وَما دُوَلُ الأَيّامِ نُعمًا وَأَبؤُسًا * بِأَجرَحَ في الأَقوامِ مِنهُ وَلا أَسوا
25 سُقينا بِسَجلَيهِ وَكانَ خَليفَةً * مِنَ الغَيثِ إِن أَسقى بِرَيِّقِهِ أَروى
26 فَأَرضٌ أَصابَت حَظَّها مِن سَمائِهِ * وَأَرضٌ تَأَيّى الشُربَ أَو تَرقُبُ العَدوى
27 وَوادٍ مِنَ المَعروفِ عِندَكَ لَم يَكُن * مُعَرَّجُنا مِنهُ عَلى العُدوَةِ القُصوى
28 إِذا ما تَحَمَّلنا يَدًا عَنهُ خِلتَنا * لِنُقصانِنا عَنها حَمَلنا بِها رَضوى
29 أَجِدَّكَ إِنّا وَالزَمانُ كَما جَنَت * عَلى الأَضعَفِ المَوهونِ عادِيَةُ الأَقوى
30 مَتى وَعَدَتنا الحادِثاتُ إِدالَةً * فَأَخلِق بِذاكَ الوَعدِ مِنهُنَّ أَن يُلوى
31 لَئِن زُوِيَت عَنّا الحُظوظُ فَمِثلُها * إِذا خَسَّ فِعلُ الدَهرِ عَن مِثلِنا يُزوى
32 إِذا قُلتُ أَجلَت سَدفَةُ العَيشِ عارَضَت * شُفافاتُ ما أَبقى الزَمانُ وَما أَتوى
33 مَغارِمُ يُسلى في تَرادُفِها الصِبا * وَيُتلَفُ في أَضعافِها الرَشَأُ الأَحوى
34 يَظَلُّ رَشيدٌ وَهوَ فيها مُعَلَّقٌ * عَلى خَطَرٍ في البَيعِ مُقتَرِبُ المَهوى
35 إِذا حَلَّ دَينٌ مِن غَريمٍ تَضاءَلَت * لَهُ مِنَّةٌ تَرتاعُ أَو كَبِدٌ تَجوى
36 وَقَد سامَ طَعمَ المَنِّ ذَوقًا فَلَم يَجِد * بِهِ المَنَّ مَرضِيَّ المَذاقِ وَلا السَلوى
37 أَسِفتُ لِغَضّاتٍ مِنَ الحُسنِ شارَفَت * لِذُعرِ الفِراقِ أَن تَغَيَّرَ أَو تَذوى
38 وَقُلتُ وَقَد هَمَّت خَصائِصُ بَينَنا * مِنَ الوُدِّ أَن تُمنى لِغَيرِيَ أَو تُحوى
39 لَعَلَّ أَبا عيسى يَفُكُّ بِطَولِهِ * رِقابًا مِنَ الأَحبابِ قَد كَرَبَت تَتوى
40 وَما شَطَطٌ أَن أُتبِعَ الرُغبَ أَهلَهُ * وَأَن أَطلُبَ الجَدوى إِلى واهِبِ الجَدوى
41 دَنانيرُ تُجزى بِالقَوافي كَأَنَّما * مُمَيِّزُها بِالقَسمِ عَدَّلَ أَو سَوّى
42 إِذا ما رَحَلنا يَسَّرَت زادَ سَفرِنا * وَإِمّا أَقَمنا وَطَّتِ الرَحلَ وَالمَأوى
43 وَيَكفيكَ مِن فَضلِ الدَنانيرِ أَنَّها * إِذا جُعِلَت في الزادِ ثانِيَةُ التَقوى

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح صاعدًا وابنه أبا عيسى

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (53)،
2 - الأبيات (2-10) في صفحة (54)،
3 - الأبيات (11-21) في صفحة (55)،
4 - الأبيات (22-30) في صفحة (56)،
5 - الأبيات (31-43) في صفحة (57)،

الرابط المختصر