الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 رَأى البَرقَ مُجتازًا فَباتَ بِلا لُبٍّ * وَأَصباهُ مِن ذِكرِ البَخيلَةِ ما يُصبي
2 وَقَد عاجَ في أَطلالِها غَيرَ مُمسِكٍ * لِدَمعٍ وَلا مُصغٍ إِلى عَذَلِ الرَكبِ
3 وَكُنتُ جَديرًا حينَ أَعرِفُ مَنزِلًا * لِآلِ سُلَيمى أَن يُعَنِّفَني صَحبي
4 عَدَتنا عَوادي البُعدِ عَنها وَزادَنا * بِها كَلَفًا أَنَّ الوَداعَ عَلى عَتبِ
5 وَلَم أَكتَسِب ذَنبًا فَتَجزِيَني بِهِ * وَلَم أَجتَرِم جُرمًا فَتُعتَبَ مِن ذَنبِ
6 وَبي ظَمَأٌ لا يَملِكُ الماءُ دَفعَهُ * إِلى نَهلَةٍ مِن ريقِها الخَصِرِ العَذبِ
7 تَزَوَّدتَ مِنها نَظرَةً لَم تَجُد بِها * وَقَد يُؤخَذُ العِلقُ المُمَنَّعُ بِالغَصبِ
8 وَما كانَ حَظُّ العَينِ في ذاكَ مَذهَبي * وَلَكِن رَأَيتُ العَينَ بابًا إِلى القَلبِ
9 أُعيدُكِ أَن تُمنى بِشَكوِ صَبابَةٍ * وَإِن أَكسَبَتنا مِنكِ عَطفًا عَلى الصَبِّ
10 وَيُحزِنُني أَن تَعرِفي الحُبَّ بِالجَوى * وَإِن نَفَعَتنا مِنكِ مَعرِفَةُ الحُبِّ
11 أَبَيتُ عَلى الإِخوانِ إِلّا تَحَنِّيًا * يَلينُ لَهُم عِطفي وَيَصفو لَهُم شِربي
12 وَإِنّي لَأَستَبقي الصَديقَ إِذا نَبا * عَلَيَّ وَأَهنوا مِن خَلائِقِهِ الجُربِ
13 فَمَن مُبلِغٌ عَنّي البَخيلَ بِأَنَّني * حَطَطتُ رَجائي مِنهُ عَن مَركَبٍ صَعبِ
14 وَأَنَّ ابنَ دينارٍ ثَنى وَجهَ هِمَّتي * إِلى الخُلُقِ الفَضفاضِ وَالنائِلِ النَهبِ
15 فَلَم أَملَ إِلّا مِن مَوَدَّتِهِ يَدي * وَلا قُلتُ إِلّا مِن مَواهِبِهِ حَسبي
16 لَقيتُ بِهِ حَدَّ الزَمانِ فَفَلَّهُ * وَقَد يَثلِمُ العَضبُ المُهَنَّدُ في العَضبِ
17 كَريمُ إِذا ضاقَ اللِئامُ فَإِنَّهُ * يَضيقُ الفَضاءُ الرَحبُ في صَدرِهِ الرَحبِ
18 إِذا أَثقَلَ الهِلباجُ أَحناءَ سَرجِهِ * غَدا طِرفُهُ يَختالُ بِالمُرهَفِ الضَربِ
19 تَناذَرَ أَهلُ الشَرقِ مِنهُ وَقائِعًا * أَطاعَ لَها العاصونَ في بَلَدِ الغَربِ
20 لَجَرَّدَ نَصلَ السَيفِ حَتّى تَفَرَّقَت * عَنِ السَيفِ مَخضوبًا جُموعُ أَبي حَربِ
21 فَإِن هَمَّ أَهلُ الغَورِ يَومًا بِعَودَةٍ * إِلى الغَيِّ مِن طُغيانِهِمْ فَهوَ بِالقُربِ
22 حَلَفتُ لَقَد دانَ الأَبِيُّ وَأُغمِدَت * شَذاةُ عَظيمِ الرومِ مِن عِظَمِ الخَطبِ
23 وَأَلزَمُهُم قَصدَ السَبيلِ حِذارُهُمْ * لِتِلكَ السَوافي مِن زَعازِعِهِ النُكبِ
24 مُدَبِّرُ حَربٍ لَم يَبِت عِندَ غِرَّةٍ * وَلَم يَسرِ في أَحشائِهِ وَهَلُ الرُعبِ
25 وَيُقلِقُهُ شَوقٌ إِلى القِرنِ مُعجِلٌ * لَدى الطَعنِ حَتّى يَستَريحَ إِلى الضَربِ
26 أَضاءَت بِهِ الدُنيا لَنا بَعدَ ظُلمَةٍ * وَأَجلَت لَنا الأَيّامُ عَن خُلُقٍ رَطبِ
27 وَمازالَ عَبدُ اللَهِ يُكسى شَمائِلًا * يَقُمنَ مَقامَ النَورِ في ناضِرِ العُشبِ
28 وَفَتىً يَتَعالى بِالتَواضُعِ جاهِدًا * وَيَعجَبُ مِن أَهلِ المَخيلَةِ وَالعُجبِ
29 لَهُ سَلَفٌ مِن آلِ فَيروزَ بَرَّزوا * عَلى العُجمِ وَانقادَت لَهُمْ حَفلَةُ العُربِ
30 مَرازِبَةُ المُلكِ الَّتي نَصَبَت بِها * مَنابِرَهُ العُظمى جَبابِرَةُ الحَربِ
31 يُكِبّونَ مِن فَوقِ القَرابيسِ بِالقَنا * وَبِالبيضِ تَلقاهُم قِيامًا عَلى الرُكبِ
32 لَهُم بُنِيَ الإيوانُ مِن عَهدِ هُرمُزٍ * وَأُحكِمَ طَبعُ الخُسرُوانِيَّةِ القُضبِ
33 وَدارَت بَنو ساسانَ طُرًّا عَلَيهِمُ * مَدارَ النُجومِ السائِراتِ عَلى القُطبِ
34 مَضَوا بِالأَكُفِّ البيضِ أَندى مِنَ الحَيا * بَلالًا وَبِالأَحلامِ أَوفى مِنَ الهَضبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عبد الله بن دينار بن عبد الله

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (104)،
2 - الأبيات (7-17) في صفحة (105)،
3 - الأبيات (18-27) في صفحة (106)،
4 - الأبيات (28-34) في صفحة (107)،

الرابط المختصر