1 |
رَأى البَرقَ مُجتازًا فَباتَ بِلا لُبٍّ |
* |
وَأَصباهُ مِن ذِكرِ البَخيلَةِ ما يُصبي |
2 |
وَقَد عاجَ في أَطلالِها غَيرَ مُمسِكٍ |
* |
لِدَمعٍ وَلا مُصغٍ إِلى عَذَلِ الرَكبِ |
3 |
وَكُنتُ جَديرًا حينَ أَعرِفُ مَنزِلًا |
* |
لِآلِ سُلَيمى أَن يُعَنِّفَني صَحبي |
4 |
عَدَتنا عَوادي البُعدِ عَنها وَزادَنا |
* |
بِها كَلَفًا أَنَّ الوَداعَ عَلى عَتبِ |
5 |
وَلَم أَكتَسِب ذَنبًا فَتَجزِيَني بِهِ |
* |
وَلَم أَجتَرِم جُرمًا فَتُعتَبَ مِن ذَنبِ |
6 |
وَبي ظَمَأٌ لا يَملِكُ الماءُ دَفعَهُ |
* |
إِلى نَهلَةٍ مِن ريقِها الخَصِرِ العَذبِ |
7 |
تَزَوَّدتَ مِنها نَظرَةً لَم تَجُد بِها |
* |
وَقَد يُؤخَذُ العِلقُ المُمَنَّعُ بِالغَصبِ |
8 |
وَما كانَ حَظُّ العَينِ في ذاكَ مَذهَبي |
* |
وَلَكِن رَأَيتُ العَينَ بابًا إِلى القَلبِ |
9 |
أُعيدُكِ أَن تُمنى بِشَكوِ صَبابَةٍ |
* |
وَإِن أَكسَبَتنا مِنكِ عَطفًا عَلى الصَبِّ |
10 |
وَيُحزِنُني أَن تَعرِفي الحُبَّ بِالجَوى |
* |
وَإِن نَفَعَتنا مِنكِ مَعرِفَةُ الحُبِّ |
11 |
أَبَيتُ عَلى الإِخوانِ إِلّا تَحَنِّيًا |
* |
يَلينُ لَهُم عِطفي وَيَصفو لَهُم شِربي |
12 |
وَإِنّي لَأَستَبقي الصَديقَ إِذا نَبا |
* |
عَلَيَّ وَأَهنوا مِن خَلائِقِهِ الجُربِ |
13 |
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي البَخيلَ بِأَنَّني |
* |
حَطَطتُ رَجائي مِنهُ عَن مَركَبٍ صَعبِ |
14 |
وَأَنَّ ابنَ دينارٍ ثَنى وَجهَ هِمَّتي |
* |
إِلى الخُلُقِ الفَضفاضِ وَالنائِلِ النَهبِ |
15 |
فَلَم أَملَ إِلّا مِن مَوَدَّتِهِ يَدي |
* |
وَلا قُلتُ إِلّا مِن مَواهِبِهِ حَسبي |
16 |
لَقيتُ بِهِ حَدَّ الزَمانِ فَفَلَّهُ |
* |
وَقَد يَثلِمُ العَضبُ المُهَنَّدُ في العَضبِ |
17 |
كَريمُ إِذا ضاقَ اللِئامُ فَإِنَّهُ |
* |
يَضيقُ الفَضاءُ الرَحبُ في صَدرِهِ الرَحبِ |
18 |
إِذا أَثقَلَ الهِلباجُ أَحناءَ سَرجِهِ |
* |
غَدا طِرفُهُ يَختالُ بِالمُرهَفِ الضَربِ |
19 |
تَناذَرَ أَهلُ الشَرقِ مِنهُ وَقائِعًا |
* |
أَطاعَ لَها العاصونَ في بَلَدِ الغَربِ |
20 |
لَجَرَّدَ نَصلَ السَيفِ حَتّى تَفَرَّقَت |
* |
عَنِ السَيفِ مَخضوبًا جُموعُ أَبي حَربِ |
21 |
فَإِن هَمَّ أَهلُ الغَورِ يَومًا بِعَودَةٍ |
* |
إِلى الغَيِّ مِن طُغيانِهِمْ فَهوَ بِالقُربِ |
22 |
حَلَفتُ لَقَد دانَ الأَبِيُّ وَأُغمِدَت |
* |
شَذاةُ عَظيمِ الرومِ مِن عِظَمِ الخَطبِ |
23 |
وَأَلزَمُهُم قَصدَ السَبيلِ حِذارُهُمْ |
* |
لِتِلكَ السَوافي مِن زَعازِعِهِ النُكبِ |
24 |
مُدَبِّرُ حَربٍ لَم يَبِت عِندَ غِرَّةٍ |
* |
وَلَم يَسرِ في أَحشائِهِ وَهَلُ الرُعبِ |
25 |
وَيُقلِقُهُ شَوقٌ إِلى القِرنِ مُعجِلٌ |
* |
لَدى الطَعنِ حَتّى يَستَريحَ إِلى الضَربِ |
26 |
أَضاءَت بِهِ الدُنيا لَنا بَعدَ ظُلمَةٍ |
* |
وَأَجلَت لَنا الأَيّامُ عَن خُلُقٍ رَطبِ |
27 |
وَمازالَ عَبدُ اللَهِ يُكسى شَمائِلًا |
* |
يَقُمنَ مَقامَ النَورِ في ناضِرِ العُشبِ |
28 |
وَفَتىً يَتَعالى بِالتَواضُعِ جاهِدًا |
* |
وَيَعجَبُ مِن أَهلِ المَخيلَةِ وَالعُجبِ |
29 |
لَهُ سَلَفٌ مِن آلِ فَيروزَ بَرَّزوا |
* |
عَلى العُجمِ وَانقادَت لَهُمْ حَفلَةُ العُربِ |
30 |
مَرازِبَةُ المُلكِ الَّتي نَصَبَت بِها |
* |
مَنابِرَهُ العُظمى جَبابِرَةُ الحَربِ |
31 |
يُكِبّونَ مِن فَوقِ القَرابيسِ بِالقَنا |
* |
وَبِالبيضِ تَلقاهُم قِيامًا عَلى الرُكبِ |
32 |
لَهُم بُنِيَ الإيوانُ مِن عَهدِ هُرمُزٍ |
* |
وَأُحكِمَ طَبعُ الخُسرُوانِيَّةِ القُضبِ |
33 |
وَدارَت بَنو ساسانَ طُرًّا عَلَيهِمُ |
* |
مَدارَ النُجومِ السائِراتِ عَلى القُطبِ |
34 |
مَضَوا بِالأَكُفِّ البيضِ أَندى مِنَ الحَيا |
* |
بَلالًا وَبِالأَحلامِ أَوفى مِنَ الهَضبِ |