الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَبَعدَ الشَبابِ المُنتَضى في الذَوائِبِ * أُحاوِلُ لُطفَ الوُدِّ عِندَ الكَواعِبِ
2 وَكانَ بَياضُ الرَأسِ شَخصًا مُذَمَّمًا * إِلى كُلِّ بَيضاءِ الحَشا وَالتَرائِبِ
3 وَما انفَكَّ رَسمُ الدارِ حَتّى تَهَلَّلَت * دُموعي وَحَتّى أَكثَرَ اللَومَ صاحِبي
4 وَقَفنا فَلا الأَطلالُ رَدَّت إِجابَةً * وَلا العَذلُ أَجدى في المَشوقِ المُخاطَبِ
5 تَمادَت عَقابيلُ الهَوى وَتَطاوَلَتْ * لَجاجَةُ مَعتوبٍ عَلَيهِ وَعاتِبِ
6 إِذا قُلتُ قَضَّيتُ الصَبابَةَ رَدَّها * خَيالٌ مُلِمٌّ مِن حَبيبٍ مُجانِبِ
7 يَجودُ وَقَد ضَنَّ الأُلى شَغَفي بِهِمْ * وَيَدنو وَقَد شَطَّت دِيارُ الحَبائِبِ
8 تُرينيكَ أَحلامُ النِيامُ وَبَينَنا * مَفاوِزُ يَستَفرِغنَ جُهدَ الرَكائِبِ
9 لَبِسنا مِنَ المُعتَزِّ بِاللهِ نِعمَةً * هِيَ الرَوضُ مَولِيًّا بِغُزرِ السَحائِبِ
10 أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اعوِجاجِها * وَأَربى عَلى شَغبِ العَدُوِّ المُشاغِبِ
11 أَخو الحَزمِ قَد ساسَ الأُمورَ وَهَذَّبَتْ * بَصيرَتَهُ فيها صُروفُ النَوائِبِ
12 وَمُعتَصِمِيُّ العَزمِ يَأوي بِرَأيِهِ * إِلى سَنَنٍ مِن مُحكَماتِ التَجارِبِ
13 تُفَضِّلُهُ آيُ الكِتابِ وَيَنتَهي * إِلَيهِ تُراثُ الغُلبِ مِن آلِ غالِبِ
14 تَوَلَّتهُ أَسرارُ الصُدورِ وَأَقبَلَتْ * إِلَيهِ القُلوبُ مِن مُحِبٍّ وَراغِبِ
15 وَرُدَّت وَما كانَت تُرَدُّ بِعَدلِهِ * ظُلاماتُ قَومٍ مُظلِماتِ المَطالِبِ
16 إِمامُ هُدىً عَمَّ البَرِيَّةَ عَدلُهُ * فَأَضحى لَدَيهِ آمِنًا كُلُّ راهِبِ
17 تَدارَكَ بَعدَ اللهِ أَنفُسَ مَعشَرٍ * أَطَلَّت عَلى حَتمٍ مِنَ المَوتِ واجِبِ
18 وَقالَ لَعًا لِلعاثِرينَ وَقَد رَأى * وُثوبَ رِجالٍ فَرَّطوا في العَواقِبِ
19 تَجافى لَهُمْ عَنها وَلَو كانَ غَيرُهُ * لَعَنَّفَ بِالتَثريبِ إِن لَم يُعاقِبِ
20 وَهَبتَ عَزيزاتِ النُفوسِ لِمَعشَرِ * يَعُدّونَها أَقصى اللُهى وَالمَواهِبِ
21 وَلَولا تَلافيكَ الخِلافَةَ لَانبَرَتْ * لَها هِمَمُ الغاوينَ مِن كُلِّ جانِبِ
22 إِذًا لَادَّعاها الأَبعَدونَ وَلَارتَقَت * إِلَيها أَمانِيُّ الظُنونِ الكَواذِبِ
23 زَمانَ تَهاوى الناسُ في لَيلِ فِتنَةٍ * رَبوضِ النَواحي مُدلَهِمِّ الغَياهِبِ
24 دَعاكَ بَنو العَبّاسِ ثَمَّ فَأَسرَعَت * إِجابَةُ مُستَولٍ عَلى المُلكِ غالِبِ
25 وَهَزّوكَ لِلأَمرِ الجَليلِ فَلَم تَكُن * ضَعيفَ القُوى فيهِ كَليلَ المَضارِبِ
26 فَما زِلتَ حَتّى أَذعَنَ الشَرقُ عَنوَةً * وَدانَت عَلى صُغرٍ أَعالي المَغارِبِ
27 جُيوشٌ مَلَأنَ الأَرضَ حَتّى تَرَكنَها * وَما في أَقاصيها مَفَرُّ لِهارِبِ
28 مَدَدنَ وَراءَ الكَوكَبِيِّ عَجاجَةً * أَرَتهُ نَهارًا طالِعاتِ الكَواكِبِ
29 وَزَعزَعنَ دُنباوَندَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ * وَكانَ وَقورًا مُطمَئِنَّ الجَوانِبِ
30 وَقَد أَفِنَ الصَفّارُ حَتّى تَطَلَّعَت * إِلَيهِ المَنايا في القَنا وَالقَواضِبِ
31 حَنَوتَ عَلَيهِ بَعدَ أَن أَشرَفَ الرَدى * عَلى نَفسِ مُزوَرٍّ عَنِ الحَقِّ ناكِبِ
32 تَأَتَّيتَهُ حَتّى تَبَيَّنَ رُشدَهُ * وَحَتّى اكتَفى بِالكُتبِ دونَ الكَتائِبِ
33 بِلُطفِ تَأَتٍّ مِنكَ ما زالَ ضامِنًا * لَنا طاعَةَ العاصي وَسِلمَ المُحارِبِ
34 فَعادَ حُسامًا عَن وَلِيِّكَ ذَبُّهُ * وَحَدَّ سِنانٍ في عَدُوِّكَ ناشِبِ
35 بَقيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ مُؤَمَّلًا * لِغَفرِ الخَطايا وَاصطِناعِ الرَغائِبِ
36 وَمُلّيتَ عَبدَ اللهِ مِن ذي تَطَوُّلٍ * كَريمِ السَجايا هِبرِزِيِّ الضَرائِبِ
37 شَبيهُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَلَن تَرى * شَبيهَكَ إِلّا جامِعًا لِلمَناقِبِ
38 أُؤَمِّلُ جَدواهُ وَأَرجو نَوالَهُ * وَما الآمِلُ الراجي نَداهُ بِخائِبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتز بالله:

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (108)،
2 - الأبيات (7-20) في صفحة (109)،
3 - الأبيات (21-29) في صفحة (110)،
4 - الأبيات (30-38) في صفحة (111)،

الرابط المختصر