الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 قَليلٌ لَها أَنّي بِها مُغرَمٌ صَبُّ * وَأَن لَم يُقارِف غَيرَ وَجدٍ بِها القَلبُ
2 بَذَلتُ الرِضا حَتّى تَصَرَّمَ سُخطُها * وَلِلْمُتَجَنّي بَعدَ إِرضائِهِ عَتبُ
3 وَلَم أَرَ مِثلَ الحُبِّ صادَ غُرورُهُ * لَبيبَ الرِجالِ بَعدَ ما اختُبِرَ الحُبُّ
4 وَإِنّي لَأَشتاقُ الخَيالَ وَأُكثِرُ الز * زِيارَةَ مِن طَيفٍ زِيارَتُهُ غِبُّ
5 وَمِن أَينَ أَصبو بَعدَ شَيبي وَبَعدَما * تَأَلّى الخَلِيُّ أَنَّ ذا الشَيبِ لايَصبو
6 أَسالِبَتي حُسنَ الأُسى أَو مُخيفَتي * عَلى جَلَدي تِلكَ الصَرائِمُ وَالكُثبُ
7 رَضيتُ اتِّحادي بِالغَرامِ وَلَم أُرِد * إِلى وَقفَتي في الدارِ أَن يَقِفَ الرَكبُ
8 وَلَو كُنتُ ذا صَحبٍ عَشِيَّةَ عَزَّبي * تَحَدُّرُ دَمعِ العَينِ عَنَّفَني الصَحبُ
9 لَقَد قَطَعَ الواشي بِتَلفيقِ ما وَشى * مِنَ القَولِ ما لا يَقطَعُ الصارِمُ العَضبُ
10 فَأَصبَحتُ في بَغدادَ لا الظِلُّ واسِعٌ * وَلا العَيشُ غَضٌّ في غَضارَتِهِ رَطبُ
11 أَأَمدَحُ عُمّالَ الطَساسيجِ راغِبًا * إِلَيهِم وَلي بِالشامِ مُستَمتَعٌ رَغبُ
12 فَأَيْهَاتَ مِن رَكبٍ يُؤَدّي رِسالَةً * إِلى الشامِ إِلّا أَن تَحَمَّلَها الكُتبُ
13 وَعِندَ أَبي العَبّاسِ لَو كانَ دانِيًا * نَواحي الفِناءِ السَهلِ وَالكَنَفُ الرَحبُ
14 وَكانَت بَلاءً نِيَّتي عَنهُ وَالغِنى * غِنى الدَهرِ أَدنى ما يُنَوِّلُ أَو يَحبو
15 وَذو أُهَبٍ لِلحادِثاتِ بِمِثلِها * يُزالُ الطَخى عَنّا وَيُستَدفَعُ الكَربُ
16 سُيوفٌ لَها في عُمرِ كُلِّ عِدىً رَدىً * وَخَيلٌ لَها في دارِ كُلِّ عِدىً نَهبُ
17 عَلَت فَوقَ بَغراسٍ فَضاقَت بِما جَنَت * صُدورُ رِجالٍ حينَ ضاقَ بِها الدَربُ
18 وَثابَ إِلَيهِمْ رَأيُهُمْ فَتَبَيَّنوا * عَلى حالِ فَوتٍ أَنَّ مَركَبَهُمْ صَعبُ
19 وَكانوا ثَمودَ الحِجرِ حَقَّ عَلَيهُمُ * وُقوعُ العَذابِ وَالخَصِيُّ لَهُمْ سَقبُ
20 تَحَنّى عَلَيهِمْ وَالمَوارِدُ سَهلَةٌ * وَأَفرَجَ عَنهُمْ بَعدَما أَعضَلَ الخَطبُ
21 وَلَو حَضَرَتهُ أُنثَياهُ استَقَلَّتا * إِلى كُليَتَيهِ حينَ أَزعَجَهُ الرُعبُ
22 فَما هُوَ إِلّا العَفوُ عَمَّت سَماؤُهُ * أَوِ السَيفُ عُريانُ المَضارِبِ لا يَنبو
23 وَما شَكَّ قَومٌ أَوقَدوا نارَ فِتنَةٍ * وَسِرتَ إِلَيهِمْ أَنَّ نارَهُمُ تَخبو
24 كَأَن لَم يَرَوا سيما الطَويلَ وَجَمعَهُ * وَما فَعَلَت فيهِ وَفي جَمعِهِ الحَربُ
25 وَخارِجَ بابِ البَحرِ أُسدُ خَفِيَّةٍ * وَقَد سَدَّ قُطرَيهِ عَلى الغَنَمِ الزَربُ
26 تَحَيَّرَ في أَمرَيهِ ثُمَّ تَحَبَّبَت * إِلَيهِ الحَياةُ ماؤُها عَلَلٌ سَكبُ
27 وَقَد غَلُظَت دونَ النَجاةِ الَّتي ابتَغى * رِقابُ رِجالٍ دونَ ما مَنَعَت غُلبُ
28 تَكَرَّهَ طَعمَ المَوتِ وَالسَيفُ آخِذٌ * مُخَنَّقَ لَيثِ الحَربِ حاصِلُهُ كَلبُ
29 وَلَو كانَ حُرَّ النَفسِ وَالعَيشُ مُدبِرٌ * لَماتَ وَطَعمُ المَوتِ في فَمِهِ عَذبُ
30 وَلَو لَم يُحاجِز لُؤلُؤٌ بِفِرارِهِ * لَكانَ لِصَدرِ الرُمحِ في لُؤلُؤٍ ثَقبُ
31 تَخَطَّأَ عَرضَ الأَرضِ راكِبَ وَجهِهِ * لِيَمنَعَ مِنهُ البُعدُ ما يَبذُلُ القُربُ
32 يُحِبُّ البِلادَ وَهيَ شَرقٌ لِشَخصِهِ * وَيُذعَرُ مِنها وَهيَ مِن فَوقِهِ غَربُ
33 إِذا سارَ سَهبًا عادَ ظُهرًا عَدُوَّهُ * وَكانَ الصَديقَ غُدوَةً ذَلِكَ السَهبُ
34 مَخاذيلُ لَم يَستُر فَضائِحَ عَجزِهِمْ * وَفاءٌ وَلَم يَنهَض بِغَدرِهِمُ شَغبُ
35 أَخافُ كَأَنّي حامِلٌ وِزرَ بَعضِهِمْ * مِنَ الذَنبِ أَو أَنّي لِبَعضِهِمُ إِلبُ
36 وَما كانَ لي ذَنبٌ فَأَخشى جَزاءَهُ * وَعَفوُكَ مَرجُوٌّ وَإن كانَ لي ذَنبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أحمد بن طولون، ويذكر هرب لؤلؤ ودخوله بغداد

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (122)،
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (123)،
3 - الأبيات (16-21) في صفحة (124)،
4 - الأبيات (22-29) في صفحة (125)،
5 - الأبيات (30-36) في صفحة (126)،

الرابط المختصر