الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بِعَمرِكَ تَدري أَيُّ شَأنَيَّ أَعجَبُ * فَقَد أَشكَلا باديهِما وَالمُغَيَّبُ
2 جُنونِيَ في لَيلى وَلَيلى خَلِيَّةٌ * وَصَغوي إِلى سُعدى وَسُعدى تَجَنَّبُ
3 إِذا لَبِسَت كانَت جَمالَ لِباسِها * وَتَسلُبَّ لُبَّ المُجتَلي حينَ تُسلَبُ
4 وَسَمَّيتُها مِن خَشيَةِ الناسِ زَينَبًا * وَكَم سَتَرَت حُبًّا عَلى الناسِ زَينَبُ
5 غَضارَةُ دُنيا شاكَلَت بِفُنونِها * مُعاقَبَةَ الدُنيا الَّتي تَتَقَلَّبُ
6 وَجَنَّةُ خُلدٍ عَذَّبَتنا بِدَلِّها * وَما خِلتُ أَنّا بِالجِنانِ نُعَذَّبُ
7 أَلا رُبَّما كَأسٍ سَقاني سُلافَها * رَهيفُ التَثَنّي واضِحُ الثَغرِ أَشنَبُ
8 إِذا أَخَذَت أَطرافُهُ مِن قُنوئِها * رَأَيتَ اللُجَينَ بِالمُدامَةِ يُذهَبُ
9 كَأَنَّ بِعَينَيهِ الَّذي جاءَ حامِلًا * بِكَفَّيهِ مِن ناجودِها حينَ يُقطَبُ
10 لَأَسرَعَ في عَقلي الَّذي بِتُّ مَوهِنًا * أَرى مِن قَريبٍ لا الَّذي بِتُّ أَشرَبُ
11 لَدى رَوضَةٍ جادَ الرَبيعُ نَباتَها * بِغُرِّ الغَوادي تَستَهِلُّ وَتَسكُبُ
12 إِذا أَصبَحَ الحَوذانُ في جَنَباتِها * يُفَتَّحُ وُهِّمتَ الدَنانيرَ تُضرَبُ
13 أَجِدَّكَ إِنَّ الدَهرَ أَصبَحَ صَرفُهُ * يَجِدُّ وَإِن كُنّا مَعَ الدَهرِ نَلعَبُ
14 وَقَد رَدَّتِ الخَمسونَ رَدَّ صَريمَةٍ * إِلى الشَيبِ مَن وَلّى عَنِ الشَيبِ يَهرُبُ
15 فَقَصرُكَ إِنّي حائِمٌ فَمُرَفرِفٌ * عَلى خُلُقي أَو ذاهِبٌ حَيثُ أَذهَبُ
16 نَظَرتُ وَرَأسُ العَينِ مِنِّيَ مَشرِقٌ * صَوامِعُها وَالعاصِمِيَّةُ مَغرِبُ
17 بِقَنطَرَةِ الخابورِ هَل أَهلُ مَنبِجٍ * بِمَنبِجَ أَم بادونَ عَنها فَغُيَّبُ
18 وَمابَرِحَ الأَعداءُ حَتّى بَدَهتَهُمْ * بِظَلماءِ زَحفٍ بِيضُها تَتَلَهَّبُ
19 إِذا انبَسَطَت في الأَرضِ زادَت فُضولُها * عَلى العَينِ حَتّى العَينُ حَسرى تَذَبذَبُ
20 وَإِنَّ ابنَ بِسطامٍ كَفاني انفِرادُهُ * مُكاثَرَةَ الأَعداءِ لَمّا تَأَلَّبوا
21 أَخي عِندَ جِدِّ الحادِثاتِ وَإِنَّما * أَخوكَ الَّذي يَأتي الرِضا حينَ تَغضَبُ
22 يُؤَمَّلُ في لينِ اللُبوسِ وَيُرتَجى * لِطولٍ وَيُخشى في السِلاحِ وَيُرهَبُ
23 وَما عاقَهُ أَن يَطعُنَ الخَيلَ مُقدِمًا * عَلى الهَولِ فيها أَنَّهُ باتَ يَكتُبُ
24 تَرُدُّ السُيوفُ الماضِياتُ قَضاءَها * إِلى قَلَمٍ يومي لَها أَينَ تَضرِبُ
25 مُدَبِّرُ جَيشٍ ذَلَّلَ الأَرضَ شَغبُهُ * وَعَزمَتُهُ مِن ذَلِكَ الجَيشِ أَشغَبُ
26 إِذا الخَطبُ أَعيا أَينَ مَأخَذُهُ اهتَدى * لِما يُتَوَخّى مِنهُ أَو يُتَنَكَّبُ
27 نُعَوِّلُ وَالإِجداءُ فيهِ تَباعُدٌ * عَلى سَيِّدٍ يَدنو جَداهُ وَيَقرُبُ
28 عَلى مَلِكٍ لا يَحجُبُ البُخلُ وَجهَهُ * عَلَينا وَمِن شَأنِ البَخيلِ التَحَجُّبُ
29 وَأَبيَضَ يَعلو حينَ يَرتاحُ لِلنَدى * عَلى وَجهِهِ لَونٌ مِنَ البِشرِ مُشرَبُ
30 تَفَرَّغُ أَخلاقُ الرِجالِ وَعِندَهُ * شَواغِلُ مِن مَجدٍ تُعَنّي وَتُنصِبُ
31 لَهُ هِزَّةٌ مِن أَريَحِيَّةِ جودِهِ * تَكادُ لَها الأَرضُ الجَديبَةُ تُعشِبُ
32 تُحَطُّ رِحالُ الراغِبينَ إِلى فَتىً * نَوافِلُهُ نَهبٌ لِمَن يَتَطَلَّبُ
33 إِلى غُمُرٍ في مالِهِ تَستَخِفُّهُ * صِغارُ الحُقوقِ وَهوَ عَودٌ مُجَرَّبُ
34 إِذا نَحنُ قُلنا وَقَّرَتهُ مُلِمَّةٌ * تَهالَكَ مُنقادُ القَرينَةِ مُصحِبُ
35 تَجاوَزُ غاياتِ العُقولِ مَواهِبٌ * نَكادُ لَها لَولا العِيانُ نُكَذِّبُ
36 جَدىً إِن أَغَرنا فيهِ كانَ غَنيمَةً * وَيَضعُفُ فيهِ الغُنمُ حينَ يُعَقَّبُ
37 خَلائِقُ لَو يَلقى زِيادٌ مِثالَها * إِذَن لَم يَقُل أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
38 عَجِبتُ لَهُ لَم يُزهَ عُجبًا بِنَفسِهِ * وَنَحنُ بِهِ نَختالُ زَهوًا وَنُعجَبُ
39 فِداكَ أَبا العَباسِ مِن نُوَبِ الرَدى * أُناسٌ يَخيبُ الظَنُّ فيهِمْ وَيَكذِبُ
40 طَوَيتُ إِلَيكَ المُنعِمينَ وَلَم أَزَل * إِلَيكَ أُعَدّي عَنهُمُ وَأُنَكِّبُ
41 وَما عَدَلَت عَنكَ القَصائِدُ مَعدِلًا * وَلا تَرَكَت فَضلًا لِغَيرِكَ يُحسَبُ
42 نُنَظِّمُ مِنها لُؤلُؤًا في سُلوكِهِ * وَمِن عَجَبٍ تَنظيمُ ما لا يُثَقَّبُ
43 فَلَو شارَكَت في مَكرُماتِكَ طَيٌّ * لَوُهِّمَ قَومٌ أَنَّني أَتَعَصَّبُ
44 مَتى يَسأَلُ المَغرورُ بي عَن صَريمَتي * يُخَبِّرهُ عَنها غانِمٌ أَو مُخَيَّبُ
45 يَسُرُّ افتِتاني مَعشَرًا وَيَسوؤُهُمْ * وَيَخلُدُ ما أَفتَنُّ فيهِمْ وَأُسهِبُ
46 وَلَم يُبقِ كَرُّ الدَهرِ غَيرَ عَلائِقٍ * مِنَ القَولِ تُرضي سامِعينَ وَتُغضِبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا العباس أحمد بن محمد بن بسطام

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (134)،
2 - الأبيات (5-12) في صفحة (135)،
3 - الأبيات (13-19) في صفحة (136)،
4 - الأبيات (20-33) في صفحة (137)،
5 - الأبيات (34-46) في صفحة (138)،

الرابط المختصر