الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَن دَعاهُ داعي الصِبا فَأَجابَهُ * وَرَمى قَلبَهُ الهَوى فَأَصابَه
2 عِبتَ ما جاءَهُ وَرُبَّ جَهولٍ * جاءَ ما لا يُعابَ يَومًا فَعابَه
3 لَيتَ شِعري غَداةَ يُغدى بِـ«سُعدى» * أَيُّ شَيءٍ مِن «الرَبابِ» أَرابَه
4 أَهُوَ الجِدُّ مِن صَريمَةِ عَزمٍ * أَم هُوَ الهَزلُ في الهَوى وَالدُعابة
5 خَونُ عَينٍ لَم أَحتَسِبهُ وَقَلبٍ * لَم أَخَف يَومَ رامَتَينِ انقِلابَه
6 باتَ يَخشى عَلى البِعادِ اجتِنابي * شِقُّ نَفسٍ قَد كُنتُ أَخشى اجتِنابَه
7 صافِحًا عَن خَفِيِّ ذَنبٍ وَقَد صا * فَحتُ في ساعَةِ الوَداعِ خِضابَه
8 رَشَأٌ إِن أَعادَ كَرَّ بِلَحظٍ * أَشعَلَ القَلبَ مُضنِيًا أَو أَذابَه
9 لَم يَدَع بَينَنا التَباعُدُ إِلّا * ذَكرَةً أَو زِيارَةً عَن جَنابَه
10 قَلَّ خَيرُ الإِخوانِ إِلّا مُعَزٍّ * عَن تَناءٍ أَو عائِدٌ مِن صَبابَه
11 إِن تَسَلني عَن الشَبابِ المُوَلّى * فَهُوَ القارِظُ انتَظَرتُ إِيابَه
12 غَضُ عَيشٍ زالَت غَمامَتُهُ عَنـ * ـني وَمَن بِالغَمامَةِ المُنجابَه
13 يَغنَمُ المُوجِزُ الهَجومُ عَلى الأَمـ * ـرِ وَيُكدي المُطاوِلُ الهَيابَه
14 وَخَليلٍ دَعَوتُهُ لِلمَعالي * وَهِيَ دونَ الطُرّاقِ تَطرُقُ بابَه
15 هَمَّ عَن دَعوَتي وَمَن ساءَ سَمعًا * في مَواضي أَمثالِهِمْ ساءَ جابَه
16 عَجَبٌ مِنهُ يَومَ ذاكَ وَمِنّي * يَتَقَصّى بِالضاحِكِ استِغرابَهُ
17 لا تَخَف عَيلَتي وَتِلكَ القَوافي * بَيتُ مالٍ ما إِن أَخافُ ذَهابَه
18 كَم عَزيزٍ حَرَبنَ مِن غَيرِ ذُلٍّ * مالَهُ أَو نَزَعنَ عَنهُ ثِيابَه
19 قَد مَدَحنا إِيوانُ كِسرى وَجِئنا * نَستَشيبُ النُعمى مِن ابنِ شَوابَه
20 بَيتُ فَخرٍ كانَ الغِنى لَو يُوافي * زائِرُ البَيتِ عِندَهُ أَربابَه
21 وَإِذا ما أَلَطَّ بِالحَقِّ قَومٌ * فَمِنَ الحَقِّ أَن تَنوبَ القَرابَه
22 أَنتُم مِنهُمُ خَلا ما لَبِستُمْ * بَعدَهُمْ مِن مُعارِ زِيِّ الكِتابَه
23 هِمَمٌ في السَماءِ تَذهَبُ عُلوًا * وَرِباعٌ مَغشِيَّةٌ مُنتابَه
24 وَأُناسٌ إِن ضَيَّعَ المَجدُ قَومٌ * حَفِظوا المَجدَ أَن يُضيعوا طِلابَه
25 ما سَعَوا يَخلُفونَ غَيرَ أَبيهِمْ * كُلُّ ساعٍ مِنّا يُريدُ نِصابَه
26 جَمَعَتهُمْ أُكرومَةٌ لَم يَجوزوا * مُنتَهاها جَمعَ القِداحِ الرِبابَه
27 خُلُقٌ مِنهُمُ تَرَدَّدَ فيهِمْ * وَلِيَتهُ عِصابَةُ عَن عِصابَه
28 كَالحُسامِ الجُرازِ يَبقى عَلى الدَهـ * ـرِ وَيُفنى في كُلِّ عَصرٍ قِرابَه
29 ما تَسامَت أَخطارُ فارِسَ إِلّا * مَلَكوا الفَرعَ مِنهُمْ وَالذُؤابَه
30 وَإِذا أَحمَدُ استَهَلَّ لِنَيلٍ * أَكثَرَ النَيلَ واهِبًا وَأَطابَه
31 أَرتَجي عِندَهُ فَواضِلَ نُعمى * ما ارتَجاها الشَمّاخُ عِندَ عَرابَه
32 ماثِلٌ في أُرومَةِ المَجدِ تَرضى * مُنكَفاهُ إِلى النَدى وَانصِبابَه
33 لَم يُغادِ الظَما وَلَم يَدرِ كَيفَ الرِيـ * ـيُ مَن لَم يُمطَر بِتِلكَ السَحابَه
34 إِن جَرى طالِبًا نِهايَةَ فَخرٍ * أَحرَزَ السَبقَ فائِتًا أَصحابَه
35 وَمُضاهٍ لَهُ تَفَنَّنَ حَتّى * فايَضَ البَحرَ زاخِرًا بِصُبابَه
36 قُلتُ هَبْ شَرَّ ما تُعاني وَقَد يُنـ * ـجيكَ مِن شَرِّ مَؤيِدٍ أَن تَهابَه
37 وَمِنَ النَقصِ أَن تَشيدَ بِفَضلٍ * نِلتَ مَدخولَهُ وَنالَ لُبابَه
38 إِن تُرِد نَقلَ بَيتِهِ لا يُتابِع * كَ شَرَوري وَلا يُطاوِعكَ شابَه
39 تَيَّمَتهُ عُرى الأُمورِ وَراقَتـ * ـهُ استِباءً لِلُبِّهِ وَخِلابَه
40 وَعَلَت أَريَحِيَّةٌ مِنهُ تُدنيـ * ـهِ لِأُنسٍ عَنِ الحِجى وَالمَهابَه
41 سَلِسٌ بِالعَطاءِ حَتّى كَأَنّا * نَبتَغي عِندَهُ حِجارَةَ لابَه
42 هُوَ لِلراغِبينَ عُمدَةُ آما * لٍ كَما البَيتُ لِلحَجيجِ مَثابَه

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا العباس بن ثوابة

الصفحات

1- البيتان (1-2) في صفحة (143)،
2 - الأبيات (3-14) في صفحة (144)،
3 - الأبيات (15-22) في صفحة (145)،
4 - الأبيات (23-30) في صفحة (146)،
5 - الأبيات (31-38) في صفحة (147)،
6 - الأبيات (39-42) في صفحة (148)،

الرابط المختصر